Saturday 12th February, 2000 G No. 9998جريدة الجزيرة السبت 6 ,ذو القعدة 1420 العدد 9998



أرشدك الله يا أخ راشد
لا تشككوا في القدوة والمربين

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
من خلال عملنا في التعليم يمر بنا الكثير من مواقف النقد سواء كان ذلك من ولي امر الطالب او غيره، ولا يهمنا الامر، بل قد نستفيد منه كثيرا لايماننا بضرورة مراجعة النفس والاستفادة من النقد متى كان هادفا وبطريقة لاتؤثر على العمل, وفي بعض الاحيان تطالعنا هذه الصفحة المباركة بانتقاد لاذع من بعض القراء قد يكون ولي امر او غيره ولا يزيد الامر لدينا اكثر مما اشرنا اليه سابقا، مع ايماننا العميق بأن النقد متى كان جارحا وصدر من ولي امر طالب معين وبشكل مباشر لمدرس بعينه او مدرسة محددة فسوف يؤثر سلبا لا محالة على تعلم الابن، فباختصار كيف تعلم ابنك في تلك المدرسة او عند ذلك المعلم وهو بتلك الصورة التي اوردتها في حديث مجلس او جلسة عائلية او صحيفة متداولة بين ملايين القراء, نعم اذا شككته في قدوته ومربيه فسيكون كل ما يتلقى على يد ذلك المعلم غير مجد في نظره وبالتالي تتسع الهوة ما بين المعلم وتلميذه ثم تكون الخسارة للطالب ولولي امره علاوة على ما يخسره الوطن وتخسره الامة نتيجة ذلك التصرف.
الى هنا يكون الامر مقبولا الى حد ما وبالاخص اذا اردنا ان نعزوه الى عدم ادراك الشخص لما يترتب على قوله او كتابته، ولكن ما اصعب الموضوع وما اخطره ان تشكك جميع الآباء والطلاب في معلميهم وانت من القائمين على التعليم وممن يؤمل فيه ان ينهض به، وقد يكون كلامك شاهدا عليك لا لك.
هذا ما طالعنا به الاخ راشد بن محمد الشعلان على هذه الصفحة بالعدد 9996 ليوم الخميس الموافق 4/11/1420ه والذي يدعي ان صدق انه مشرف تربوي بالادارة العامة للتعليم في الرياض، فما اورده بالنص ان المتأمل في قراءة الطلاب يجد ضعفا كبيرا فيها، وذلك راجع لاسباب متعددة اهمها اهمال بعض المعلمين لمادة القراءة فهم يعتبرونها وقتا للراحة من عناء الدروس ثم قال: ويميل ايضا بعض المعلمين وطلابهم الى الكسل في حصة القراءة وهنا اقول لكم وله اذا استطعنا ان نبرئه من عملية التعميم ان اراد ان يدافع عن نفسه، فما رأي القارىء فيما ذكره بعد ذلك وهو ما نصه: والحقيقة ايضا ان مادة القراءة في مدارسنا اصبحت تدرس بطريقة آلية تنفر الطلاب من القراءة في المدرسة وخارجها ثم سرد عدة نصائح لا اعتقد ان شيئا فيها من ابتكاره سامحك الله وارشدك يا اخ راشد, هلا سألت نفسك عن دورك عندما عممت ذلك التعميم؟ الا تظن معي ان ذلك نتيجة اشرافك وثمرته؟ وقد يكون قاصرا على المدارس التابعة لك لا سمح الله وانت السبب بأي شكل ما، مع ثقتي ان عينيك قد حجبتا عن رؤية كثير من المخلصين معك، فماذا تقول لهم واين تضع وجهك في اقرب لقاء.
نعم يظن البعض من البشر انه الوصي الوحيد على التعليم فكثيرا ما نسمع تلك النغمة القاصرة من مدير مدرسة او مشرف تربوي او مسؤول لا يحسن الا التنظير وهم قلة حمانا الله واياكم منهم، واقول هذا لما لهم من خطر ينعكس على نفس المعلم وبالتالي على الطالب الذي نسعى جميعا لرفع شأنه وعلى العملية التعليمية والتربوية برمتها, فيا ترى هل دفع على ذلك وتسبب فيه من يردد ان المشرف التربوي صفوة الصفوة؟ متناسيا ان في الميدان نسبا عالية جدا من المعلمين قد عزفوا عن العمل في الاشراف رغم دعوتهم لذلك وامور خاصة بهم او لقناعتهم ان القرب من الطالب اكثر اجرا ومثوبة عند الله من اي عمل سواه, نعم يعمل كمعلم فقط هاربا من كل انواع المناصب والمغريات، وكثير من المعلمين لا يسألون الاجر والمثوبة الا من الله وسيقدر جهدهم بعد الله ذلك الطالب الذي يعتبر هو المسؤول والمقيّم الاول لكل معلم مخلص او سواه.
نعم نعرف كثيرا من المعلمين الذين اعطوا مادة التعبير والقراءة والفنية والرياضة وو,,, الشيء الكثير من جهدهم وحياتهم لما يعلمونه من اهميتها في حياة الطالب هذا اذا خيل لاحد منا انها مواد سهلة، وفعلا استطاعوا ان يعملوا من طلابهم اعلاما يشار اليها بالبنان, ففي كل مادة يستطيع المعلم ان يوثق صلة الطالب بربه ووطنه ويجعل منه بعد مشيئة الله عضوا صالحا وفعالا، فأين نحن من ذلك المعلم الذي يروي لنا انه طلب من تلاميذه عندماوصلوا ملعب كرة القدم ان يزيحوا شباك المرمى وفعلا نفذوا ذلك ولكن كانت اعينهم تنطق بالاستغراب عندما طلب منهم ان يلعبوا بدون تسجيل اهداف، وعندما فتح لهم المعلم مجال النقاش حاولوا ان يقنعوه ان لا جدوى من اللعب بدون اهداف، وهنا قال لهم ايضا والحياة بدون اهداف تساوي اللعب بدون اهداف ثم اوضح لهم اهمية السعي لتحقيق اهداف دنيوية مشروعة مثل النجاح وغيره، والعمل والتخطيط لما يرضي الله عنا ويدخلنا الجنة.
اذاً المخلصون كثر باذن الله، وأملي كبير جدا انه لم يدفع الاخ راشد لما كتب الا غيرته على طلابنا ومستقبل امتنا وان قصده وسريرته باذن الله اسمى مما خطه قلمه, وللاحاطة تخصصي جغرافيا فعذرا لاهل اللغة العربية, هذا والله من وراء القصد.
عوض بن سعيد آل شائع
مدير ثانوية زيد بن حارثة بسراة عبيدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

استطلاع

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved