Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



بوح
ما بين الفقر والترف
إبراهيم الناصر الحميدان

هي دروس نتعلمها ممن سبقونا بالتطلع والتأمل في مسيرة الحياة الانسانية كما أن الشواهد المعاشة تؤكد لنا في الكثير من الأحيان صواب تلك النظرة المتبصرة.
من ذلك مثلاً تململ الناس من وضعهم الاجتماعي أو المعاشي لا سيما الفتية من الجنسين ورغبتهم في تحقيق الطموحات التي حظي بها اقرانهم من السعة في رزق أهلهم ونيل أكثر مما يحتاجون إليه والتطلع بحد ذاته ليس من الأمور السيئة بل إنه عماد التنافس الاجتماعي، فالفرد يسعى إلى ما هو أفضل طيلة حياته.
كما جاء في قوله تعالى: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم 39)، أي انه حسب اجتهاده سوف يحصل على طموحه مع اننا نعرف كمسلمين القدرة الإلهية على وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات أي أن عدم المساواة من صفات المخلوق حتى تستقيم العلاقات الاجتماعية، فالفقر يوجد التنافس نحو الأفضل والثقة بأن الانسان سوف يحصل على ما كتب له في هذه الدنيا وليس بالضرورة ان تكون الحالة المادية هي المقصودة هنا إنما هي بعض مما كتب في لوحه منذ ولادته، فالنبوغ ليس حالة مادية انما هي صفة فردية قد يحظى بها الفقير المعدم وليس الثري المتخم بل قد يكون الترف من أسباب التراخي وعدم التنافس البناء واتاحة الفرص للجميع، ولهذا نرى أن ميدان التنافس ليس حكراً على فئة دون أخرى, ولعلنا تابعنا ظهور وسقوط النظام الشيوعي الذي صور فيه ماركس بأن من الممكن أن يتساوى الناس في المجتمع خاصة الطبقة العاملة, بيد أن التجربة العلمية أثبتت بطلان هذه النظرية التعسفية التي كان من نتيجتها تفشي الفساد في الطبقة الحاكمة وعلى رأس ذلك الدكتاتورية الغاشمة التي أذاقت الفقراء بالذات الكثير من ويلات التحكم الوحشي، فكان سقوطها من طبيعة تفسيرها للحياة الاجتماعية الخاطئ وانقلاب الطبقة العاملة على حكامها الذين خدعوها بالتلاعب في أقدارهم.
ولست بهذا أدافع عن النظام المقابل الذي لا يقوم ايضاً على العدل والمساواة لأن تفسخه هو الآخر واضح للعيان، ويكفي ما نقرأه أو نشاهده من المآسي في بلاد الغرب, وأمريكا بالذات حتى ندرك أن فشل هذا النظام ليس بعيداً عن الآخر مما يجعلنا نتمسك بديننا وشريعتنا السمحاء التي يثبت الواقع على مر العصور انها وحدها التي تؤاخي بين الجميع وتدع لهم فرص التنافس بعيداً عن التعصب والنظرة المحدودة مهما اختلفوا في الواقع الاجتماعي أو التسلسل الطبقي.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved