Saturday 12th February, 2000 G No. 9998جريدة الجزيرة السبت 6 ,ذو القعدة 1420 العدد 9998



واجهة ومواجهة
علي بن حسن الشاعر
فكرنا في تخصيص إحدى وسائل الإعلام ثم تراجعنا
عسكرت الإعلام دون أن تبدو شخصية الضابط

*إعداد وحوار: إبراهيم عبدالرحمن التركي
** أما الواجهة فرجل مارس الثقافة والسياسة والعسكرية ,.
** وأما المواجهة فمحاولة لقراءة ما أغلق أو استغلق ,.
* * *
** ثقف العسكر .
* ثم عسكر الثقافة .
** عاش في الضوء.
* ولم يعش به
** اتهم بالقسوة .
* ومارس القوة ,.
* وجرب التغيير ثم تراجع,.
** وجمع علي غير ما توقع أبو الطيب :
* الماء مع النار ,.
* والجَدَّ إلى الفهم ,.
* * *
** عاش أطول فترة لوزير في مداره ,.
* نأى عن الدائرة
فرأوه انصرافا ,.
* وترجل عن الصهوة
وتوارى,.
* * *
** شاعر باسمه,, ورسمه ,.
** وحافظ بذاكرته وذكرياته ,.
* * *
*أنشأ القناة الثانية .
* وأدخل الإعلان التجاري.
* ومد ساعات البث.
* وأطلق واس على مدى الساعة,.
** والبقية في ثنايا الحوار ,.
***
* مضى الأمس ,.
* واختفى الهمس ,.
* وبقي حكم التاريخ ,.
* * *
* معالي الأستاذ الفريق متقاعد علي بن حسن الشاعر
السفير ووزير الإعلام السابق
المستشار في الديوان الملكي
في الواجهة ومع المواجهة

تناقض
* العسكرية والثقافة والإعلام ,, كيف عشت بينهما؟ ثم,, ألا ترى أن الجمع بينهما كمن يجمع النقيضين ؟
العسكرية في عرفها النظامي تعتمد على أسس ثابتة من أهمها الضبط والربط والالتزام وتطبيق النظام والإعلام في مفهومه العام يرتكز على الانضباط في المسلك والدقة في تحري الحقيقة والانتظام في المجموعة والتكامل في حسن الأداء.
ومن هذا المنطلق لا أجد تناقضا بين العسكرية والإعلام من حيث تجويد الأداء ولم أشعر قط خلال مهماتي العسكرية والدبلوماسية والإعلامية بأي تناقض أو مفارقة في الميادين العملية، وأعتقد أن النجاح في أي عمل لا يتم كمالا وجمالا إلا من خلال الانضباط والحرص على اتباع النظام.
نشأة
* أدخلت الثقافة إلى العسكرية في الكلية الحربية,, هل يشير هذا إلى اهتمامات أدبية تعود إلى نشأتك الأولى؟
في اعتقادي أن الطالب في معهد عسكري يحتاج إلى جانب العلوم العسكرية منهجا ثقافيا متكاملا أساسه ترسيخ العقيدة الإسلامية وما يحتاجه في حياته العملية من علوم الاجتماع والتاريخ وقواعد اللغة العربية ومبادىء العلوم والرياضيات واللغات الأجنبية، ومن هنا حرصنا على إضافة بعض هذه المواد في القسم النهائي لتوسيع مدارك الطالب قبل تخرجه بالإضافة إلى بعض الندوات الثقافية وحرصت على تقديم موجز عن قصص القرآن للطلاب في أمسيات شهر رمضان بعد أداء صلاة التراويح من كل ليلة، وكم كنت سعيداً بما وفقني الله إليه في هذا المجال خلال قيادتي لكلية الملك عبدالعزيز الحربية عبر سبع سنوات.
عسكرة الإعلام
* في المقابل يقال إنك أدخلت العسكرية إلى الإعلام ,, ما قولك؟
إذا كان المقصود من السؤال الحرص على الانضباط والدقة وحسن الانتظام فالجواب نعم كما أسلفت، أما إذا كان المقصود بإدخال العسكرية للإعلام ميادين التدريب والمسالك العسكرية ونوبات اليقظة والنوم وقسوة الأوامر وشظف العيش، فالإجابة بالنفي ، ولا أظن أن أحداً من زملائي وكلاء الوزارة ومديري العموم وحتى الموظفين المنتسبين إلى مكتبي كانوا يشعرون في تعاملهم معي ان ضابطا يرأسهم في وزارة الإعلام.
تأثير
* لوالدك تأثير بارز على حياتك,, كيف؟
لا شك أني حظيت برعاية خاصة من والدي فضيلة الشيخ حسن إبراهيم الشاعر في مختلف مراحل نشأتي الأولى بالمدينة المنورة ، فقد لازمته رحمه الله منذ طفولتي وحتى بلغت الثامنة عشرة من عمري حيث تم ابتعاثي إلى الخارج لاستكمال دراستي, وأكرمني المولى بفضله فحفظت القرآن الكريم على يده وختمته في الثانية عشرة من عمري وأممت طلبة الوالد في صلاة التراويح لبضع سنوات قبل ابتعاثي ، وكان والدي غفر الله له يحرص على حضوري مع تلامذته حلقات دروسه في علوم القرآن الكريم والتجويد والتفسير والحديث وتلك كانت مدرستي الأولى في تلقي علوم الدين، هذا بالإضافة إلى ما منّ الله به علي من فضل كبير حين درست على يد والدي بجانب التجويد بعض تفاسير القرآن الكريم بدءا بالجلالين ومرورا بالنسفي والقرطبي وانتهاء بابن كثير ، ثم تدارست مع فضيلة الشيخ أحمد يس الخياري رحمه الله البداية والنهاية لابن كثير خلال ثلاثة أعوام متتالية.
وفتح لي والدي آفاقا واسعة للدراسة والبحث في مختلف العلوم وكان يحرص رحمه الله على أن اتلقى عليه علم القراءات السبع بدءا بالجزرية والشاطبية لولا أن ظروف ابتعاثي للخارج قد حرمتني ذلك، وهناك جانب آخر تعلمت منه الكثير في حياة الوالد رحمه الله وهو ملازمتي له في حضور الدوريات الليلية التي كان يؤمها بعض علماء المدينة المنورة والتي كانت بمثابة مدرسة ثقافية عامرة بالكثير من العلوم من مختلف المجالات.
وهكذا كان لوالدي تغمده الله برحمته تأثير بارز على حياتي الأدبية والعلمية.
سفارة وحرب,.
* السفارة محطة مهمة في مسيرتك الإدارية,, وقد شهدت في أثنائها جانبا من الحرب الأهلية اللبنانية,, ما الذي حدث,,؟
جاء تعييني ملحقا عسكريا في الباكستان إثر قيادتي للكلية الحربية مباشرة بمثابة دورة تأهيلية لمنصب سفير لبلادي لدى لبنان، فقد التقيت خلال أداء مهمتي في الباكستان على مدى أربعة أعوام الكثير من رجالات السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى باكستان ومنهم السفراء والملحقون العسكريون والقائمون بالأعمال وبعض كبار الموظفين في السفارات العربية والأجنبية، ومن هؤلاء تعلمت واستفدت الكثير في المجال الدبلوماسي وخاصة عندما جاء دوري عميدا للملحقين العسكريين في الباكستان, تلا ذلك تعييني ملحقا عسكريا لدى الجمهورية اللبنانية لمدة تزيد على عشرة أعوام وصلت خلالها إلى رتبة الفريق ثم انتقلت بعدها إلى منصب السفير في لبنان.
محطات في العمل السياسي
لو أردت الحديث عن السفارة كمحطة مهمة في مسيرتي الإدارية لما وسعتني صفحات الجريدة ولكنني أوجز للقراء الكرام بعض أبرز الجوانب التي عشتها وعايشتها خلال أداء مهمتي في لبنان في السطور التالية:
لبنان الشقيق بلد متميز في تركيبة شعبه متفرد في تعدد طوائفه السياسية وعقائده الدينية، وقد ضربت له مثلا بتركيبة كيماوية دقيقة النسب تتفاعل في بوتقة فوق مرجل فإذا ما زادت نسبة مادة على أخرى تنفجر البوتقة ويحترق المعمل، وهذا في تقديري ما حدث في 13 نيسان من عام 1975م حيث هبت على لبنان بعد صفائه ورخائه ورغد عيشه عاصفة هوجاء أتت على الأخضر واليابس ودمرت فيه معظم صروح الحضارة والعلم وأطفأت فيه مشاعل النور ولكنها أبداً لم تستطع أن توهن عزيمة الشعب اللبناني أو تقضي على قدراته لأن اللبناني بطبيعته مجبول على تحدي الصعاب وخوض المخاطر والصبر على الشدائد بعزيمة خارقة وقدرة فائقة.
وقد مر لبنان منذ استقلاله بكثير من الأحداث والاضطرابات السياسية والأهلية وانتصر عليها كما انتصر على معاناته الأخيرة ونراه يجتهد اليوم في إعادة بناء مؤسساته وحصون أمجاده وقلاع حضارته.
معايشة
* كيف عشت وعايشت المأساة ؟
عشت مأساة لبنان منذ يومها الأول في عام 1975م وحتى تاريخ 11 رجب 1403ه حيث عدت إلى المملكة وشرفني مولاي الملك المفدى بثقته الغالية في اختياري وزيرا للإعلام.
كان دور المملكة العربية السعودية خلال الماسأة اللبنانية دورا توفيقيا خيّرا بين جميع الطوائف وكانت المملكة تحظى باحترام الجميع تقديرا لدورها البناء بالتعاون الدائم مع سوريا الشقيقة, ودون الدخول في التفاصيل فقد نجحت المملكة بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبعناية ومتابعة سمو ولي العهد حفظهما الله من وضع لبنان وفق إرادة قادته على طريق المحبة والسلام انطلاقا من مؤتمر الطائف، وتابعت المملكة خطوات إعادة بنائه ودعم قدراته حتى تاريخ اليوم.
اغتيال دور
* وما الذي حدث لك شخصياً خلال الحرب؟
تلك كانت إحدى المحاولات لاغتيال الدور السعودي البناء في لبنان، فبينما كنت صبيحة احد الأيام في مهمة توفيقية بين الزعامات اللبنانية بتكليف من اللجنة الرباعية العربية (لجنة المتابعة) أطلق مجهول النار على طائرة الهليكوبتر التي كانت تقلني وزميلي سفير دولة الكويت آنذاك وبعض المرافقين اللبنانيين، وذلك عند عبورها أجواء مدينة جونية.
وكان من نصيبي طلقات حارقة خارقة عيار 105 ملم أصابت إحداها قدمي اليمنى، وتعطلت مهمتي في لبنان إلى حين واصلتها بعد عودتي من العلاج.
شعر,, ومشاعر
ونظرت فوجدت الدمار قد تضاعف في بيروت الغربية وأتت الحرائق على معظم منشآتها ومساكنها, وشعرت بألم شديد نقلته إلى الورق في رثاء منظوم حيث قلت أخاطب بيروت:
قد عدتُ فماذا في المسطور
ألفيتك ناراً بعد النور
وغدت آطامك أطلالا
والحور وقودا للتنور
وبقايا ثوبك عالقة
في العلم المحرّق فوق السور
ودماؤك أثرا ما زالت
في القبر وكل الحي قبور
ستدور الأرض بما شهدت
وتشيع اللعنة حيث تدور
إلى أن قلت:
فوداعا لبنى لست أعود
قد ضاع الأمل فما المنشود
قد حرق الزرع وجف الضرع
ومات الزهر ويبس العود
وطار البلبل يشكو الظلم
وكل الناس عليه شهود
وقلت في ختام الرثاء:
يا أرزة مهلا لا تمضي
فعسى أطيار الروض تعود
يا أرزة مهلا لا تمضي
قد قال البلبل سوف يعود
وها قد عاد البلبل اليوم ليواصل تغريده، وجاد الضرع واخضر الزرع ،وجرت الجداول وعثر لبنان أخيرا على طريق السلام والمحبة والتآلف بعد أن ضاع الطريق من قدم أبنائه عشرة أعوام ، فعسى لبنان على هذا الطريق يدوم.
سفارة
* بالمناسبة,, من هو السفير الناجح؟
السفير الناجح في نظري هو من استطاع رفع علم بلاده عاليا لدى الدولة المعتمد فيها، وهو من قام بأداء مهمته في توثيق الروابط وتعزيز العلاقات بين بلاده والدولة الشقيقة والصديقة على خير وجه وهو من ترك بعد انقضاء فترته أثرا حميدا وذكرا حسنا لبلاده.
إعلام
* وماذا عن الإعلامي الناجح,,؟
الإعلامي الناجح في تقديري هو من يحرص على أمانة الكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية في موضوعية ومصداقية يقتنع بها ويرتاح لها المتلقي والمشاهد مع مراعاة قواعد الأدب في التعبير والأداء.
استشارة
* والمستشار الناجح؟
المستشار الناجح من وجهة نظري أيضا هو من يصدقك المشورة بعد دراسة متأنية ووعي وإدراك لصلب الموضوع الذي يستشار فيه.
توقع
* هل كنت تتوقع تعيينك وزيرا للإعلام؟
قبل تعييني بعامين سرت شائعة ترشحني لهذا المنصب حتى شرفني مولاي الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بحظوة لقائه في روضة التنهات وأبلغني ما تلقيته بالسمع والطاعة وهكذا وكما قلت في كلمة سابقة ألقيتها أمام مولاي في المدينة:
(وبأمرك قائدي وضعت السلاح وحملت القلم).
كيف؟
* ما الذي وجدته في الوزارة حين كلفت بها؟
وجدت في وزارة الإعلام حين كلفت بها رجالا أكفاء مخلصين يتسابقون صعودا إلى أحسن المستويات.
ووجدت نشاطا ملحوظا وعملا دؤوبا في مختلف الأجهزة الإعلامية والإدارية والهندسية والفنية،ووجدت سياسة إعلامية مرسومة لمراحل معلومة واصلت إنجاز ما تبقى منها وتابعت مسيرة ما تم إنجازه.
إرث
* إذن ما الذي خلفته حين تركتها؟
ماذا عساني أقول والأمر يتعلق بذاتي؟؟ سوى أني بذلت قصارى جهدي على مدى أربعة عشر عاما لتحقيق آمال وطموحات أولي الأمر وتطلعات المواطنين بقدر المستطاع ولعلي ومن خلال توجيهات ودعم مولاي قائد المسيرة المفدى حفظه الله وبمتابعة سمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس المجلس الأعلى للإعلام اجتزت الكثير من الفترات العصيبة والتحديات الإعلامية المتتالية التي واجهتها المملكة خلال حرب الخليج الأولى وبالتالي إبان غزو العراق لدولة الكويت وما حدث خلال وبعد ذلك من إصدار البيانات والتصريحات لتوضيح مواقف المملكة الثابتة تجاه ما سمي آنذاك بدول الضد في حرب الخليج الثانية بالإضافة إلى ما تخلل تلك الفترة من سحب حجبت صفاء الرؤية بين المملكة وبعض أشقائها من الدول العربية ووفقنا الله بحكمة المسؤولين إلى تبديدها حتى انجلت وعاد الصفاء إلى الأجواء، كما أني تركت في الوزارة نخبة من خيرة الزملاء الذين أسهموا معي بجهود مشكورة في إنجاز الكثير من الأعمال التي ساعدت على تطوير وتعزيز وسائلنا الإعلامية في الداخل والخارج.
إنجاز
* وماذا عن أبرز الإنجازات التي تركتها؟
أمامك الآن نسخة تشتمل على بعض الإنجازات المهمة التي سبق أن أعدها وكلاء الوزارة كل في اختصاصه وذلك إبان الفترة التي شرفت بقضائها في خدمة الإعلام من تاريخ 11/7/1403ه وحتى تاريخ 6/3/1416ه وتشمل إنجازات التلفاز والإذاعة ووكالة الأنباء والإعلام الداخلي والإعلام الخارجي، وما كان ذلك ليتم لولا ما حظينا به من دعم وتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد أدام الله عليهما لباس الصحة والعافية.
دخول
* يقال أستاذ علي أنك طيلة فترة توليك وزارة الإعلام لم تدخل الإذاعة سوى مرتين أو ثلاث مرات,.
ألم تمثل الإذاعة اهتماما خاصا لك؟ وهل كان التلفزيون يأخذ عنايتك الأكبر,,؟ نود الاجابة بصراحة معاليكم.
لم أعد أذكر الآن كم من المرات دخلت فيها الإذاعة أو غيرها من الأجهزة ولكن الذي أذكره جيدا أني كنت على اتصال دائم ومباشر بوكيل الوزارة لشؤون الإذاعة وكنت أناقش معه برامجها وأبدي ملاحظاتي عليها ومن ثم أقرها للتنفيذ واتابعها عبر إذاعة البرنامجين.
لماذا,,؟
ولست أدري ما ضرورة التردد المستمر على جهاز وسيلة إعلامية طالما اني اخترت لها الرجل المناسب والقادر على إدارتها وحل مشاكلها والنهوض بها على كل المستويات مع الحفاظ على قواعد العقيدة الإسلامية والتمسك بآدابها الاجتماعية والخلقية, وهذا ما كان يحدث بالفعل.
التلفاز
ولا أنكر أن التلفاز كان يأخذ الكثير من وقتي واهتمامي وحسب القارىء إدراكا لحساسية هذا الجهاز الدقيق وما يحتاجه من يقظة دائمة ومتابعة حثيثة,, ولو عاد القارىء إلى منجزات التلفاز لأدرك ما أعنيه.
ساتلايت
* ماهو مستقبل الإذاعة في عالم الفضائيات والإنترنت؟
من البدهي أن تتأثر الإذاعة عموما بما استجد خلال الأعوام الأخيرة في عالم الفضائيات وهجمات الإنترنت, وبرغم ذلك فلا خوف عليها في المستقبل مع التحديث والتطوير والإبداع لأنها الوسيلة الأقدم والأرسخ والأوسع مجالا عبر الأثير ولها مريدوها ومستمعوها في كل زمان ومكان.
ترقية + مكافأة + تدريب
* يشكو الإذاعيون من أنكم لم تلتفتوا إليهم تدريباً وترقيات ومكافآت, ما رأي معاليكم؟
هناك تسلسل إداري اتبعه وأحرص عليه في جميع المناصب التي توليتها، وأتقيد دائما بما يعرضه علي وكيل الوزارة المسؤول في كل جهاز، ولا أذكر أني رفضت أو اعترضت على أي مقترح يتضمن ما يحتاجه المذيع من التدريب والترقية والمكافأة وربما أني رفعت عن البعض كما أذكر فمنهم من أدرك مطلبه ومنهم من حالت الأنظمة والظروف دون ذلك.
والواقع أني تركت في الوزارة نخبة من خيرة المذيعين في الإذاعة والتلفاز وآمل لهم المضي قدما في نجاحهم وتألقهم وحسن أدائهم.
علاقات
* أيضا استاذ علي: ليست لك علاقات ممتدة بالوسط الإعلامي بكل وسائطه اليوم وكذلك بالأمس ؟
ألا يتناقض ذلك مع تركيبتك الثقافية أساسا ومع عملك سواء في الوزارة أو السفارة؟
في بيروت
أتظلم من هذا الاتهام ؛ لأن فيه شيئا من عدم الدقة ومجانبة الواقع, ولنبدأ بالسفارة مثلا لأنك ذكرتها في السؤال، فقد كانت علاقاتي ولقاءاتي بالإعلاميين والصحفيين اللبنانيين، بل والمراسلين الأجانب تفوق في حجمها وكمها جل علاقاتي بالدبلوماسيين من ملحقين وسفراء.
وما فعلته عن أمري ،بل كان بتكليف من معالي الزميل وزير الإعلام الأستاذ ابراهيم العنقري آنذاك.
في الوزارة
أما بالنسبة للوزارة فكيف لا تمتد علاقاتي بزملائي وهم معي على الدوام أقابلهم وأناقشهم واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم.
مع الصحافة
أما إذا كان المقصود هو الوسط الصحفي ،فالواقع المصور والمعلن يوضح أني كنت ألتقي بالزملاء ورؤساء تحرير الصحف والمجلات المحلية كلما دعت الضرورة إلى ذلك مع الحرص على أوقاتهم ومتابعة أعمال صحفهم اليومية والدورية فأعرض عليهم ما عندي من ملاحظات واستمع إلى وجهات نظرهم واستشيرهم في كثير من الأمور ذات العلاقة بتحسين وتطوير صحفنا وخاصة بالنسبة لنظام المطبوعات الذي عكفنا على إعداده وتنسيقه عدة سنوات وأملي أن يأخذ طريقه للتطبيق هذا بالإضافة إلى لقاءات فردية واتصالات هاتفية دائمة مع رؤساء التحرير تصل أحيانا إلى درجة الإزعاج, أما إذا كان المقصود ارتيادي النوادي الادبية واللقاءات الدورية والأسبوعية فلم تكن ظروف عملي في الوزارة تتيح لي حظوة حضور تلك اللقاءات، وبعد: فذلك تأويل ما استوضحت عنه في السؤال المطروح بكل صراحة ووضوح.
تجربة,, وتراجع
* في بدء تكليفك بالوزارة قمت بتجربة حجب المصارعة الحرة إلا أنك لقيت معارضة من جمهور المشاهدين,, وقد أشرت لذلك في لقاء خاص مما يمثل مفارقة طريفة,, هل لنا في معرفة سبب الحجب بدءا ثم الإعادة بعد ذلك؟
نعم حدث الحجب لأسباب اقتنعت بها حيث أوعزت لوكيل الوزارة لشؤون التلفزيون بإيقاف المصارعة الحرة كتجربة أتلمس من خلالها ردود الفعل لأتخذ على ضوء ذلك ما أراه حجبا أو استئنافا لعرض المصارعة، وعند أول حلقة حجبت انهالت الاتصالات على التلفزيون لمعرفة الأسباب وبالطبع كانت إجابة الزملاء في التلفزيون بأن تلك هي تعليمات الوزير, وللقارىء أن يتصور ما تلقيته إثر ذلك عبر الهاتف وعلى أجهزة الفاكس من الاحتجاجات الصارخة والاعتراضات القادحة, وبالطبع لم يكن في وسعي استمرار الحجب فأذعنت لرغبة المشاهد وأذنت باستئناف العرض.
كتابة
* وأنت تحفظ القرآن الكريم، ولغتك العربية فصيحة، وأسلوبك جيد في الأداء، لماذا لا نراك كاتبا أو محاضرا أو مؤلفا؟ ومتى تكتب تجربتك الإدارية والذاتية ,,؟
أتوق إلى ذلك لولا أني أعكف حاليا على كتابة تجاربي في الملحقيات وفي السفارة بلبنان, وتجربتي الطويلة في الإعلام أكملت بعضها والبعض الآخر لما أبدأ فيه.
رأي
* وما رأيك بتجارب بعض المسؤولين وسيرهم الذاتية؟
أعجبني ما قرأته منها ونوهت عن إحداها في بعض الصحف لما في مضامينها من عبر واستنارة للأجيال الصاعدة.
لقب
* هل أنت (شاعر) وهل لقب الأسرة لكون جدكم المؤسس شاعرا مثلا؟
أخبرني والدي رحمه الله أن جده الرابع كان يخوض بحار الشعر وأما أنا فلست بشاعر بالمعنى السائد ،رغم أن لي بعض المحاولات في ظروف فرضت نفسها على مشاعري فنقلتها منظومة على الورق والإنسان بطبعه إحساس والشعر يأتي ترجمة لذلك الإحساس.
مركزية
* يقال إنك مركزي في العمل تود معرفة كل صغيرة وكبيرة مما يحدث في الأعمال التي أشرفت عليها,,؟ ما رأيك وهل هذه طبيعة العسكري؟
لست مركزيا على الإطلاق وكثيرا ما ناشدت الزملاء وكلاء الوزارة في اجتماعاتي معهم وكلهم أحياء ولله الحمد أن يمارسوا صلاحياتهم كاملة وألا يرجعوا لي إلا عندما تقتضي الحاجة ذلك, بل ويشهد الله أني أعطيت البعض منهم جزءا من صلاحياتي لتيسير الأمور وعدم التعطيل.
أما كوني أود معرفة ما يحدث في الأعمال التي أشرفت عليها فهو أمر بدهي تتطلبه المصلحة حيث أني أقف في مركز وسط بين سائل ومسؤول.
إغلاق
* يقال أنك كنت تعمل خلف أبواب (مغلقة) ويصعب على من شاء مقابلتك، هل هذا صحيح؟ وكيف؟
تلك فرية أخرى علي في باب قيل وقال، وهو اتهام أنفيه بشدة، فقد كان باب مكتبي مفتوحا لكل من يريد مقابلتي من الزملاء أو المراجعين من ذوي الحاجات، بيد أني كنت أحرص على تحديد موعد المقابلة مسبقا عن طريق مدير مكتبي لغير منسوبي الوزارة.
طاش ما طاش
وهنا تحضرني مقابلة طريفة، فقد استقبلت ذات يوم في مكتبي بجدة أبطال المسلسل الناجح والهادف (طاش ما طاش) وأعرب لي أحدهم عن دهشته لسرعة استجابتي لطلبهم وأذكر انه قال لا أصدق أننا سنلتقي بك، وعندما أبديت استغرابي لهذا التعبير، قال إنه انطباع عرفه من بعض الناس فأجبتهم، بأن مكتبي مفتوح لهم ولغيرهم على الدوام وقدمت لهم من الدعم المادي ما يمكنهم من الاستمرار في عطائهم المحبوب والمرغوب ولعل منهم من سيطلع على هذا الحوار ويقول حتى في سره نعم, (الآن حصحص الحق).
فكر
* ما هو الكتاب (الكتب) الذي أثر في تكوينك الفكري؟
هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بالإضافة إلى ما قرأته من تفاسيره وعلومه كما أسلفت في إجابة سابقة.
آخر كتاب
* ما هو آخر كتاب انضم إلى مكتبتك؟
آخر كتاب انضم إلى مكتبتي بعد قراءتي له (الإنسان وجوده وخلافته في الأرض في ضوء القرآن الكريم).
مشاهدات
* ما الذي تشاهده في الفضائيات؟
أشاهد بعض المقابلات الدينية والعلمية والمناقشات الهادفة، وبالتالي أشاهد بعض المسلسلات التاريخية وإن كانت في معظمها تهتم بالتشويق قبل التحقيق.
متابعة
* ألا تزال تتابع وسائل الإعلام المحلية؟
نعم اطالع الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية المحلية وأهتم كثيرا بنشرة الأخبار المحلية في الاذاعة والتلفاز.
أساتذة
* من هو مثلك الأعلى؟ ومن أبرز أساتذتك؟
والدي رحمه الله هو مثلي الأعلى وهو أبرز أساتذتي.
صداقات ومصلحة
* أصدقاء المنصب,, كيف تراهم؟ وهل تغير (بعضهم) خلال مشوارك العملي الطويل؟
الصديق الصدوق يا أخي هو من يبقى على التزامه ووفائه سواء بالمنصب أو بدون.
وأعتز كثيرا بنخبة من الأصدقاء الأصفياء أواصلهم على الدوام وبيني وبينهم رباط مودة خالصة مجردة عن كل غاية.
وكأني بك يا أخي إبراهيم تستدرجني لشيء لا أود أن أفضي به، وعلى كل الأحوال فإن من يتغير أو يتنكر بحكم المنصب فهو ليس بصديق بل هو رفيق درب ضل طريقه عند المنعطف وله مني العذر، إن وجد لأنه بشر يعيش في زمن عز فيه الوفاء وندر فيه الأصدقاء.
إلى الخلف در
* لو عادت بك الأيام إلى الوراء ما الذي كنت ستبدل فيه أو تعدل؟
ما أنا عليه اليوم محل الرضا مني والقبول والأيام يا عزيزي لن تعود ،وكل يوم مضى نقص من العمر، وعندما تحدث المعجزة وتعود الأيام سأجيبك عن سؤالك.
خصخصة
* ما رأيك في خصخصة الإعلام أو جانب منه؟
كان هناك مجرد تفكير في خصخصة إحدى الوسائل الإعلامية في وقت سابق ولكن الدراسة المتأنية أسفرت عن صعوبتها وعدم جدواها.
الرقابة
* ما هو مستقبل الرقابة في زمن المنزل الإلكتروني؟
كلما فكرت ودققت في هذا المجال ازددت خيفة وخشية من مستقبل الرقابة في زمن المنزل الإلكتروني والموضوع في واقعه جد خطير, ويحتاج إلى تضافر الجهود المشتركة بين الإعلام والمجتمع وأولياء الأمور في المنازل لدرء الخطر الداهم الهابط على أجيالنا من الفضاء وخاصة بالنسبة للفضائيات وشبكة الإنترنت، وليس لدي الآن أي حل أو مقترح أطرحه ولكني أخاف كثيرا من مستقبل قريب تعيش فيه أجيالنا بلا رقيب، والأمر شورى بين أولي الأمر والخبراء والمفكرين.
فهل أجبت؟ اللهم فاشهد.
مذيع بلا تعويض
* (المذيع الناجح) هل يمكن تعويضه؟
المذيع الناجح من الصعب تعويضه لأن جودة الإلقاء موهبة لديه قبل التدريب والتعليم, ومن صفاته إتقان اللغة العربية وضبط مخارج الحروف وحسن الأداء والتأني في قراءة النشرة وتأثير الصوت في المتلقي واعتدال الهيئة وحسن التصرف عند المفاجآت وتلك صفات نادرة ولكنها موجودة في بعض المذيعين المحليين (وقليل ما هم).
بين كاتبين
* كاتب (يمدحك) في كل شيء، وآخر (ينتقدك) بشكل موضوعي: أيهما تعطي اهتمامك؟ ومن يحظى باحترامك؟
الكاتب الذي يمدحني في كل شيء دون مردود ينتظره، لا وجود له أصلا وهذا مفروغ منه وأعده في قائمة المنتفعين، أما الكاتب الذي ينتقدني بشكل موضوعي كما ذكرت فإني اصغي إليه وأقرأ بتمعن ما يقوله، فإن صادف الحقيقة احترمته وبادرت إلى تصحيح ما تطرق إليه من نقد (والرجوع إلى الحق فضيلة) وإن وجدت النقد لمجرد النقد أو لهوًى في نفسه صرفت النظر عنه وأعده في قائمة المغرضين.
واسطة
* الواسطة: تمنحها أم تمنعها؟
أتيتني من حيث أعاني, فأنا مفطور بحب قضاء حاجات الناس وتلك من السجايا التي تعلمتها من أبي وهي من نعم الله التي أحدث بها, وللناس حاجات كثيرة عند ذوي الشأن أو عند بعضهم ممن لا يستطيعون الوصول إليهم بسهولة، فيلجأون بعد الله إلى من يحسنون الظن به ليتخذوه وسيطا لهم في رفع وقضاء حاجاتهم، فإن فعلت وهذا دأبي أثقلت كاهلي بديون قد لا أوفيها أن تعذر قبول الطلب عند المسؤول وظل السائل يراجعني كل يوم، وإن رفضت أشعر بوخز الضمير, وهذا هو واقعي في الوساطة بين المنح والمنع ولعلي أجبت.
جيل وتعليم
* كيف تنظر إلى مستوى (ثقافة) الجيل الحالي؟ وماذا عن مستويات (تعليمه)؟
لا شك أن مستوى ثقافة الجيل الحالي تسير صعودا في تطور مستمر وهذا موضوع شائك ودقيق يطول شرحه ولدي ما أفضي به لمعالي الزميل وزير المعارف، وكنت أنوي أن أفاتحه في هذا الشأن عندما تسنح الفرصة بذلك.
شهادة أم عالم؟
* هل نحن بحاجة إلى (الشهادات) أم إلى (العلماء)؟ كيف؟
نحن في حاجة ماسة إلى الشهادات التي تصنع العلماء وهم بيت القصيد وإلى المواطن المثقف عموما، أما الشهادات التي تقف عند مسماها فقط فنحن في غنى عنها.
مَن,,؟
* من أنت معالي الأستاذ؟
مجرد جندي اجتهد بإخلاص في أن يكون خادماً مفيدا لدينه ومليكه ووطنه فأصاب ما أصاب وحقق ما استطاع في ميادين عمله وسنين حياته.
هل,,؟
* هل بقي شيء؟
نعم بقي أن أعرب للزميل خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة ولك أخي الكريم إبراهيم عن امتناني وتقديري لما أتاحه لي خلال هذه المواجهة من فرصة للإفصاح عن بعض الجوانب في مضامين الأسئلة, ولقد كنت في الواقع أعتزم الاعتذار لولا أني وجدت في الأسئلة ذكاءً متقداً دفعني للاستجابة فترافعت وأجبت ما استطعت لتبيان الحقيقة والواقع.
أخيراً
بقي بعد ذلك أن أشكر للقارىء صبره على مطالعة هذه المواجهة وتجاوزه لما قد يجده فيها من عثرات القلم وهفوات اللغة وسقطات التعبير, فالكمال لله وحده (وفوق كل ذي علم عليم).

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

استطلاع

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved