Sunday 23rd January, 2000 G No. 9978جريدة الجزيرة الأحد 17 ,شوال 1420 العدد 9978



وعلامات
السكة الحديدية ,,, !
عبد الفتاح أبومدين

في كتاب الأخ الدكتور,, غازي القصيبي: حياة في الإدارة الصادر في عام 1998م، صفحات عن السكة الحديدية، من معطيات عمل الدكتور,, في إدارتها، مدة عام ونصف، وأكبر الظن ان الحديث حين لايكون من مختص، وحين لاينظر إلى البدائل، وحين يكون آراء غير مدروسة، يأتي فجاً وناقصاً، وغير مجد!
الحديث الذي ساقه الدكتور القصيبي، كان أكثره مبنيا على رأي وزير التخطيط، ومدير سابق لهذا الكيان,, عبدالعزيز القريشي وما قاله، ويقوله بعض الخبراء، الذين ينظرون نظرة قاصرة، مثل الذين إذا طلب إليهم دراسة مشروع ما، يقولون للمسؤول: ماذا يريد معاليك؟ أو ماذا يريد سعادتك!؟
لقد انتهت وقفة الأخ غازي القصيبي,, عند عدم الجدوى من شريان السكة الحديدية في بلادنا، حتى وصل به اليأس: لو طال عهدي بالمؤسسة لأغلقتها ، ص 108 , والاسطوانة,, التي تدور بنغمتها غير الصحيحة، وأسميها نشازاً، هي عدم جدوى اقتصادية !
إن الذين يرددون هذه المقولة، بدءاً واستمرارا، وزارة المواصلات ووزراء التخطيط، ينظرون إلى هذا المشروع نظرة قاصرة، ومن زاوية واحدة، وهو وجود بديل ؛ اي الشاحنات, ومن المؤسف,, ان احداً منهم، لا يخرج من جيبه جهاز حاسب، ليجمع أرقاما مهولة، هي أرقام استيراد الشاحنات، ونحن في عام 1394ه استوردنا سيارات بستة مليارات ريال,, في عام واحد، واليوم,, لا ادري، ربما أكثر من ثلاثين مليار ريال، ويحسب المسؤولون,, تكاليف صيانة الطرق البرية وتجديدها، وشق طرق جديدة, كل هذا,, في تقديري لم يكن في الحسبان!
ودعونا,, نحد من استيراد الشاحنات!, ودعونا نرفع رسومها الى خمسين بالمائة مثلاً ، وكذلك الحال في الحافلات والسيارات الصغيرة,, هل في هذه الحال نعود لنقول: ان السكة الحديدية أجدى وأرخص واقوم وأكثر جدوى اقتصادية!؟
أعود الى الوراء مايقرب من سبعين سنة، فأجد الملك عبدالعزيز رحمه الله يصدر مرسوما، والأمر منشور في صوت الحجاز ، نحو عام 1352ه، بمد خط للسكة الحديدية,, بين مكة وجدة، ولم يكن ذلك من فراغ!
وحين أدرك الملك عبدالعزيز بصائب رأيه، يوم كانت الأرزاق تصل إلى الرياض عن طريق جدة,, قرر التحول إلى المنطقة الشرقية، لأنها أقرب وأوفر، وقرر الاعتماد على السكة الحديدية, وأكبر الظن أنه سعى إليه أصحاب المصالح من تجار السيارات,, ليثنوه عن رأيه، ولكنهم لم يستطيعوا، ولعلهم تغلبوا,, في إلغاء خط حديدي بين جدة ومكة، وما أحوجنا إليه اليوم وغداً، وبين المناطق بعضها ببعض,, ولكن شركات احتكار النقل لا تريد ذلك!
إن الذين يحولون دون تنفيذ شبكة للسكة الحديدية في بلادنا، كما هي الحال في بلاد العالم، يريدون تأخير بلادنا,, لكي لاتلحق بركب التطور والارتقاء, وانظروا الى نقل الملايين من طلبة المدارس والجامعات، كم يهدر من المال في السيارات، وكم من الضحايا والموت,, بدافع الرعونة الفاترة,! لو كان في المدن الكبرى: الرياض، جدة، المنطقة الشرقية، قاطرات مترو أنفاق، أو على ظهر الأرض، كم تسهل الخدمة، وكم نوفر من مال، ولو كانت الشبكة في مكة والمشاعر,, لحمد القوم السُّرى,! لكن نغمة عدم الجدوى، وعدم النجح التشاؤمية، لن تقدِّم لبلادنا تطوراً في خدمة النقل، والاعتماد على وسيلة الجو الوحيدة، التي أصبحت لا تلبي مطالب المسافرين، ولاسيما في المواسم والمناسبات، ولدينا اكثر من تجربة، لكي نسافر إلى الرياض,, في مناسباتنا الكبرى، فلا نجد كرسياً! ومن منا يغامر ليسافر بالبر الف كيلو؟!
بودي أن نمطا من العقلاء من المسؤولين، يعيدون النظر في مشروع شبكة السكة الحديدية في بلادنا، وانا لا أريد كنافة وملوخية ناشفة , كما سألني وزير المواصلات ساخرا، ونحن في ضيافة الدكتور أحمد محمد علي,, في الأربعاء الأول من رمضان 1420ه! لأن الذي يعنيني شبكة للسكة الحديدية متطورة في بلادي,, القارة,! والله المستعان.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.