Monday 7th February, 2000 G No. 9993جريدة الجزيرة الأثنين 1 ,ذو القعدة 1420 العدد 9993



الرضاعة الطبيعية توفر الراحة النفسية للأم وطفلها معاً

الغذاء الجيد أثناء السنوات الأولى من حياة الطفل يبقي الفوائد الصحية في حياته لفترة طويلة, وهذا الغذاء يبدأ من الساعات الأولى لما بعد الولادة، لما لهذه الفترة من دور كبير في ارساء علاقة الارتباط بين الأم وطفلها, لذا فإن الرضاعة لحديثي الولادة من حليب الأم تعتبر الغذاء الأمثل لهم.
الرضاعة الطبيعية تعطي الأم والطفل معا الراحة النفسية، وكذلك فانها تعطي الاكتفاء الجسدي والعاطفي وتساعده على تنمية الاحساس بالأمان الذي يعتبر من الحاجات الأساسية للنمو الانساني, وتزيد من مقدرته في التحصيل العلمي في المستقبل.
حليب الأم يحتوي على البروتين والدهون والمعادن والماء والسكريات والفيتامينات بكميات تناسب حاجة الوليد, بالاضافة الى ان حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة لكثير من الأمراض مما يساعد على حماية الطفل من التقاط العدوى حتى يستطيع انتاج أجسامه المضادة بنفسه, ويقي هذا الجسم المضاد الرضيع من بعض الميكروبات والفيروسات مثل فيروس شلل الأطفال والحصبة, وكذلك فان حليب الأم يحمي من المغص والقيء والحساسية والتهابات الأمعاء ونقص الحديد وأمراض الأذن الوسطى ويحصنه ضد أمراض الشرايين في المستقبل.
يحتوي حليب الأم في الأيام الثلاثة الأولى التي تلي الولادة على مادة اللبأ وهي مادة غنية بالأجسام المضادة تكسب الوليد مناعة تجاه بعض الأمراض كالكزاز والحصبة والدفتيريا، كما أنه منشط للجهاز الهضمي, وقد تنصح الأمهات بعدم اعطاء أطفالهن اللبأ وهذه النصيحة خاطئة لأن اللبأ الغذاء الطبيعي المثالي الذي يجب ان يبدأ به الوليد غذاءه.
أما آثار وفوائد الرضاعة الطبيعية فلا تعد أو تحصى ومنها ان الأطفال الذين يتغذون من حليب الأم نادرا ما يصابون بمرض فقر الدم بالمقارنة مع أولئك الذين يتغذون بطرق اصطناعية, أما بالنسبة لنموهم فهو أسرع ووزنهم افضل بالنسبة لأعمارهم, وكذلك فهم اقل قابلية في التعرض لجميع الجراثيم واحتمالات زيادة الوزن في سن البلوغ قليلة جدا, ويعمل حليب الأم على تكوين أسنان سليمة وفك سليم دون اعوجاج.
ومن فوائد الرضاعة للأم ان الوزن ينخفض تلقائيا عند كثير من النساء, وعودة حجم الرحم الى ما كان قبل الحمل, والمحافظة على الرشاقة, ومنع الحمل وكذلك التقليل من نسبة الاصابة بسرطان الثدي.
وعلى المرضع ان تتناول المزيد من الفاكهة والخضروات وتتجنب الحلويات والأطعمة الدسمة التي تزيد الوزن, إلا أنه يستحسن ان تتناول الحليب لأنه غذاء أساسي للأم والرضيع وعلى الأم ان تتغذى جيدا وان تتناول كمية وفيرة من السوائل.
الطريقة الصحيحة للرضاعة
يمكنك ان ترضعي طفلك وأنت مستلقية أوجالسة وهي الطريقة الأفضل لكي تسندي ظهرك وتضعي الطفل على ساعدك، ومن ثم اعطيه ثديك نظيفا، أي امسحي الحلمة بالماء والصابون قبل الارضاع، وانتبهي الى ان يكون الثدي بعيدا عن أنف الطفل، ويجب ان يكون الطفل مستيقظا اثناء الرضاعة واذا نام اثناء المص، فيجب أن توقظيه بفرك خده أو أسفل قدمه برفق، وبعد أن يشبع الطفل من الرضاعة ارفعيه عموديا على كتفك حتى يخرج الهواء من معدته، فربما تمكن من رضاعة كمية أكبر من الحليب بعد ذلك ولا داعي لترك الطفل يمص أكثر من حوالي عشرين دقيقة، واذا خرج الحليب من فمه اثناء تجشئه فمعنى ذلك ان معدته امتلأت ولا داعي لاستمرار الرضاعة، ودعي الطفل ينام ويرتاح بعد الرضاعة بعد ان تتأكدي انه تجشأ جيدا، ولا تحركيه كثيرا بعد الرضاعة.
العوامل التي تساعد على الإرضاع بالطريقة الطبيعية
1 حالة الأم النفسية، لأن الاضطرابات النفسية تؤدي الى قلة انتاج الحليب.
2 حالة الأم الصحية يجب أن تكون مستقرة وسليمة لأنه في حالة وجود أي أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى، أو الأمراض السارية كالسل، عندها يجب على الأم عدم الارضاع في هذه الحالات والرجوع الى الطبيب لسؤاله عن امكانية الرضاعة في حالة تناولها لأي أدوية.
3 الاهتمام بالتغذية اثناء الحمل ومدة الرضاعة، لأنها بحاجة الى الاكثار من السعرات الحرارية والبروتين والكالسيوم والفيتامينات.
4 الاكثار من السوائل وخاصة الحليب.
5 الراحة التامة، أي النوم الكافي وعدم الارهاق الجسدي والفكري,6 الرضاعة بحد ذاتها تساعد على زيادة إدرار الحليب من جديد.
7 وضع الطفل على مقربة من أمه بعد الولادة لتغمره وتلامسه وتداعبه، هذا يساعد على ادرار حليب الأم.
لماذا حليب الأم هو الأفضل؟!
إن الحليب الصناعي لا تتوفر فيه الخصائص المناعية الموجودة في حليب الأم الذي تكوينه يساعد في وجود وسط حامضي في الأمعاء، وهو يساعد بدوره في قتل الميكروبات الضارة كما انه يحتوي على مضادات من نوع أ,ج,أ والتي تعمل على منع مرور كثير من المواد الغريبة عن الجسم وبذلك تساعد على التقليل من التحسسات عند الأطفال، كما أنها تساعد في قتل الكثير من الميكروبات الضارة ناهيك عن بعض الخلايا الدموية البيضاء والليزوزيم وبعض المواد الرابطة للحديد والمانعة بدورها لنمو بعض الميكروبات.
جزوى محمد العتيبي
ممرضة أولى لما بعد الولادة


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved