Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



بالأمن والاستقرار تعيش الشعوب
الدكتور فهد بن عبدالرحمن المليكي

لابد أن نعلم وندرك جميعاً نحن العرب أن العالم ينمو ويتطور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
ومن أبرز وجوه التطور والتغير الذي حدث في المعسكر الشرقي انهيار الشيوعية المفاجئ وتفكك دولة الاتحاد السوفيتي إحدى القوتين في العالم وسقوط الأنظمة الشيوعية في الدول التابعة للاتحاد السوفيتي سابقاً في آسيا وأوروبا وأفريقيا مما أدى إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي في الدول التي تطبق النظام الشيوعي السابق.
هناك تحولات جذرية ضد السيطرة الشيوعية وظهور أنظمة حكومية تبحث عن الاستقلال والأمن والاستقرار بنظمها مما تمخض عنها ظهور وخلق نظام دولي جديد يسمى بالنظام الدولي الجديد وهو البحث عن الحرية والابتعاد عن السيطرة الشيوعية.
وانتم تعلمون كذلك,, إن العالم يشهد ثلاث ظواهر خطيرة في حق الإنسانية وتهدد المجتمعات عامة والعربية خاصة:
أولاً: ظاهرة المخدرات: التي أصبحت تلعب دوراً في تغير حياة الإنسان الاجتماعية وسلوكياته وتجميد عقله من التفكير بهذا السم القاتل الذي دمر البشرية والحياة الاجتماعية والاقتصادية في العالم, فيجب علينا كأمة عربية مسلمة العمل على مكافحة وباء المخدرات الخطير الذي يهدد مجتمعاتنا العربية ذكوراً وإناثاً والتصدي له بجميع الدروع الأمنية وتطبيق أشد العقوبات والقضاء على هذه التجارة الفاسدة والمدمرة للشعوب المتحضرة, فمن يعمل في هذا المجال التجاري يعتبر مجرماً وقاتلاً للمجتمع، فمن الضروري استخدام القسوة بدون رحمة والتعامل مع العاملين في هذا الدمار بمعاملة المجرمين الخارجين عن الشريعة الإسلامية.
ثانياً: ظاهرة الغزو الإعلامي:
استقبال الرسائل الإعلامية الغربية التي تبثها قنوات التلفزيونات الفضائية عبر الأقمار الصناعية والتي تشغل عقل الإنسان وتعلمه الأفكار الهدامة ضد دينه ووطنه.
وإنني أشبه المواد الإعلامية بالأطعمة الصالحة وغير الصالحة لتغذية الجسم، فبعض الأطعمة تصيبها السموم والبكتيريا عندما تترك مكشوفة لمدة طويلة من الزمن وينعكس تأثيرها السلبي على جسم الإنسان عندما يتناولها, فالمواد الإعلامية مثل الأطعمة والغذاء اليومي للعقل، فعندما يقوم العقل باستقبال البرامج المسمومة بالأفكار الهدامة والخارجة عن العادات والتقاليد الإسلامية يحدث بعض التغيرات السلبية في سلوكيات وتصرفات بعض الأشخاص في المجتمع,فيجب علينا ان نعتمد على الله أولاً في حماية الإنسان العربي من الأخطار التي تواجهه في حياته الاجتماعية والفكرية والثقافية, وهذه الحماية تأتي من تطبيق القواعد الرئيسية المبنية على منهج الدين الإسلامي والإخلاص في تطبيقه الذي يجد الإنسان الحماية والراحة والهدوء والاطمئنان بمبادئه وتعاليمه وقيمة الرفيعة,, والدين الإسلامي نعمة من نعم الله الكبرى لأنه يحثنا على التعاون والتعاطف وهو دين الأمانة والنزاهة والصدق والحق والنور، فيجب علينا التركيز على ان تسير أمور حياتنا العربية والسياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية تحت مظلة الدين الإسلامي وبهذه الطريقة نستطيع الاستمرار في تكوين أمة عربية قوية وصلبة تتحدى أي مواجهات فكرية هدامة او سلبيات ضد ثقافاتنا العربية الإسلامية، لأن الغزو الفكري الغربي الإعلامي والذي يعمل بجد واجتهاد في زراعة داء الفتنة بين المسلمين وتغير أسلوب العادات والتقاليد والتراث في حياة الإنسان العربي المسلم، لن يقف في أهدافه وعمليته الاستعمارية ضدنا نحن العرب، فيجب علينا التسلح بسلاح الإسلام لمواجهة التغيرات الاجتماعية التي تحدث في العالم والحرص على تثبيت العقيدة الإسلامية والتراث العربي في حياة أجيالنا العربية القادمة وإعداد المناهج الدراسية التي تعود عليهم بالمنفعة والاستفادة في ترسيخ العقيدة الإسلامية وحمايتهم عن طريق التركيز على تقوية أفكارهم الثقافية في الدين والتاريخ والعادات والتقاليد العربية.
ثالثاً: ظاهرة الإرهاب:
ونحن نعلم أيضاً,, انه يوجد بعض الدول غير الصديقة في علاقتها الدولية قد تحاول استخدام اسلوب العنف والإرهاب لتمنع اي اتفاق يؤدي إلى الوحدة العربية أو الترابط الإسلامي بين الدول العربية,فعمليات الإرهاب قد ازدادت في أيامنا هذه وقد تنوعت أعمال الإرهاب على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الداخلي مما أدى إلى قتل الأبرياء من أطفال ونساء بدون أسباب.
طبعاً,, هذه الظاهرة تعتبر نوعاً من أنوع التحديات التي خلقت عدم الاستقرار الأمني بين الناس وإثارة الشكوك السياسية والاتهمات ضد بعض الدول أو المؤسسات التي تقوم بتمويل وتشجيع هذا العمل الإرهابي وهذا العمل يعتبر من صميم الأعمال الإجرامية ضد الإنسانية والسلام وكذلك يعتبر عملاً مرسوماً ومخططاً من قبل منظمات عدوانية ضد العرب والمسلمين من اجل إثارة الرعب والخوف والفزع والشغب وإشعال النار والكراهية بين الدول الصديقة أو المجتمع الدولي.
وقد فشلت بعض الدول التي تعاني من وباء الإرهاب في استئصاله بل فشلت في تحديد مفهوم وأهداف الأعمال الإرهابية التي تحدث في بلادهم، فليس هناك وضوح في عمليات الإرهاب, فقد اصبحت مسألة الإرهاب تشغل عقول المتخصصين في الشئون السياسية في المجتمع الدولي.
والإرهاب هو أسلوب من أساليب الصراع الذي يتضمن عملاً عنيفاً خطيراً ضد حرية وحياة الأناس الأبرياء مما ينتج عنه عدم الاسقرار النفسي والاجتماعي بين البشر, فخطف الطائرات وحجز الرهائن وخطف الدبلوماسيين الذين تحت الحماية الدولية والهجوم على المدنيين الأبرياء والهجوم على المصالح الأجنبية كل هذه العمليات الإرهابية هي انتهاك للقوانين والتقاليد الدولية المعروفة في نظام وميثاق هيئة الأمم المتحدة المتفق عليه من قبل الدول الأعضاء.
ومن هذا المنطلق نجد إن هدف الأعمال الإرهابية له التأثير المباشر على الاستقرار السياسي والأمني للدولة المستهدفة عن طريق ممارسة الرعب والإرهاب والتحريض العام على ارتكاب الجرائم ضد المواطنين, وهذه الممارسة هي عبارة عن جريمة والفاعل يعتبر مجرماً لا يخاف الله في أفعاله.
فجميع القوانين الشرعية والقانونية تدين وتحارب هذه الظاهرة مع تطبيق أقصى العقوبات ضد الفاعل، لأن ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية تنتج عنها آثار سلبية معروفة خاصة في حقوق الإنسان، وحرمان الناس أو البشرية عامة من العيش في استقرار وأمن ورفاهية, فيجب علينا إيجاد استراتيجية أمنية منظمة لحماية المصالح العامة والتصدي بجميع ما لدينا من قوة وعدم التنازل عن معاقبة الإرهابيين العاملين ضد حقوق الإنسان وحريته.
وفي نهاية مقالتي هذه أحب القول أن هناك علاقة قوية بين الأمن والتنمية,,, فمن اجل تحقيق الرفاهية الاقتصادية والتنمية والتطور في حياتنا، يجب علينا اولاً تثبيت قواعد وأسس الأمن والاستقرار الداخلي حتى تحدث التنمية الداخلية.
فالأمن والتنمية يسيران في خط واحد بدون توقف فإذا فقدنا الأمن سوف نفقد استمرار عجلة التنمية والتطور بسبب عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي, لهذا نجد هناك اهتماماً كبيراً في موضوع الأمن في مختلف الأنظمة الدولية، لان البشرية في حاجة ملحة في إيجاد ضوابط وانظمة تساعد على الانضباط السلوكي عند الإنسان واستقرار حياته من اجل التنمية والأمان والاستقرار.
والأمن كلمة عميقة في المعنى ترتبط برباط وثيق بحياة المواطن والوطن ويحتاج إلى الابتعاد عن المخاطر والتيارات والمبادئ الفكرية الهدامة التي تهدد استقرار المجتمع عامة وكذلك ارتكاب الجرائم ضد الحياة الإنسانية,وتأمين الاستقرار والأمن والتنمية بين الناس يحدث بتطبيق الأنظمة الأمنية، ومنع وقوع الجريمة التي تعكر وتفسد نقاء المجتمع ولا تساعد الإنسان في استمرار عجلة التنمية والتطور في بلاده، فيجب علينا وضع ستار حديدي أو حواجز وقائية ضد أي عمليات تخل بالأمن وأنظمته، والعمل على مكافحة الإرهاب والأفكار الهدامة ضد الإسلام والعروبة والسلام وأمن الإنسانية, وعدم التسامح بخصوص العبث أو اللعب باستقرار وأمن الوطن والمواطنين عامة ومواجهة الأفعال التي يقوم بها المجرمون التي من طبيعتها وأهدافها خلق الرعب والخوف عند الناس والحرص على استنكارها وعدم قبولها في مجتمعنا العربي الإسلامي.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved