Wednesday 26th January, 2000 G No. 9981جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,شوال 1420 العدد 9981



ورطة الضباط الروس في الشيشان
أجهزة الإعلام الروسية تؤكد سقوط 25 قتيلاً روسياً يومياً
تكلفة الحملة الروسية في الشيشان وصلت حتى الآن 5 مليارات روبل

* موسكو الوكالات:
يعيش كبار الضباط الروس في الشيشان في ورطة حقيقية بعد ان ارهقت قواتهم الكثيفة وجحافلهم المزودة بالاسلحة الفتاكة من صواريخ ومدافع ميدان ودبابات مدعمة بطائرات مقاتلة، ارهقت جميعا من قبل المجاهدين الشيشان الذين يغيرون أساليب قتالهم مما جعل القيادة الروسية العسكرية في حيرة، وهو ما اكده الضباط الحائرون في الكيفية التي يستطيعون بها تنفيذ تعليمات القيادة في موسكو فالضباط يتلقون اوامر متناقضة شن هجمات على مواقع المقاتلين الشيشانيين مع الحرص على الحد من الخسائر في صفوف القوات الروسية.
وقال ضابط تابع لقوات وزارة الداخلية يدعى قسطنطين (27 عاما): من جهة يصدرون لنا اوامر بالتقدم ومن جهة اخرى بالحرص على حياة الجنود وهذا امر مستحيل .
وتدور معارك ضارية تدور في عدة مناطق استراتيجية في غروزني خصوصا في الشرق قرب جسر جوكوفسكي على نهر سونجا ومفترق الطرق الاستراتيجية المؤدي الى ساحة مينوتكا.
وقال خواج قائد مجموعة من المقاتلين الشيشان من وسط انقاض مبنى انه سيدافع عن قطاعه مهما كان الثمن حتى وان تلقيت اوامر بالانسحاب .
وقال الضابط الروسي قسطنطين ان التقدم في هذه الظروف مهمة صعبة جدا ليس امام المقاتلين (الشيشان) سوى المقاومة حتى الموت ولم نكن نريد سقوط ضحايا الا ان عددا من الرجال قتلوا (,,,) في رأيي ليس علينا ان نكون في عجلة من امرنا للتقدم والمدفعية لم تقصف وسط المدينة بما فيه الكفاية .
ومنذ عدة ايام يتغير خط الجبهة من منزل الى منزل في وسط غروزني ، التي ما زالت بين ايدي المجاهدين الشيشان في حين تتقدم القوات الفدرالية انطلاقا من الضواحي.
وقال الضابط الروسي مشيرا الى ابنية في شرق العاصمة انها مواقع ممتازة للقناصة وعلينا قصفها بعنف قبل ان نتقدم .
وبحسب الروس فان اعنف المعارك دارت هذا الاسبوع في محيط ساحة مينوتكا حيث يبدي الشيشانيون مقاومة شرسة واكد ضباط فدراليون لوكالة فرانس برس انه تم القضاء على اربع جيوب للمقاومة وهذا انجاز ضعيف جدا.
كما احتلت قوات المشاة مواقع استراتيجية في شمال المدينة حيث ينتشر المقاتلون الشيشان بأعداد كبيرة.
ويصعب وضع حصيلة للخسائر البشرية اذ يؤكد كل جانب انه قتل عشرات لا بل مئات من قوات العدو ويقلل من اهمية الخسائر في صفوفه.
وواصلت المدفعية قصفها لشرق المدينة ووسطها حيث يختبىء آلاف المدنيين الذين يتراوح عددهم ما بين 10 و40 الفا بحسب المصادر مع انخفاض درجات الحرارة الى 10 درجات تحت الصفر.
ومن جهة اخرى اكد المجاهدون الشيشان انهم اسروا ضابطين روسيين اخرين هما برتبة كولونيل وكابتن خلال معارك غروزني يوم الثلاثاء.
وقال مسؤول شيشاني كبير في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الجنرال الروسي ميخائيل مالوفييف الذي اكد الروس انهم عثروا يوم الاحد على جثته ما زال اسيرا وانه مصاب بجروح بالغة.
ولم تتوقف الانتقادات الغربية في حين يستمر الهجوم الروسي على الشيشان واعلن روبرتسون نحن نفهم اسباب التحرك الورسي في الشيشان لكننا نرفض بحزم ما تقوم به القوات الروسية فيها .
وفي ستراسبورغ اعلن اللورد راسل جونستون رئيس البرلمان التابع لمجلس اوروبا لدى عودته من زيارة لروسيا ومنطقة النزاع ان الكتلة الديموقراطية المسيحية ستطالب رسميا بتعليق مشاركة الوفد الروسي في مجلس اوروبا.
ومن ناحية اخرى نفت مصادر شيشانية اصابة او مقتل الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف في المعارك الاخيرة واشارت الى تكبيد القوات الروسية خسائر فادحة واكدت اسر نائب قائد القوات الروسية الجنرال ميخائيل مالافيف رغم اعلان الجانب الروسي عن مصرعه ونقل جثمانه الى مدينة مازدوك.
وفي مستشفى راستوف المركزي الذي خصص لاستقبال ضحايا القوات الروسية اشار مسؤولون هناك الى وصول اكثر من 15 جثة يوميا بخلاف الذين يلفظون انفاسهم بعد وصولهم اليها ليتضاعف العدد في كل مرة تحتدم فيها المعارك الامر الذي يكشف زيف الاحصاءات الرسمية الروسية عن خسائر الروس في حربهم الثانية في الشيشان.
على صعيد اخر دعا النائب الاول لرئيس الحكومة الروسية ميخائيل كاسيانوف الى توفير المزيد من الاعتمادات للانفاق على الحملة العسكرية الروسية في الشيشان بعد نفاذ الاعتمادات المخصصة لها والبالغة 3,5 مليار روبل في موازنة العام الماضي.
وحسب المسؤول الروسي فان تكاليف الحملة العسكرية في الشيشان ضاعفت من حدة التضخم بعد ان تخطت السبعة مليارات روبل وذلك على حساب الاعتمادات المخصصة للاغراض الاجتماعية واحتياجات المواطن الورسي.
في غضون ذلك ذكرت تقارير صحفية ان المجاهدين الشيشانيين لا يزالون مساء يوم الثلاثاء يحولون دون تقدم القوات الروسية داخل العاصمة الشيشانية جروزني وذلك بعد مرور شهر على بدء العملية العسكرية الهادفة الى اقتحام المدينة واحتلالها.
واوردت هذه التقارير المزيد من الادلة على ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف القوات الروسية.
وقالت وكالات الانباء ان وحدات القوات الحكومية والميليشيات الشيشانية الموالية لموسكو والتي تتقدم ببطء تحت غطاء جوي ومدفعي ثقيل لا تزال تقاتل من اجل السيطرة على ميدان بوسط المدينة وكذلك على احد الجسور الرئيسية فوق نهر سونجا في الشمال دون جدوى.
وفي موزدوك باوسيتيا الشمالية حيث يوجد مقر قيادة القوات الروسية في القوقاز تواصل الطائرات الروسية القاذفة اقلاعها تباعا صباح كل يوم للقيام بغارات ضد مواقع الشيشانيين في جروزني والتلال الجنوبية حيث شنت 160 غارة خلال اربع وعشرين ساعة.
ونقلت وكالة انباء انترفاكس الروسية من ساحة المعركة عن المجاهدين الشيشان تأكيدهم ان الهجوم الروسي البري اجبر على التوقف .
وشدد قادة المجاهدين ان القناصة والوحدات المتنقلة الشيشانية لا زالت تسيطر على منطقة ستا روبرو ميسلوفسكي شمال غرب البلاد والتي رفعت القوات الروسية اعلامها فوقها في نهاية الاسبوع.
ومع تأكيد المجاهدين الشيشانيين بوجود الجنرال الروسي الاسير لديهم قال يوم الاثنين متحدث الكرملين الرسمي سيرجي ياستراجيمبسكي بانه عثر يوم الاحد على جثة ميخائيل مالوفييف الجنرال الروسي الذي اعلن في عداد المفقودين الاسبوع الماضي.
كان الجنرال مالوفيف مسافرا في رفقة عدد من القوات الروسية عندما هاجمه المجاهدون في منطقة ستاروبرو ميسلوفسكي يوم الثلاثاء قبل اسبوع ثم اعلنت قوات المقاتلين الشيشانيين انها تحتجزه كأسير لديها.
ومن ناحية اخرى نفت قيادة القوات الروسية بشدة تقديرات لوسائل الاعلام تفيد بان نحو 50 جنديا روسيا يقتلون يوميا في الشيشان وقالت ان القوات الروسية تكبدت خمسة قتلى وثمانية جرحى فقط يوم الاحد.
كما اوردت وكالة انترفاكس نقلا عن مصادر عسكرية مطلعة تقديرها للخسائر الروسية في نفس الفترة بنحو 30 قتيلا و70 جريحا بينما ذكرت ان عدد القتلى بلغ 500 قتيلا منذ بداية الهجوم على جروزني في 25 كانون الاول/ ديسمبر الماضي.
اما وزير الداخلية الروسي السابق الجنرال انا تولي كوليكوف فقد صرح لصحيفة سيجودنيا قائلا: اخشى كثيرا ان عدد الخسائر البشرية تم تقليله عمدا .
جدير بالذكر ان كوليكوف تولى قيادة القوات الروسية عام 1995 اثناء الحرب الاولى التي شنتها روسيا ضد الشيشان.
ويشترك نحو 140,000 جندي روسي في العملية العسكرية الامر الذي يكلف روسيا على حد قول ميخائيل كاسيانوف النائب الاول لرئيس الوزراء اكثر مما كان متوقعا.
وصرح كاسيانوف بان تكلفة العملية العسكرية في الشيشان وصلت حتى الان خمسة مليارات روبيل (175 مليون دولار) وانها تزيد بمبلغ 1,5 مليار دولار عما تستطيع الميزانية ان تغطيه ولم يعط اية اشارة بشأن مصادر الحصول على تمويل اضافي للحرب.
من جانبه انتقد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بشدة قرار البرلمان التابع لمجلس اوروبا تعليق عضوية روسيا في المجلس بسبب النزاع في الشيشان.
واعلن ايفانوف الذي سيزور ستراسبورغ غدا الخميس للدفاع عن الموقف الروسي حول الشيشان بدلا من التفكير في فرض عقوبات علينا ان نعمل بطريقة بناءة .
واضاف ان الوفد الروسي لن يتوجه الى ستراسبورغ لاحداث مواجهة لكن كعضو كامل العضوية في هذه الهيئة (مجلس اوروبا) لدرس القضية الشيشانية .
ورفض الوزير الروسي التعليق على الاتصال الهاتفي (الجمعة) بين رئيس البرلمان التابع لمجلس اوروبا اللورد راسل جونستون والرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي تؤكد موسكو انه لا يتمتع بأي شرعية.
اما اللورد راسل جونستون فقد اعلن في ستراسبورغ ان الكتلة الديموقراطية المسيحية ستطالب رسميا بتعليق مشاركة الوفد الروسي بسبب الوضع الحالي في الشيشان.
واضاف جونستون الذي قام الاسبوع الماضي بزيارة لموسكو وشمال القوقاز ان طلب التعليق سببه عدم تجاوب الحكومة الروسية مع طلب وقف اطلاق النار (في الشيشان) الذي تقدم به البرلمان منذ الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر .
وكان جونستون اعلن ان أمر التعليق المحتمل سيبت الخميس المقبل في اعقاب نقاش عاجل يشارك فيه ايغور ايفانوف.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق جازان

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.