Monday 24th January, 2000 G No. 9979جريدة الجزيرة الأثنين 18 ,شوال 1420 العدد 9979



منطق
الرياض والثقافة
د, عبدالله بن عبدالرحمن آل وزرة

هي بالفعل رياض,, رياض غناء ازدانت بحلل الجمال واتصفت بالكمال، عاصمتنا الحبيبة لها في النفوس مكانة عالية ولها في القلوب حب لا يمكن وصفه، عشقناها ونحن نفخر بانتمائنا لها، ولا غرابة في هذا الحب، وعشقها كل من عاش بها من غير أهلها، فلماذا، وكيف؟؟, الرياض أم العواصم، فاقت مدن الدنيا بجمالها وروعتها، حباها الله رجالاً يبادلونها الحب، يمنحونها كل عناصر التطور والتمدن، وتمنحهم الحب والدفء والوطنية، فهذه الرياض التي احتضنت بكل حب كل من عاش بها، وأسرت بكوامنها وأسرارها ألباب كل من عرفها، اعطت ولم تبخل,, وهذا هو سر الحب العظيم الذي سكن قلوب محبيها فترجمته الأقلام والأعمال قصائد رائعة وكلمات أشهى من الثمار اليانعة.
قبل عام احتفلنا هنا في الرياض بمرور مئة عام على بداية مسيرة التوحيد والبناء التي قادها بكل بسالة مؤسس هذا الكيان الراسخ بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، واحتفلت معنا الرياض المدينة,, وشاركها الفرح كل محبيها في أقطار الأرض، ولم تزل آثار تلك الفرحة والغبطة تسري في عروقنا إلى اليوم.
مسيرة التوحيد تلك,, بدأت معها البذرات الأولى للثقافة المعاصرة التي نعيشها اليوم في كافة أرجاء بلادنا، ونحتفل بتميزها, ويكمن تميز ثقافتنا بنقائها من شوائب الفكر الفاسد والمنحرف أو بعناصر الثقافة المبنية على الغرائز الحيوانية, ومرت الأيام وما أسرعها، ثم سمعنا خبر تتويج منظمة اليونسكو للرياض عاصمة للثقافة العربية للعام 2000م، فماذا يعني لنا هذا التتويج؟,, انه يعني الكثير,, يعني النجاح والتفوق ويعني التميز للثقافة العربية الإسلامية الأصيلة النقية، بل يعني البداية والانطلاقة إلى أفق أبعد ومسؤوليات أكبر تجاه الثقافة العربية والإسلامية خصوصاً، وتجاه الفكر والثقافة الانسانية عموماً، وما هذا التتويج في الحقيقة إلا مسؤوليات اضافية تلقى على كاهل الرياض ومثقفيها من قبل المجتمع الدولي، وسيكون أهل الرياض أهلا لتلك المسؤولية الدولية وقادرين بإذن الله على القيام بها على أكمل وجه.
عندما تنتخب الرياض عاصمة للثقافة العربية لهذا العام فهذا أمر غير مستغرب، بل أعتقد ان هذا التتويج تأخر كثيراً، وقد كان كل مثقف يتوقع هذا التتويج منذ سنوات، لأن الرياض حقيقة كانت ومنذ سنوات مضت تزخر بعناصر الثقافة وبمقوماتها، بل وتتميز بفعالياتها الأدبية والفكرية، من معارض للكتاب والندوات والمحاضرات العلمية والثقافية، ومعارض اللوحات الفنية,, الخ, ويكفي الرياض فخراً احتضانها وعلى مدى سنوات كثيرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام كل عام في الجنادرية، والذي تتضمن فعالياته أنشطة ثقافية عالمية المستوى، ويحضره اعداد من أشهر مثقفي العالم العربي والاسلامي وبعض من المثقفين ومن الشخصيات والمهتمين من البلدان الغربية.
احتفالاتنا المئوية كانت احتفالات ثقافية وفكرية أصيلة خلت من المجاملات والتفاهات، بل كانت احتفالات بحصاد ثمرات مازرعه الآباء والأجداد من مجد وقيم راقية اعتمدت اصولها على عقيدة سماوية ربانية صحيحة راسخة، فتفرعت اغصانها في السماء وازدهرت وآتت أكلها بإذن ربها بعد أن رعاها وأشرف على نمائها ثلة من المؤمنين المخلصين قادة هذا البلد الأمين، حماه الله من كيد الحاسدين .
وعندما تتوج الرياض اليوم عاصمة للثقافة فهذا يعني ان الذين عملوا باخلاص من أجل الرياض ومن أجل الثقافة في الرياض قد نجحوا بامتياز وتكللت جهودهم بهذا الانجاز العالمي الرائع، فهنيئاً للرياض رجالاتها المخلصين، وهنيئاً لنا تميز الرياض ثقافة وفكراً.
awazrah * yahoo.com


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.