Sunday 23rd January, 2000 G No. 9978جريدة الجزيرة الأحد 17 ,شوال 1420 العدد 9978



شدو
ظرف وظرف ونجاة ,,,!
الدكتور/ فارس الغزي

(عمرك!) وجدت نفسك في موقف لا تحسد عليه ولم ينقذك من (براثن) هذا الموقف سوى (تميزك بالفكاهة وخفة الدم؟!) مرة أخرى، دعني (أقرب السؤال إليك أكثر فأكثر!): هل وجدت نفسك، ذات يوم، قاب قوسين أو أدنى من تلقي (كم جلدة!) من مدير مدرستك (آنذاك)، أو الحصول على جزاء مروري جراء مخالفة مرورية,,؟! ,, وحينها ضاقت بك الأرض بما رحبت وتلاشت الأعذار ولم تجد سبيلا (للنجاة) سوى (النكتة!) مما أضحك (من نوى بك شرا وأطفأ غضبه!) وبالتالي قاده ذلك إلى العفو عنك؟!,, لماذا يعفو البعض رغم غضبه عندما يفاجئه (المغضوب عليه) بالرد على (استجوابه له) بطريقة فكاهية؟! بل كم جنى (خفيفو الدم) من أرتال (الأرزاق!) جراء لجوئهم إلى الفكاهة لشرح معطيات ما ألمّ بهم من مظلمة أو (ألمّ بغيرهم منهم) بطريقة تشرح الصدر وتفرج الهمّ وتضحك المشتكي إليه وبالتالي (تقلب) العقوبة المستحقة إلى عطاء جزيل وافر؟!.
إن المتفحص لتراثنا المجيد يجده مليئا بالكثير من القصص التي بدأت بالويل والثبور، وانتهت بالعطاء والحبور اعتمادا على حذاقة (المتهم) وبراعته في لفت الأنظار إلى شخصه، وبالتالي (لفت الأنظار) عن جرمه! ولِمَ لا؟! أليس في مبدأ إن من البيان لسحرا دليل أكيد على أن الخطاب (سواء بجديته أو هزله) له من التأثير ما يأسر الألباب وبالتالي (يحوّل) عين السخط إلى عين رضا؟! أم ياترى إن السر يكمن في أن (العقل العربي بسبب ظروفه اللامتناهية) ميال للظرف ولذا فهو سريع الاعجاب (بسرعة) البداهة؟! (أم أخرى!) هل ترى أن السر يكمن في أن (هذا العقل!) الآنف الذكر سريع التأثر، الأمر الذي يمكن من (التشويش!) عليه بسهولة ويسر؟!,, لا أدري ولكن دعني وإياك نستعرض بعضا من القصص التراثية التي بدأت مأسوية وانتهت (ببرد وسلام) بل واعطيات جزيلة! حيث يروى أن رجلاً ادعى النبوة في زمن الخليفة المهدي ولما أتي به بادره المهدي بالسؤال عما إذا كان نبيا فقال الرجل نعم، قال له المهدي: إذن إلى من بعثت؟! فقال الرجل: أوتركتموني أبعث إلى أحد؟! بعثت بالغداة وحبست بالعشي، حينها أعجب المهدي بسرعة بديتهته وأمر بإطلاق سراحه بعد ان كساه!.
بل ما رأيكم في ذلك الأعرابي الذي شهد مأدبة الحجاج وعندما قدمت الحلوى ترك الحجاج الأعرابي ليأخذ منها لقمة: ثم قال بزجر ووعيد من أكل من هذا ضربت عنقه فهاب الحضور وامتنعوا عن الأكل فما كان من الأعرابي إلا أن أخذ بالتمعن بالحجاج تارة وبالحلوى تارة ومن ثم أردف قائلا: ايها الأمير أوصيك بأولادي خيراً وأخذ يأكل بنهم فضحك الحجاج وأمر له بأعطية ,,,!.
وعليه نستطيع القول (إنها) ليست دائماً على غرار قاعدة (من خاف سلم),, كما يقول المثل,, بل إنها كذلك (من استخف دمه سلم),, أو (من شحذ بديهته سلم),, جرب عندما تجد نفسك في مأزق ,,, !.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.