Friday 18th February,2000 G No.10004الطبعة الاولى الجمعة 12 ,ذو القعدة 1420 العدد 10004



في المواطنة الحقة أمننا وصحتنا وسلامتنا

عزيزتي الجزيرة
تزينت صحيفتنا الجزيرة الغراء في صفحتها الاخيرة يوم الاثنين 1/11/1420ه بخبر افصح عن مواطنة حقة لمواطن صادق، تجلت فيها أمانة رفيعة كشفت زيف بعض العمالة الوافدة وعبثها واخلالها بأمن بلادنا الطيبة.
صورة وطنية بديعة رسمها هذا المواطن,, إنها صورة من صور المواطنة الحقة التي نرتجيها في ابناء بلادنا الغالية.
إن هذا الوطن الكريم منزلنا الكبير,, يضمنا بين جنباته وننهل من معينه الزلال,, ونستظل بفضل الله في أفيائه.
لهذا الوطن المعطاء حق في اعناقنا,, وحب في أعماقنا,, فهل ترانا نسدد دينه ونرد جميله!.

وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
إننا حين نمارس المواطنة الحقة بوعي وإدراك ومسئولية نجنب أنفسنا وأبناءنا وأجيالنا أدواء عديدة ومخاطر أكيدة.
في ظلال المواطنة الحقة يكون المواطن رجل الأمن الأول,, والثاني,, والثالث ,,والأخير، لأن رجل الأمن وطني والوطني رجل امن.
في ظلال المواطنة الحقة الوارفة لن ترى عشرات البقالات و المطاعم والحلاقين ولاتكاد تجد فيها وجهاً وطنياً حقيقياً ,,, ليت شعري هذه البقالة لمن!.
في ظلال المواطنة الحقيقية لن تلقى صاحب لغة مكسرة يقابلك بأعذب الابتسامات,, وأرق الكلمات,, يلاحقك بكيس البلاستيك,, يحمل اغراضك,, ويودعك بكلمات معسولة على امل اللقاء بك مرة اخرى زبوناً دائماً لمحله !
في ظلال المواطنة الحقة لن تجد شباباً في عنفوان الشباب,, ينام نهاراً ويصحو ليلاً تعج بهم الاسواق وتمتلئ بهم المقاهي والاستراحات,, ويندب هذا الشاب حظه التعيس إذ لم يجد وظيفة متواضعة يرتزق منها,, ومليارات الريالات يتم تحويلها امام ناظريه!
في ظلال المواطنة الحقة لن تجد صاحب شركة وطنياً تموج شركته بشتى الجنسيات وابناء مواطنيه لاوجود لهم,, يختلق المعاذير,, ويصفصف الحجج وكأن اليد الوطنية مخلوقاً كونياً لايتعلم ولايتدرب ولايتغير!.
في ظلال المواطنة الحقة لن تجد من يأخذ من عمالته المقسوم في آخر الشهر ويتركهم يمرحون ويسرحون غادين رائحين بلا رقيب ولاحسيب!.
في ظلال المواطنة الحقة لن تجد بيوتاً طينية متساقطة، تختلط فيها اعقاب السجائر بالحشرات الزاحفة والطائرة والسابحة,, تتحول هذه البيوت بين عشية وضحاها الى مصانع لمأكولاتنا ومشروباتنا وحلوى ابنائنا!.
وتتغير في هذه المصانع الطينية العملاقة صلاحية المواد الغذائية المنتهية والمتعفنة والفاسدة!.
في ظلال المواطنة الحقة لن أجد عاملاً يستغفلني او يخدعني أو يغبنني لأن كفيله الوطني متواجد دوماً.
في ظلال المواطنة الحقة لن أجد مروجاً لآفة ولا ناشراً لباطل,, فكلنا جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
في ظلال المواطنة الحقة ستجد وجهاً وطنياً يقابلك في كل محل تجاري,, في كل ورشة,, في كل سيارة أجرة,, في كل حرفة ومهنة.
في ظلال المواطنة الحقة سمننا في دقيقنا ,,, ما انفقه انا تكسبه أنت,, وما تدفعه أنت آخذه أنا,, ليس حسداً للآخرين وظلماً لهم ولكن عكس حالنا الآن استنزافاً لمدخراتنا,, واستغلالاً لأبنائنا ونهباً لثرواتنا.
في المواطنة الحقة تتساعد السواعد وتتكاتف الاكف لنبني جدراناً من الأمن والرخاء والتقدم شامخة تستعلي علىكل متسلق وتستعصي على كل هادم.
المواطنة الحقة قلوب مفتوحة وصدور منشرحة لكل عامل أمين ووافد كريم، يسعى لرزق حلال بعيداً عن كل افساد وإخلال.
وأخيراً في المواطنة الحقة أمننا وصحتنا وسلامتنا فهل نعي ذلك؟
ناصر بن عبدالله المسعد
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved