بعثة الجزيرة : هيفاء عبدالرحمن روضة الجيزاني فوزية الحربي
أقيمت مساء أمس بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة وفي اطار فعاليات النشاط النسائي لمهرجان التراث والثقافة جنادرية 15 الندوة الثانية بعنوان ندوة الاسرة المسلمة في خضم العولمة وشاركت فيها كل من الدكتورة نورة السعد من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة والدكتورة هناء المطلق من جامعة الملك سعود طب الاسرة والمجتمع، والدكتورة فاطمة نصيف من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة والدكتورة آمال التيجاني من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أيضاً,, وبدأت الندوة الساعة الثامنة إلا ربعاً بكلمة ترحيبية وجهتها مقدمة الندوة هيلة المنيع ثم تليت آيات بينات من الذكر الحكيم ثم قدمت شذى محمود اسماعيل من المستشفى التخصصي بالرياض تعريفاً بالندوة باللغة الانجليزية,, بعد ذلك قدمت الدكتورة نورة السعد السير الذاتية للمشاركات بالندوة.
الأثر الاقتصادي للعولمة داخل الأسرة
بعد ذلك قدمت الدكتورة آمال التيجاني ورقة بعنوان العولمة استعرضت في البداية الأثر الاقتصادي للعولمة واثرها على دخل الاسرة وذلك من ناحية الحجم والتوزيع واثر ذلك مابين الاستهلاك والاستثمار كذلك تعريف العولمة واسباب تسارعها والآثار الايجابية والسالبة على الاقتصاد, كما استعرضت حركة الأموال والعوامل والدوافع الرئيسية التي ساهمت في تسريع العولمة وأهمها:
الزيادة في التجارة البينية والتغير في الروابط والعلاقات التجارية، التكامل في اسواق رأس المال العالمية، وزيادة أهمية التدفقات النقدية الخاصة من خلال الاستثمارات الاجنبية المباشرة وأبانت الآثار الايجابية مثل فتح الاسواق للمؤسسات الوطنية ومايترتب عليه من فرص، زيادة فرص الاستثمار مما يساعد في خلق وظائف جديدة في الاقتصاد.
فتح الاسواق المالية والبورصات أمام كل المستثمرين والاسواق العالمية المالية والالتزام بالمواصفات والمقاييس وحماية الملكية الفكرية ومايتبعها من عدالة في حفظ حقوق المبدعين والانفتاح على العالم مما يساعد في رفع زيادة الوعي الاجتماعي والاقتصادي.
كما تطرقت في ورقتها الى آثار العولمة على الاسرة وماينطبق من ذلك على الاقتصاد الكلي وهذا ينطبق على الاسرة كونها الوحدة الأساسية في المجتمع وارتفاع مستوى قرار الاستهلاك وذلك نسبة للزيادة في المعروض من السلع، وزيادة كفاءة قرار الاستثمار حيث يتسع السوق المالي ليشمل العالم كله مما يزيد من عدد البدائل الاستثمارية وعلى جانب آخر مستوى الاسرة في ترشيد الانفاق وزيادة معدلات الادخار والاستثمار في القطاعات الاقتصادية الواعدة وهذا يعني أهمية تجديد العمل الجاد.
الحذر في التعامل مع مفهوم العولمة
بعد ذلك تناولت الدكتورة فاطمة نصيف جانباً من هذه الندوة تطرقت فيه لكلمة العولمة التي اصبحت تتردد في كل مكان والتي قد يتجاهلها البعض ولايعطيها اية اهتمام او يعطيها أكبر من حجمها وهذا يعتبر خطأ ومن هنا لابد ان نعرف ونتعرف على حقيقتها ونأخذ الحيطة والحذر من المخاطر التي قد تجتاحنا فندخل الى هذا القرن ونحن أكثر علماً ووعياً بما يدور حولنا.
ثم تطرقت الى موضوع الأسرة ودورها الأساسي في المجتمع باعتبارها صانعة الاجيال وصانعة المستقبل حيث تشكل فيها المرأة نصف المجتمع وعليها تربية النصف الآخر.
كما شرحت المحاضرة بعض المفاهيم موضحة ذلك بالادلة والبراهين منها: استشراء أدب الجنس والأدب الرخيص والقصص الاباحية باعتبارها ظاهرة طبيعية في المجتمع ظهور اندية العراة وظهور النساء والرجال على الشواطىء تحت اسم الحرية التمرد على المباديء والقيم بحجة انها تقاليد بالية وموروثات قديمة وكل هذه المؤشرات تطرح حلولاً لمشاكل خاصة بالمجتمعات الغربية، وقائمة على الفكر الغربي المادي الذي يهمش دور الدين، ولايراعي التباين الثقافي الواسع بين المجتمعات مشيرة الى دور الاسرة ومكانتها العظيمة في منظور الرسالة العالمية والربانية التي تعتبر الركيزة الأولى في المجتمع، كما ان مكانتا المرموقة في الاسرة اولتها الرسالة العالمية باعتبارها دعامة للاسرة الحقيقية، وفي نهاية الورقة ركزت الدكتورة نصيف على حقوق المرأة المالية والاجتماعية والنفسية حيث الزم الإسلام الرجل بواجبات يؤديها لمن اقترن بها كاملة غير منقوصة حتى لا تضيع من هذا المجتمع وتصبح عرضة للأذى والظلم او تقع تحت وطأة العوذ والحاجة.
أُسرنا بين التكييف والنموذج الواحد
بعد ذلك قدمت د, نورة السعد ورقة د, هناء المطلق حيث تحدثت عن اسرنا بين التكييف والنموذج الواحد وقد عرفت الدكتورة التكييف انه خضوع الانسان الى عملية قولبة لافكاره وسلوكه وقيمه بل وتفضيلاته تفعل فيه فعلها سلبياً او ايجابياً.
وتحدثت الدكتورة هناء عن الفضائيات وتساءلت في البداية قائلة كيف اعددنا اطفالنا لكي يواجهوا هذا المد المتضارب من المعرفة؟ فأجابت: اننا قبل وبعد الفضائيات قد حولنا الانسان لدينا الى متلقٍ سلبي بسبب نظام التلقين المدرسي والرأي الواحد في الأسرة وعدم احترام ذات الطفل, أي اننا بهذا التعامل مع الطفل قد سهلنا الطريق أمام العولمة لتضيع اطفالنا في اعتناق افكار وسلوك مختلفة تطرحها الفضائيات.
ايضا تحدثت الدكتورة عن التمركز حول الذات وتطرقت لها بالنسبة للطفل والمرأة والرجل أيضاً وقالت ان الطفل لا يخرج من مرحلة التمركز حول الذات حيث يبدأ بطرح تساؤلاته حول الحياة والعالم والمجتمع فيستنتج الطفل بان العالم لا يدور حوله فقط.
وطرحت الدكتورة تساؤلاً عن مساعدة أطفالنا وقدمت بعض المساعدات قائلة: احترام ذاته ووجوده بدلا من التعامل معه كشيء اوسلعة يبتز الوالدين فيه بعضهما وان نسمح لاسئلتهم ولانكبتها.
وقالت: إننا نمارس على الطفل الرأي الواحد في البيت وفي المدرسة فحتى المعادلة الرياضية لايحصل بها على درجة ان لم يحلها بطريقة أبلة جواهر ؟!
وطرحت تساؤلاً آخر مهماً هو ماذا يحدث حين يواجه القنوات, وطرحت بعض الامثلة منها مقارنة الرجل لزوجته بما يعرض بالقنوات التلفزيونية، ايضاً الانسياق لما توفره اللحظة من اشباعات دون النظر في النتائج وقالت: ان اخطر مايواجه انساننا هو مايدعى بالتشويش المعرفي، وتطرقت للمسلسلات المدبلجة والفيدو كليب وقالت: انه ينقل له ضمنا قيما تختلف عن قيمه وتفتح حواسه على تقاليد قد تتضارب مع مايعيشه في واقعه اليومي وطرحت تساؤلات مامدى استعدادنا لفهم هذه المؤثرات والتعامل معها بكفاءة؟ ولكن ماهي شروط الكفاءة في التعامل مع هذه المؤثرات؟ فهل اطفالنا قادرون على ذلك؟.
ونقول للاسف الاجابة تميل الى الكفة السلبية وحللت انتشار العنف عند الاطفال وشكوى الزوجات الدائم زوجي يقارنني بنجمات التلفزيون وعارضات الأزياء .
عدسة الجزيرة
* ضمن الحاضرات صاحبة السمو الملكي الأميرة منيرة بنت سعود الكبير حرم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وحرم صاحب السمو الأمير مساعد بن سعود.
* وجدت د, فاطمة نصيف قبولاً من الحاضرات باسلوبها الممتع وحججها وبراهينها وسلاسة افكارها ومعانيها القريبة من جميع الفئات.
* الدكتورة نورة السعد كانت لها العديد من المداخلات المتعلقة في موضوع الندوة.
* الحضور متميز والأعداد قليلة مقارنة بالأعوام المنصرمة والفئة من الحضور من الاستاذات والكاتبات والادبيات.
* حضور الاستاذة دلال عزيز ضياء مديرة اذاعة جدة واقامتها في فندق قصر الرياض.
* التنظيم جيد والهدوء والانصات عم المكان.
* مطالبة المشاركات برجوع الاسرة الى القيم والذات والحياء للبنات.
* اعترضت د, نورة السعد على ترجمة تلخيص الورقة الى اللغة الانجليزية والاعتزاز باللغة العربية والمحافظة عليها، وعدم العولمة حتى في مهرجان الجنادرية من خلال الترجمة للغة الانجليزية.