Monday 7th February, 2000 G No. 9993جريدة الجزيرة الأثنين 1 ,ذو القعدة 1420 العدد 9993



بيننا كلمة
النخبة,, والنسبة
د , ثريا العريّض

تساءلت محاورتي عن دور المثقف في تفعيل الحركة الثقافية والفكرية كركيزة انسانية من خلال تجربة العواصم أو الجنادرية.
وفضلت أن أفهم السؤال على أنه تساؤل عن دورالمثقفين كمجموع وليس انشغال المثقف بأن يقف ليبرز تميّزه الفردي على منبر.
من متابعتي لما تناول به المثقفون مناسبة إعلان الرياض عاصمة للثقافة العربية 2000، أجد أن هناك تيارين في الرأي:
البعض يرى الأمر يتعلق بفعل وإنجاز المثقف السعودي وما يتاح له من مشاركة في الساحة العربية بما في ذلك الفضائية, والبعض يرى الأمر يتعلق بالنشاط الثقافي في الساحة السعودية الداخلية بما في ذلك التداخل مع النشاط العربي.
وفي الحالتين يبدو الأمر تركيزا على الإنجاز الفردي,, سواء كنا نتكلم عن مبدع أو مثقف سعودي أو مبدع ومثقف عربي.
ولكن مثل هذا الفهم للغرض من إقامة حدث او مهرجان ثقافي في أي موقع عربي، لايعبّر الا عن رغبة الفرد في الظهور ويتجاهل أو يهمش الجدوى العامة لتداخلات كل نشاطات الحدث، ومردودها الثقافي على المدى الطويل,, وهي الجدوى الأهم والمبرر لإقامة أي فعالية,.
الجدوى العامة هذه هي التي تحلل منح المثقف والمبدع ذلك الموقع المهم وإبرازه على واجهة الحدث وفي محور الفعاليات.
دور المثقف أن يكون الجذوة المولدة للفكر,, والشرارة التي تبدأ حركة الدينامو الثقافي,, والطاقة التي يستمر بها دورانه والعامل المساعد على التفاعل,, ودور المثقف أن يساعد غيره على العبور الى عالم الثقافة ويسهل لهم التعامل معها مبدئيا حتى يصبح التفاهم والتواصل والتعامل مع مستجدات الثقافة بكل شموليتها أمرا معتادا وبديهيا في تجربتهم العادية.
ليس دور المثقف أن يسلط الاهتمام على ذاته المنفردة,, أو يسخر طاقات المجتمع لصقل صورته المظهرية,, أو يجير كل موارد المؤسسات الثقافية لتبجيل اسمه رمزا يشار اليه بالبنان.
طبعا المثقف هو اللبنة الأساسية للحيوية الثقافية في أي مجتمع,, ولكن اغلبنا ينسى أن الثقافة ليست شيئا نولده فرديا بل نستقيه ونستمده من المحيط والمجتمع حولنا, وبالتوالد والتلاقح يأتي المزيد من الإثمار والحصاد الثقافي الذي يوصل تحقق النمو الفكري الى متناول الجميع, وهذه هي الجدوى الحقيقية للفعاليات الثقافية؛ كلما زادت النشاطات الثقافية المتاحة أصبح هناك مثقفون أكثر,, وكلما كانت البرامج التعليمية حاوية ناقلة للثقافة ومشجعة على بنائها في النشء تزايدت نسبة المفكرين والمبدعين المجددين وتنامى رصيد المجتمع منهم مستقبلا.
المجتمع المتجدد والصاعد في أفق الحضارة الإنسانية يحتاج أن تكون نسبة عالية من ابنائه ذكوراً وإناثا فنانين مبدعين وعلماء مكتشفين يضيفون الى ثراء المعرفة الإنسانية وإرثها من الفن والأدب والعلم, لا مجتمع نخبة تحتكر موقع القول الفصل، وتسخر الثقافة وسيلة لخدمة اغراض فردية, وتحارب النمو الفكري عند غيرها تخوفا من أن ينتزع الريادة,, ومردودها.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved