Wednesday 26th January, 2000 G No. 9981جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,شوال 1420 العدد 9981



كبار مجرمي الحرب في يوغسلافيا مازالوا طليقي السراح
بعد انتهاء حرب البوسنة لم يعد أحد يهتم بالقبض على مجرمي الحرب

* زغرب (د,ب,أ)
ذهب وعاد وزراء خارجية وقضاة من يوغسلافيا، ولكن معظم عتاة مجرمي الحرب في يوغسلافيا لايزالون هناك في الوقت الراهن على الأقل .
فإذا كانت تقارير وسائل الإعلام صحيحة، فإنه يواصل زعيم صرب البوسنة رادوفان كارادزيتش وقائد جيشه راتكو ملاديتش، وكلاهما متهمان بارتكاب جرائم حرب، حياتهما دون منغصات، ويقوم حرس شخصي بحمايتهما.
وهناك اعتقاد بأن كارادزيتش موجود في شرق البوسنة، أما ملاديتش فقد تردد انه شوهد في كوسوفو، اثناء الحرب هناك، ومازال اكثر من 70 مجرم حرب في يوغسلافيا السابقة مطلوب مثولهم أمام المحكمة الدولية التابعة للامم المتحدة في لاهاي، مطلقي السراح.
فقد صمد هؤلاء المجرمون أمام جميع التهديدات التي وجهها السياسيون الغربيون، ولم تلق النداءات التي اصدرها المحامون والقضاة الدوليون من اجل اعتقالهم آذانا صاغية.
وقالت جابريلا كيرك، رئيسة المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة عند انتهاء فترة منصبها: ان هذا امر غير مقبول ، مشيرة الى ان اكثر هؤلاء المجرمين بشاعة لم يتم اعتقالهم حتى الآن.
وتعد البوسنة وكرواتيا، وخاصة يوغسلافيا ملاذا آمنا لهؤلاء المجرمين، وترفض بلجراد التعاون في اي جهد حقيقي مع المحكمة وفضلا عن ذلك يواجه الآن الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش نفسه اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وتؤكد مونتينجرو جمهورية الجبل الاسود ، الشريك الاصغر في الاتحاد اليوغسلافي، ان صراعها مع صربيا سوف يتفاقم اذا ما اوفت بالتزامها تجاه المحكمة الدولية وسلمت المشتبه فيهم.
كما رفضت كرواتيا مؤخرا السماح بدخول المحققين التابعين لمحكمة الامم المتحدة الى البلاد، ولكن الامل معقود الآن على حكومة يسار الوسط الجديدة.
ويعد شرق البوسنة بالذات ملاذا لعدد كبير من مجرمي الحرب الصربيين، ويتولى جنود فرنسيون مهمة المراقبة هناك.
وقال جاك كلاين رئيس بعثة الامم المتحدة في البوسنة في اشارة واضحة الى الحكومات الغربية، ان عدم القبض حتى الآن على اكثر المطلوبين للعدالة من بين اولئك المتهمين انما يعود ببساطة الى انعدام الارادة السياسية .
واضاف كلاين قائلا: ان قوة حفظ السلام سفور لديها القدرة وفي وضع يمكنها من انجاز هذا الهدف، ولكننا نحتاج الى قرار سياسي ، مضيفا انه ينبغي اتخاذ مثل هذا القرار حتى ولو كان معناه وقوع خسائر في الارواح.
ومنذ انتهاء الحرب هدأ الوضع في البوسنة بصورة كبيرة ولم يعد احد يهتم كثيرا حتى بأخبار القاء القبض على مجرمي الحرب.
ويقول احد المراقبين في سراييفو نادرا ما يحدث اي توتر او اعتداء في جمهورية سربسكا كنتيجة لذلك .
ولقد اختفى مجرمو الحرب منذ فترة طويلة من على صدر صفحات الصحف وآخر مرة صاروا فيها حديث وسائل الإعلام كان عندما تم القبض على واحد من اولئك المتهمين.
وقد اكدت فرنسا، التي ساعد ضباطها مسؤولين صربا بشكل مكشوف في حالات كثيرة عزمها مع شركائها الآخرين في حلف شمال الاطلنطي الناتو على القبض على كارادزيتش وقال وزير الدفاع آلن ريشار في بداية العام في باريس ان هذا ليس قرارا فرنسيا .
ورغم ذلك اعرب نشطاء حقوق الانسان عن شكوكهم في اي نية جادة في القبض على اولئك المسؤولين عن المذابح في الدول التي تؤلف يوغسلافيا السابقة.
كما انتقد ضابط بريطاني بارز الاقوال التي تتسم بالنفاق.
وقال البريجادير جنرال ادريان فرير، في معرض وصفه لانتشار قوة الامن المتحدة في كوسوفو، ان ما يؤلمه بشكل خاص عدم وجود اي توجه سياسي بشأن معاملة مجرمي الحرب الذين يحتمل ان تقابلهم قوات حفظ السلام بطريق الصدفة.
وقال فرير في روايته التي بثتها هيئة الإذاعة البريطانية بي,بي,سي منذ فترة، ان عدم وجود التفويض اللازم ادى بالجنود الى ترك عدد من المجرمين المزعومين يمضون في حال سبيلهم.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق جازان

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.