Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



موقف
مستقبل الأبناء,, ورغبات الآباء
متعب السيف

يحرص الآباء على أن يكون مستقبل أبنائهم مشرقاً، ويسلكوا في سبيل ذلك كل مسلك، فتجدهم يسعون إلى تربيتهم تربية صحية وذهنية وعقلية سليمة، كما تجدهم ينفقون عليهم وعلى دراستهم ما استطاعوا دون تردد أو تأخير.
الآباء يرون في ابنائهم امتداداً لهم، ويطمحون من خلالهم الى تحقيق ما لم يحققوه هم في حياتهم, انها مشاعر طيبة تلك التي يحملها كل أب تجاه ابنه، بل ان الأب هو الانسان الوحيد الذي يتمنى لشخص آخر هو الابن أن يصبح خيراً منه، وان ينجز في حياته ما لم يستطعه الآخرون، وألا يتعرض لأي من العقبات التي صادفها الأب في حياته.
هذه المشاعر والاحاسيس الأبوية الحارة والصادقة والمخلصة يغيب عنها أحياناً في غمرة العاطفة صوت العقل، فيصبح التفكير وجدانياً عاطفياً صرفاً.
فالأب وهو يذلل كافة العقبات أمام ابنه، قد يضع هدفاً ضيقاً محدداً لمستقبل ابنه، كأن يسعى لاعداده منذ الصغر لأن يصبح مهندساً مثلاً.
وفي غيبة العقل ينسى الأب ان ابنه الذي أتى من صلبه هو شخص جديد آخر وليس نسخة طبق الأصل من والده,, انه شخص له ميوله الخاصة، وله قدراته الخاصة، وله طموحه الخاص وله أخيراً استقلاليته الشخصية الخاصة.
الأب قد تظلل الغشاوة عينيه فيرى ابنه امتداداً له، ويفرض عليه مساقاً دراسياً معيناً، وميولاً ذهنية بعينها، وأسلوباً اعدادياً محدداً.
ترى ماذا ستكون النتيجة عندما يحدث ذلك؟
إن الابن قد يكون من النوع الذي يسعى لمجاراة والده حتى لو كان ذلك ضد ميوله واختياراته الذاتية، وقد يكون من النوع الذي يصر على تحقيق طموحاته الذاتية التي تتماشى مع رغباته وقدراته، وقد يكون بين بين فيتردد في اتخاذ قراراته أو يحاول مسك العصا من منتصفها.
وفي كل الأحوال النتيجة خاسرة دون شك، فالوالد المسيطر على رغبات ابنه سيحطم فلذة كبده دون وعي، اذا كان الابن يجاري والده رغماً عن قدراته الشخصية وطموحاته الذاتية، فلا يفلح الابن في تحقيق تلك الطموحات لانها لا تتسق في الأساس مع تركيبته الشخصية, واذا كان الابن من النوع الذي يصر على تحقيق طموحاته الشخصية وفقاً لقدراته دون اهتمام لرغبات والده المتشددة، يحفر هذا الابن هوة عميقة بينه وبين والده قد تتسبب في شقائه وشقاء والده بل في شقاء كل الأسرة والسبب هو انانية الأب في تحقيق رغباته من خلال ابنه مهما كان الثمن, اما اذا كان الابن بين بين فقد تتذبذب شخصيته، وتتضارب رغباته، وتتداخل طموحاته مع طموحات والده، فيجد نفسه غير قادر على ان تكون له شخصيته الخاصة، كما انه في الوقت ذاته غير قادر على أن يصبح نسخة مكررة من والده، وهكذا يجد نفسه يخطو في عتبات الفشل كضحية لجناية الاب التي ارتكبها بعاطفة الابوة دون أن يدرك العواقب.
الحل هو ان يعلم كل اب ان تشكيل مستقبل الأبناء لايتم برغبة أبوية، فالابن شخص مستقل عن الاب، والنجاح يكمن فقط في اتاحة الأرضية المناسبة لتأهيل الابن وفق قدراته وميوله، وهذا ما سيشكل مستقبل الابن الذي سيكون ناجحاً بإذن الله طالما ترافق وتوافق مع ميوله وقدراته وطموحاته.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved