Monday 7th February, 2000 G No. 9993جريدة الجزيرة الأثنين 1 ,ذو القعدة 1420 العدد 9993



الجنادرية ورياض الثقافة
د,عبدالرحمن بن سليمان الدايل

الأنظار تتجه نحو الرياض منذ أن أصبحت منطلقاً لإعادة الأمجاد لجزيرة العرب على يد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حيث ابتدأ من الرياض عهد جديد عرفته الانسانية اذ شهدت مولد دولة فتية تقوم على مبادئ أصيلة ثابتة ورواسخ متينة من شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد اتجهت الأنظار إلى الرياض وأصبحت عاصمة للعرب وقلباً لهم بعد أن حظيت وتشرفت بالقيام على خدمة أقدس الأماكن على وجه الأرض, وصار أبناء هذا الوطن يعيشون في ظل دوحة الأمن والأمان.
واتجهت الأنظار إلى الرياض لتشهد ملحمة عمرانية وحضارية تخطها يد الانسان السعودي نهضة وبناء وتنمية وثقافة حيث كانت الرياض ولا تزال منطلقاً للبناء ورمزاً للنهضة ونموذجاً حضارياً ثقافياً في عالم اليوم، نموذجاً قادراً على التجدد وهي تحافظ على أصالتها، وقادراً على أن يضيف كل يوم جديداً متطوراً وهي تحفظ الثقافة الأصيلة التي عايشتها منذ سنين.
ومع توجه الأنظار دائماً إلى الرياض تتحرك مشاعر أبنائها وكافة أبناء هذا الوطن اعجاباً واكباراً لتلك الجهود المثمرة لأميرها الهمام الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي بذل فكره وجهده ووقته لتصل الرياض الى هذا المستوى الحضاري المشرف بين عواصم اليوم، فكانت الرياض محط الأنظار.
وها هو ذا المهرجان السنوي تحتضنه الرياض وأعني به المهرجان الوطني للتراث والثقافة في عامه الخامس عشر حيث تشهد الجنادرية ذلك المهرجان الذي يقيمه الحرس الوطني ليأتي في كل عام مناسبة تاريخية في ميادين التراث والثقافة وناطقاً صادقاً على الاهتمام المتنامي الذي توليه قيادتنا الحكيمة لتراثنا وثقافتنا وقيمنا العربية الأصيلة.
ويأتي هذا المهرجان متزامناً مع مناسبة غالية وعزيزة تتمثل في انطلاقة فعاليات اختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م لتتزايد ثمار العطاء ونتائج الجهود في ميادين الثقافة والتراث والحضارة والبناء, تلك الجهود التي بذلتها حكومتنا بكفاءة واقتدار واصرار على أن يأخذ وطننا مكانته بين الأوطان.
واذا كان المهرجان الوطني للتراث والثقافة يخرج في نشاطاته عبق التاريخ التليد بحاضرنا المجيد ويؤكد على هويتنا العربية الإسلامية فإن هذا التجمع الثقافي الذي تشهده فعاليات المهرجان يعكس الاهتمام العالمي بثقافتنا ويقف بالمثقفين من أنحاء العالم على جوانب حضارتنا المضيئة.
وقد تمكن المهرجان منذ انطلاقته ان يجمع حوله القلوب والأنظار من كافة أنحاء العالم بعد أن تطورت فعالياته وصارت تحظى باهتمام المثقفين من داخل المملكة وخارجها فقد أصّلت هذه الفعاليات الثقافة وكشفت عن جوانبها المشرقة وطرحت للمناقشة والبحث قضايا دولية مهمة في مجالات الثقافة والحياة المعاصرة ونال الحدث الثقافي اهتمام الجميع الذين أصبحوا ينتظرونه كل عام ويتطلعون إلى اطلالته بكل تلهف بعد أن أصبح تظاهرة سنوية على أرض وطننا المعطاء.
ولست أريد أن أعرض هنا لتاريخ هذا المهرجان وكيف بدأ سباقاً للهجن، كما لا أريد أن أستبق فعالياته التي سوف تشهد تجسيداً لإشراقة ثقافتنا على دروب الخير، بل هي منبع أصيل للخير والعطاء، ولكن أجد أن واجبنا أن نشد على أيدي الرجال الذين يقومون على أمر هذا المهرجان فهم وبحق يقدمون نموذجاً للانسان السعودي الذي اختط أشرف الملاحم على أرض هذا الوطن وقدم أفضل صورة للإنسان صانع الحضارة والثقافة في عالم اليوم.
وإن كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا فضل الله الذي أكرمنا بقيادة واعية حكيمة على رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الذي جعل من ثقافتنا ملتقى دولياً يجمع المثقفين والمهتمين هنا في الرياض عاصمة الثقافة العربية, فبارك الله الجهود الخيرة وكللها بالتوفيق والنجاح.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved