*كتبت ناهد باشطح
** ستبدأ فعاليات الاحتفال بالرياض عاصمة ثقافية,, ما الذي تتوقعه المرأة وما الذي سوف يتحقق للمرأة على صعيد الثقافة؟!
ماذا يحمل لنا عام حافل بالعطاء؟!
عام مختلف ابتدأت ايامه الاولى والعيون تتطلع بشغف إليه والعقول المستنيرة تنتظر منه الكثير, ما رأي المرأة السعودية المثقفة وهي التي تساهم من خلال موقعها في العمل في تفعيل الانشطة الثقافية النسائية هذا ماكنا نأمل ان نقدمه:
ضيفات الندوة:
شريفة الشملان القاصة والكاتبة المعروفة ومديرة مكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية
نورة الناصر مديرة القسم النسائي بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة
هدى النعيم مديرة القسم النسائي بمركز الأمير سلمان الاجتماعي
كيف يمكن للمرأة السعودية تفعيل دورها الثقافي خاصة وان الضوء مسلط ومشع على الرياض وثقافتها ومثقفيها هذا العام؟
شريفة الشملان:
أرى أن اختيار الرياض عاصمة ثقافية فرصة لنا نحن النساء لا تعوّض, فلاشك ان الاضواء المسلطة على الرياض سنحصل على بعضها, هذا البعض الذي قد يساعدنا كي نقول نحن هنا ، موجودات، كاتبات وشاعرات وفنانات تشكيليات, نملك مواهب بحاجة ان ترى الشمس,واننا موزعات عبر مساحة وطننا، نحتاج لأشياء كثيرة كي نظهر للعيان، فلاكيان يجمعنا ولاصحيفة او مجلة تمثلّنا.
اننا لانملك مكاناً في النوادي الادبية ورياضنا عاصمتها هذا العام.
* نورة الناصر:
بداية نبارك للوطن انجازاته الثقافية والعلمية حيث عكست ازهى الصور الحقيقية لنهضتنا الفكرية وينتابنا شعور بالفخر والاعتزاز بالاحتفال في رياض العلم والمعرفة عاصمة الثقافة لعام (2000), اما حول تفعيل دور المرأة السعودية الثقافي في مثل هذه المناسبة فلعلنا ندرك تماماً ان المرأة السعودية اثبتت وجودها في الثقافة المحلية والعربية في زمن العطاء الحضاري والفكري من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز يحفظهما الله.
وان كان واضحاً تغيبّها عن المشاركة في كثير من الانشطة التي يشارك فيها فكر نسائي من خارج المملكة وهذا ناتج عن اغفال دعوتها في الغالب للمشاركة وعسى ان تكون هذه المناسبة الثقافية حافزاً قوياً لإسهامات ثقافية قادمة.
فالمرأة السعودية لديها نتاج ابداعي مؤثر، عليها ان تكثف من نشاطاتها وان تدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقها لتسهم في البناء الفكري للأمة، بما تقدم من دراسات ناضجة علمياً وادبياً لها تأثير واضح وفاعل في الثقافة الوطنية والعربية.
هدى النعيم:
في البدء فان الرياض يستحق اختيارها ان تكون عاصمة للثقافة فقد استطاعت المملكة العربية السعودية خلال 30 عاماً هي بدء التنمية ان تحقق تطوراً ملحوظاً في كافة القطاعات.
وقد نجحت المرأة السعودية في تحقيق تقدم وتطور في مجالات عدة كالتعليم والصحة والطب والاعلام والفنون.
واعتقد ان تميز المرأة هنا ناتج عن حفاظها على هويتها ومقدرتها على التطور والانجاز دون الالتفات على من يشككون بقدراتها ويربطون ذلك بحجابها او العادات والتقاليد.
ان الاقتصاد الوطني قد سمح بإمكانية تفرد نطاق عمل المراة وفق الاطر الدينية وبالتالي وجد للمرأة مكان للتعليم وبالتالي ممارسة العمل في وضع آمن ومريح.
هذا التمسك بالهوية سوف يساعد المرأة على تفعيل اي دور ثقافي او اجتماعي داخل وخارج مجتمعها.
*الجزيرة: المرأة بوصفها مثقفة,, شاعرة او أديبة أو فنانة تشكيلية, كيف يمكنها ان تستفيد من الموروث الثقافي لضخه للعالم عبر القنوات المتوفرة لها؟
*شريفة:
اريد أن أعرف اولاً ماهي القنوات المتوفرة؟!
ندوات ام مؤتمرات ام لقاءات واجتماعات معارض ام كتب وما إليه, اتذكر ان الشارقة جنّدت الكثير للعمل اثناء كونها عاصمة ثقافية، وعقدت لقاءات كثيرة كان للمرأة نصيب الأسد منها.
*نورة:
المرأة بكل صفاتها هي جزء من المجتمع بل تمثل نصفه ولايمكنها ان تخرج في نتاجها الفكري عن مجتمعها وهي تستقي مفرداتها والمعطيات من ينابيع العقيدة الاسلامية المواكبة للتطور والنمو التقني الذي يغزو هذا العصر فيكتسب تأصيلاً عبر الكلمة واللوحة.
واستغلال القنوات المتوافرة لنشرة وبثه بمختلف الوسائل ليصل إلى كل متلق وتحوّلها إلى قنوات تعرض كل ماهو هادف من النواحي التربوية والعلمية والاجتماعية ويكون هذا هو الانموذج.
* هدى:
نحن نفتقد الى وجود مكتبة تعنى بنتاج المرأة يمكن ان تنقل للخارج وأعني ان تهتم دور النشر باصدار الكتب التي تتحدث عن انجازات المرأة السعودية وتاريخ النساء القياديات واللواتي هن يخدمن الموطن في مواقع عدة,, بعضهن قد فارق الحياة ولم يلق عليه الضوء والبعض الآخر مازال بيننا يواصل عطاءه.
ان لدينا موروثاً ثقافياً ضخماً يتطلب ان نبرزه ونعتني به ولعل لجمعية النهضة دوراً بارزاً في الاعتناء بالتراث.
نحتاج فقط الى زيادة الاهتمام حتى وان استعنا بذوي الخبرات والاختصاص من الاجانب لكي يتعاونوا معنا في ابراز التراث بصورة تقنية حديثة.
وحتى لاينفصل جيل الاطفال الذي انفتح على الكمبيوتر والانترنت عن التراث الأصيل.
*الجزيرة:ما المتوقّع من الرياض ان تقدم للمرأة السعودية والعربية في ظل احتفال كبير بالثقافة لهذا العام؟
*شريفة:
اننا نحلم، اجمل شيء أن نحلم، وأولى الخطوات ايضاً الحلم,.
احلم في ظل التقدم التكنولوجي ان تكون هنالك مواقع على شبكة الانترنت، وان يسمح دون روتين بجلب الكتب من الخارج فالرقابة في هذا العصر اصبحت ذاتية حيث لا يمكن منع المعلومة عن الوصول في زمن تصل فيه خلال ثوان قليلة,نحلم بلقاء رموز الثقافة العربية من السيدات وكذا الثقافة الغربية من اللواتي نقرأ لهن ونتمنى ان نتحاور معهن,.
اما عن الاحتفال الكبير بالثقافة لهذا العام فلا أعلم الا بعض ماجاء في الصحف
واتمنى من كل قلبي ان تقام لجان نسائية على مستوى المسئولية للتحرك وتنسيق البرامج النسائية قبل ان يمضي العام وكأن شيئاً لم يكن,!!
* نورة:
ان ما يتوقع من الرياض ان يقدم للمرأة السعودية والعربية مزيد من الفرص للمشاركة الحقيقية والفاعلة وإبراز دورها وفسح المجال امامها كفكر وقلم وصوت ثقافي,بالاضافة الى توثيق نشاطها الفكري والعلمي ونشره في كل مكان بشتى الوسائل والاشكال المعلوماتية.
وكذلك المشاركة في التخطيط للسياسة التوثيقية والتوعوية للمرأة لتحقيق الاهداف النبيلة للنهوض بثقافة المرأة السعودية والعربية المسلمة, مع حرص كامل وتقدير واقعي على مضامينها ومقاصدها الجليلة من تأصيل تراثها والرقي بفكرها لمواكبة معطيات وتحديات الحضارة العصرية ومتطلبات الزمن الفكرية القائمة على شرع الله الخالد,والاهتمام بالنماذج الرائعة للمرأة المسلمة منذ قيام الاسلام وحتى عصرنا الراهن.
*هدى:
المتوقع من الرياض هو الاستفادة من الامكانات المتاحة لتحقيق انجازات ثقافية اكبر وعلينا ان نهتم بأخذ معطيات الحضارة بما يناسبنا بمعنى ان تزداد جرعات الوعي المقدّمة للأجيال الشابة فعلى سبيل المثال كيفية الاستفادة من الانترنت كجهاز معلوماتي خطير بدلاً من استخدامه فيما يضيع به الوقت,ونحن نثق بان الرياض ستكون قادرة علىاعطاء العالم من حولها صورة ناطقة لثقافتها واهتماماتها عبر وسائل تكنولوجية عدّة.