Saturday 22nd January, 2000 G No. 9977جريدة الجزيرة السبت 16 ,شوال 1420 العدد 9977



الرياض 2000م,, شمولية المعرفة!
د, محمد العيد الخطراوي

كلنا يعلم ان الثقافة تعني مجموع العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها، وذلك كما وضع معناها المجمع اللغوي في مصر قالوا: وغلام ثقف اي انه ذو فطنة وذكاء، والمراد انه ثابت المعرفة بما تحتاج اليه، وفرق صاحب المعجم الفلسفي) جميل صليبا بين الثقافة الخاصة والثقافة العامة فقال: (والثقافة بالمعنى الخاص هي تنمية بعض الملكات العقلية او تسوية بعض الوظائف البدنية، ومنها تثقيف العقل وتثقيف البدن) اما الثقافة العامة فهي ما يتصف به الرجل الحاذق المتعلم من ذوق، وحس انتقادي، وحكم صحيح، او هي التربية التي ادت الى إكسابه هذه الصفات) ثم قال: (ومن شرط الثقافة بهذا المعنى ان تؤدي الى الملاءمة بين الانسان والطبيعة، وبينه وبين المجتمع وبينه وبين القيم الروحية والانسانية).
ونحن اذا نظرنا بهذين المفهومين وعلاقتهما باختيار الرياض عاصمة للثقافة امتلأنا فرحا وغبطة، وتملك نفوسنا شيء من الهزة وسط ارتياح على حد قول الشاعر:

وإني لتعروني لذاكراك هزة
كما انتفض العصفور بلله القطر
ذلك ان هذا يعني في حسباني ان الجهة المعنية التي صدر عنها هذا الاختيار تؤمن بتحقق الوجه الثقافي للرياض بمفهومه الخاص والعام، او انها تلمس بوادره وعناصره وتخلقاته، فهو إذن في طريقه الى التحقق على حد قول الشاعر:

واذا رأيت من الهلال نموه
أيقنت أن سيصير بدرا كاملا
قف معي على خريطة الرياض القديمة بكل محتوياتها، وعدد المؤسسات العلمية والادبية والاجتماعية والعسكرية والمدنية فيها ثم التفت الى الجهة الاخرى,, الى خريطة الرياض اليوم لترى في كل شارع وكل منعطف مؤسسة من هذا النوع، او ذاك، ولترى ارتال السيارات التي تخدم العلم والعلماء، وتحمل فلذات الاكباد الى مختلف ميادين التحصيل العلمي، واذا كانت هذه الجهة المعنية التي اختارتنا للتمثيل الثقافي في هذا العام تمنحنا فرصة عقد مثل هذه المقارنة، وتدفعنا الى الاستزادة، فإننا بحمد الله قد سبقناها، وفعلنا ذلك مع انفسنا، وذلك حين قاد صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز معرض المملكة العربية السعودية بين الامس واليوم، وحين اقيم بالرياض الذكرى المئوية لدخول جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الى الرياض منتصرا ومؤسسا لهذه المملكة الفتية المترامية الاطراف، الممتدة الاعراق وحين اسست بها الجامعات الشامخة والكليات الباذخة والمدارس العالية والمتوسطة والبادئة، وحين انشئت الصحف والمجلات والدوريات والمطابع العامرة وحين اسست الاندية الرياضية والادبية والعلمية المتخصصة، وحين اقيمت المجامع الفقهية وغيرها، وحين وحين، (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
والرياض على هذا الاساس ووفقا لهذا المفهوم تفقد دلالتها المكانية المحدودة بكونها المدينة الواقعة في قلب المملكة العربية السعودية وتمتد شمالا وشرقا وغربا وتقوم بأعباء العاصمة فيها بل تتحول الرياض الى رمز عامر وشعار شامل متكامل، يجد فيه كل سعودي نفسه ويحقق في داخله ذاته، فالمنابع تتعدد .
ولكن المصب الذي هو الرياض واحد، فأي نشاط يقوم هنا أو هناك من انحاء مملكتنا الحبيبة انما مصدره الرياض وهو مرتبط بالرياض على وجه من الوجوه ليس هو رباط القيد والتبعية، وانما هو رباط وحدة المنطلق والاهداف والمجد والابداع في الوسائل والتجليات، .
هو رباط التوحد والتكامل والرفادة والوفادة ان كل سعودي حس انه المعني بهذا الاختيار الثقافي الموفق وان عليه مهمة في هذا الصدد ودينا واجب السداد.
فهيا نحتفل بهذه المناسبة وليكن عامنا كله تجسيداً لهذا المعنى وسموا بهذه الفكرة وسيراً حثيثاً الى تحقيق الاسمى والارفع والامجد والله المستعان.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

الحدث صورة

رياض الثقافة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.