Monday 24th January, 2000 G No. 9979جريدة الجزيرة الأثنين 18 ,شوال 1420 العدد 9979



مساحة مزروعة بالفراغ
رسوم حائرة في جبين حصة جائرة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
يأتي المعلم والمعلمة الى (المجتمع المدرسي) لبناء الشخصية للطالب والطالبة وغرس المبادىء الكريمة وتكوين القيم النبيلة وتغذية العقول بالمعارف النافعة وتوجيه السلوك وتنمية المهارات والارتقاء بالقدرات ورعاية المواهب واثراء الخبرات,.
(الميدان المدرسي) يستمد حضوره وفاعليته من خلال دوائر العطاء وآفاق البذل وموجات الكفاح التي يسعد بها المعلمون والمعلمات,, وتلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان,, فهناك منهج يمارس ومادة علمية تشرح ومعلومات تتناول,, وتلك سمة الحصص الجادة,, المليئة بالمناقشة الهادفة والحوار المثمر ليغدو المدرس أفقاً رحباً عامراً بالحرص والانتباه ومشبعاً بالجدية والالتزام,, نعم مرحبا بتلك الحصص الصافية التي تزهو بمنهجها الواضح وتتجلى بمعارفها المفيدة في الجدول المدرسي ولها حصانتها وحدودها المعروفة ودوائرها المشرقة بالمثابرة,, ولكن هناك حصص طارئة,, تذيب حماس المعلم والمعلمة وتعطل موكب همته وتزيد من اعبائه وتظهر في طابور حصصه ظهورا ناشزا،، انها تطفىء توهجه,, وتحجم عطاءه تأتيك (حصة الانتظار) كضيف ثقيل يجيء بلا موعد وبدون استئذان او ترتيب مسبق وبدون تذكرة تقتحم خلوة المعلم او المعلمة وتسبب لهما الحرج الشديد والازعاج,, كيف لا وكل منهما يلقى نفسه امام فصل جديد وطلبة لا يدرسهم بدون مادة او منهج، يقف محرجا,, والموقف يعبث بأعصابه كمرابط فقط لا غير!! (حصة الانتظار) مساحة مزروعة بالفراغ والفوضى والتشتت ,, هي حصة خارج نطاق الخدمة,, تأتي كجملة معترضة لا محل لها من الاعراب,, وقت مهدر,, جهد ضائع,, وعقارب الساعة تزحف ببطء امام عينيك ,, نغمة التذمر ولهجة التأفف تبدو على لسانك من ذلك الزميل الغائب الذي وضعك في هذا الموقف المحرج,, لا تكاد تجد حصة تخلو بها بعيدا عن صخب الجو المدرسي واعباء الشرح وثقل المنهج لتأخذ قسطا من الراحة حتى تفاجأ بمدير المدرسة قائلا لك:
(ابشر,, حصة انتظار,, ولا مجال للاعتذار)!! قدوم مزعج وبشرى هازئه,, وهطول صيفي بدون موسم ,, فلا رجاء للثمر,.
نعم ان حصص الانتظار مازالت ثغرة في جدار الانضباط المدرسي ومحطة تزود المعلم والمعلمة بحمل جديد وعبء يثقل عليه حتى وهو خارج حدود حصصه الرسمية!
قد يقال ان (حصص الانتظار) يكلف بها امين المكتبة,, لكن ما ذنبه ليقوم بها وله نصاب مخفض,, ليقف وحده امام سيل جارف من الحصص الطارئة,.
لابد من تخليص المعلمين والمعلمات من حصص الانتظار المر,, المليئة بالهموم والمعاناة كاستغلالها في النشاط المدرسي الثقافي بمسابقاته المتنوعة للترويج والابتعاد بالطلاب والطالبات عن رتابة الحصص الرسمية ومللها,, او تعطى الاقل نصابا,, ليكون للقائم بما ميزة بحيث يخفض نصاب عدد من المعلمين والمعلمات لتكليفهم بحصص الانتظار,, وتظل الحصص الموسومة بالانتظار هاجسا مزعجا,, وزائرا محرجا في الافق المدرسي ما اسوأ ان يقف بالباب حصة انتظار,, عذرا واسمحوا للمعلم والمعلمة بأن ينيرا الضوء الأحمر في وجه كل حصة منقوش في جبينها (انتظار).
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.