Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



تعليم 21
تعليمنا,, هل حقق تطوراً؟
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

عندما كنا طلابا في المرحلة الثانوية تم تعليمنا النشاط التالي في منهج الفيزياء: امسك حبلا من أحد طرفيه وهزه بيدك هزاً، سوف تلاحظ أن اضطرابا بدأ يسري في الحبل على شكل أمواج تتجه إلى الطرف الآخر من الحبل, وهناك، عند الطرف الآخر للحبل، قد يحدث أحد شيئين, فإما أن يضمحل الاضطراب ويموت ليخمد عند طرف الحبل ويحدث ذلك إذا كان الطرف الآخر للحبل حراً غير مثبت , وإما أن يصل الاضطراب إلى الطرف الآخر للحبل وينعكس عائدا بالقوة نفسها إلى الطرف الذي تمسك به ويحدث ذلك إذا كان الطرف الآخر للحبل مثبتاً , لقد تذكرت هذا النشاط وأنا أنظر في حال التفاعل والتواصل بين الجهاز التعليمي المركزي الطرف الأول للحبل مصدر الاضطراب غالبا والأجهزة التنفيذية الطرف الآخر للحبل .
دعونا ننظر في حظوظ نظامنا التعليمي حتى الآن في التجديد والتطوير, وهنا لابد أن نشير بداية إلى أن الانطباعات والرؤى الفردية أيا كان الفرد وأيا كان موقعه لا يعتد بها في الحكم على ما تحقق من تطوير للنظام التعليمي, ولكن لو أردنا أن نتعرف فقط على إرهاصات التجديد التربوي والفرص المواتية لحدوثه في أي نظام تعليمي، فما علينا إلا أن نتأمل فيما يحدث في جهاز التعليم المركزي وفيما يحدث في مؤسساته التنفيذية, فعلى مستوى الجهاز المركزي دعنا نتأمل في السؤالين التاليين:
السؤال الأول: هل القرار الإداري أو القرار التربوي يصب في خانة: تعلم الطالب Student Leaming أم في خانة المظاهر والعلاقات الشخصية والوجاهة الاجتماعية ؟ فإذا ما علمنا أن المؤسسات الاقتصادية تنظم قراراتها الإدارية وتوجه سياستها لتخدم تعظيم أرباحها المالية، فإن المتوقع أن تقوم المؤسسات التعليمية في المقابل بتوجيه سياساتها وقراراتها لتخدم تعظيم ربحيتها أي إنجازات الطلاب ؟.
السؤال الثاني: في ضوء شح المصادر المالية، كيف يتم إنفاق المال التعليمي ليحقق أقصى عائد منه على مؤسسات التعليم؟
أما على مستوى المؤسسة التنفيذية المدرسة الطرف الآخر من الحبل فيمكن التأمل في الأسئلة التالية: هل يتم تأدية العمل التربوي في المدرسة وفق رؤية تربوية ناضجة وواضحة يؤمن بها ويعمل بحماس من أجلها جميع منسوبي المدرسة؟ ثم ما مدى الانسجام بين ما يحدث في المدرسة وبين ما يتوقعه المخطط التربوي في الجهاز المركزي؟ وأخيرا، هل البيئة التعليمية في المدرسة تشجع على الإنجاز والإبداع؟
إن إجابات الأسئلة أعلاه سوف تحدد بالتأكيد إمكانية حدوث فرص التجديد والتطوير, ورغم أننا لا يمكن ان نخوض هنا فيما حققه فعلا نظامنا التعليمي من تجديد وتطوير على أرض الواقع, إلا أنني اعتقد بأنه قد تحقق على الأقل لتعليمنا ما يلي:
1 مؤسساتنا التربوية تبدو الآن أكثر قناعة بضرورة التغيير والتطوير.
2 تسري الآن في مؤسساتنا روح الرغبة في التغيير والتجديد, بل إن المناخ العام مهيأ تماما لحدوث التطوير.
3 مؤسساتنا التربوية أصبحت الآن على دراية تامة بعللها التعليمية، وتلوح في الأفق الآن بوادر الحلول لكثير من المشكلات.
4 مؤسساتنا التربوية أصبحت الآن على دراية أفضل بآليات واستراتيجيات التغيير والتطوير.
5 مؤسساتنا التربوية أصبحت الآن أكثر وضوحا فيما تستهدفه.
ورغم أهمية هذه المكتسبات، إلا أنها لا تضمن حدوث التطور والتجديد, فهذا الأمر يتطلب الإخلاص وحسن النية أولا وصدق العزيمة ثانيا.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved