Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



استمرار وجودهم قد يتحول لمشكلة يصعب حلها
أطفال في الشوارع: من هم ؟ ومن أين جاؤوا,,؟

*تحقيق : نورة بنت حسين عبدالله الدامر
استوقفتني ظاهرة المتسولين لكثرة ما اراها في الشوارع الرئيسية لمدينة الرياض في الآونة الأخيرة.
أطفال في عمر الزهور، ضعاف البنية، في أعينهم نظرة خوف من المستقبل ، وفي أيديهم محارم ورقية يتجولون بها بين السيارات عند إشارات المرور يعرضونها على قائدي السيارات ليبيعوها مقابل مبلغ زهيد.
اقتربت من هؤلاء الأطفال وتحاورت مع عشرين طفلاً كان متوسط أعمارهم دون العشر سنوات وطرحت عليهم اسئلة متنوعة ومتعددة فيما يخص أعمارهم، وأسباب نزولهم إلى الشوارع، والتي تعود إلى ذويهم لزيادة دخلهم من أجل توفير سبل العيش.
وجميع العشرين طفلاً يدرسون في المدارس وتقاريرهم متفاوتة من الممتاز حتى المقبول وغالبهم من عائلات أفرادها من ستة إلى اثني عشر شخصا، وترتيب أعمارهم يكون الأوسط بين أشقائه.
سألت خالد صالح 11 سنة هل أنت راض عن عملك؟ فأجابني نعم إذا لم نتعرض للمضايقات من الناس أو من السيارات، أما ماجد أحمد 9 سنوات فقد أخبرني بأن المشتري وفي أكثر من مرة يأخذ ما معي من محارم ورقية دون أن يدفع ويذهب مسرعاً بسيارته, ورغم اختلاف اجابات هؤلاء الأطفال إلا أنهم اتفقوا على أنه لو كان الأمر بيدهم لتركوا هذا العمل واهتموا بدراستهم فقط، وأجمعوا بل وأكد بعضهم أنهم لن يتركوا لأطفالهم في المستقبل الحرية في ان يفعلوا مثلهم وذلك لما لاقوه من معاناه وقسوة في الشوارع حيث يقضون فيها وقتهم بعد المدرسة من العصر حتى منتصف الليل.
كلنا بالطبع يدرك ما يتركه الشارع من أثر سيئ وخطير عليهم وعلينا فهم أطفال يحتاجون لمن يرعاهم ويرشدهم ويحذرهم من الخطر, فالشارع تربة سيئة لمنبت سيئ, فمن المؤكد أنه سيولد لنا أشخاصا غير أصحاء من الناحية النفسية، فهم كغيرهم من الأطفال في حاجة للعب الذي يعبر عن براءتهم التي يقتلها الشارع ويهدم كل آمالهم وطموحاتهم فمنهم من يريد أن يصبح مدرساً، أو طبيباً، وآخر يريد أن يكون مهندساً فكيف يحقق لهم الشارع هذه الأماني؟!, أما من الناحية الجسمية فقد افادتنا الدكتورة جواهر الفصام طبيبة أطفال في مستشفى قوى الأمن بأن الجو الحار والتعرض المباشر لأشعة الشمس يتسبب لهم في ضربات الشمس وكذلك قد يعانون من ضعف عام نتيجة الارهاق وسوء التغذية وأمراض رئوية وجلدية إثر تعرضهم لعوادم السيارات بشكل كبير.
قد يكون كل ما سبق ذكره ليس بالجديد لدى البعض، ولكن الذي أثار في نفسي الدهشة أن العشرين طفلا كانوا غير سعوديين باستثناء طفل واحد فقط يحمل الجنسية السعودية والباقون من دول أخرى مجاورة أتوا بصحبة ذويهم إلى المملكة العربية طالبين العمل والعيش الكريم وهم على يقين بأن دخلهم سيكون كافياً لمتطلبات أسرهم غير مضطرين بأن يدفعوا صغارهم للعمل في الشوارع مخالفين في ذلك الأنظمة والقوانين المعمول بها في بلادنا بكل حرية ودون رقابة وضبط ومن يخالف القانون في نظر الجميع يصبح مخالفاً فهم يشكلون تهديداً لنا بما قد يتسببون به من مشاكل أمنية واقتصادية, ومن المحزن أن كل من يراهم يظن أنهم أطفالنا زججنا بهم إلى الشارع منتهكين بذلك حقوق الطفولة.
صحيح أن هذه الظاهرة موجودة في جميع الدول ولكن ازديادهم يؤدي إلى صعوبة في إيجاد حل لها في المستقبل القريب , وللأسف نحن دائما لا نطلق على المشكلة اسم مشكلة حتى تصبح ذات وقعٍ خطير, وقد يردد البعض بما أن هذه الظاهرة منتشرة في الدول المتقدمة فليست بالأمر الخطير, وفي منظوري الشخصي أرى أن اقتراف مثل هذه الأخطاء حتى ولو وجدت عند من تقدموا عنا وسبقونا انما يمثل التخلف بعينه.
ولذلك فعلى الجهات المختصة أن تتكاتف بمساعدة كل مواطن في القضاء على هذه المشكلة التي تشوه صورة بلادنا الغالية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved