Saturday 22nd January, 2000 G No. 9977جريدة الجزيرة السبت 16 ,شوال 1420 العدد 9977



يحتاجون لثقافة لا تخدش براءتهم
أجيال اليوم من لها غير مفكرينا؟

ونحن على أعتاب قرن جديد أجد أن الآمال تلوح في الأفق ببشرى ظهور أجيال لها مع الابداع والابتكار,, موعد إذا ما أحسن تربيتهم وإذا ما سار نهج رعايتهم وتعهدهم على الوجه الحسن وإذا ما وجدوا التشجيع والعناية بإثراء حياتهم بما يعود عليهم بالنفع وستكون حياتنا وحياتهم بإذن الله جميلة مفعمة بالحب والعطاء.
وقد قال علي كرم الله وجهه حول رعاية الطفولة أو اهمالها منذ النشأة:
(النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم).
هناك تعريف للثقافة يقول: الثقافة هي مجموعة المعارف والعقائد والفنون والقيم والعادات والتقاليد واللغات التي تميز كل مجتمع عن غيره,, هذا التعريف يقودني إلى أمر مهم وهو إننا نعيش عصرا جديدا يجب فيه توثيق صلة الناشئة بكل وسائط الثقافة في هذا البلد ولاسيما وأن الرياض ستكون عاصمة للثقافة عام 2000م.
هذا شيء,, والشيء الآخر أن العصر القادم يشهد تكنولوجيا حديثة مثل الكمبيوتر والانترنت واتصالات فضائية، وكلها تمثل غزوا فكريا مستوردا وقد تحمل ما لا يتفق مع حياة هذا المجتمع وأفراده، ووقوفنا متفرجين منتقدين أو محذرين قد لا يجدي, فكل المتغيرات الكبرى سنجدها تطبق بأجنحتها على جيل يفتقد كثيرا من قواعد الثقافة النابعة من تعاليم دينه وتقاليد مجتمعه، فلا يستطيع الوقوف بصلابة في وجه الأحداث المقبلة المتعارضة مع نشأته السليمة في بلد تربى أفراده على التعاليم السمحة والتقاليد الأصيلة.
أقول أجيال اليوم بحاجة لسعي عقول أدبائنا ومفكرينا ومثقفينا السعوديين إلى ملء عقول الأجيال الجديدة بأدب سعودي عبر مؤلفات وقصص وكتب وأناشيد تتناسب وطبيعة مجتمعهم، ولا تخالف فطرتهم او عقيدتهم ولا تخدش براءتهم وإلا سنجدهم أمام ثقافة مستوردة من ملفات وقصص وكتب وأغان ممجوجة تصلهم وهي محملة بأفكار مسممة وأغلاط وأباطيل وأساطير ملوثة وصور للتراث مشوهة، وقد خلت من القيم والمفاهيم العليا وتحط بما تحمله من ألفاظ ومعان من شخصية الفرد عندما تسري على ألسن الأطفال وتسكن في عقولهم بالإضافة إلى ما سيصلهم عبر برامج الكمبيوتر والانترنت والأقنية الفضائية ولا نستطيع منعها ما لم يكن الطفل ذاته مسلحا بثقافة يعتمد عليها منبثقة من دينه ومجتمعه، عندئذ لن تستطيع كل المتغيرات المستقبلية تغييره.
أتمنى لو يسعى النادي الأدبي بأبها إلى رصد جوائز تشجيعية للأدباء السعوديين سواء الشباب أو الرواد لمن يسهم في إبراز مؤلفات تناسب أجيال اليوم وما وصلت إليه وما ينتظرها القرن القادم منطلقين من قيم ومبادىء وأسس نرغب أن يسير وفقها الطفل السعودي ويعلم كيف يتشرب التكنولوجيا الحديثة بكل أدواتها دون مؤثرات سلبية ولعل النادي الأدبي بأبها شهد انجازات أدبية وثقافية منذ قيامه في أواسط عام 98ه تحت رئاسة أستاذنا الأديب محمد بن عبدالله الحميد.
وأتمنى أن يخصص القائمون على جائزة أبها هذا العام جوائز لمؤلفات سواء كانت كتبا أو قصصا أو أغاني تناسب أبناء عصر الأنترنت والكمبيوتر والقرن القادم تغنينا وتغنيهم عن الثقافات المستوردة,, فهل وصل الخبر؟.
محمد ابراهيم محمد فايع
خميس مشيط

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

الحدث صورة

رياض الثقافة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.