Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



حديث الشبكة
الإنترنت في كل مكان
خالد اباالحسن *

كانت الصحيفة دائما الخيار الاول للموظفين والعاملين لقتل اوقاتهم اثناء العمل وفي الطريق اليه وحتى نهاية يوم عملهم اضافة الى غناها الثقافي والمعلوماتي, وتعود الكثير من العاملين في القطاع العام بوجه خاص في كل مكان من العالم قراءة الجرائد والمجلات اثناء سير العمل, وهو سلوك طالما اشتكى منه المراجعون لتشاغل الموظفين عنهم بقراءة هذه الصحف والمجلات, ولان هذا المرض قد انتقل حتى للقطاع الخاص، فقد كان رجال الاعمال اسرع انتباها لمنع هذه الظاهرة, لكن الانترنت جاءت لتحل بديلا للجريدة.
فالكثير من الشركات تربط اجهزة موظفيها بالانترنت لانجاز الاعمال كل حسب وظيفته, لكن دراسة جديدة قامت بها احدى الشركات الامريكية المتخصصة دعت رجال الاعمال للقلق لانها اظهرت ان نسبة كبيرة من عينة البحث يستخدمون اجهزة العمل المرتبطة بالانترنت في امور لا علاقة لها بالعمل وقد تباينت ما بين قراءة الصحف والمجلات على الانترنت وزيارة المواقع الاباحية وقراءة البريد والتصفح بوجه عام.
والانترنت تزحف الآن لتستبدل وسائل اعلامية كثيرة وتحل محلها او على اقل تقدير تكون شريكة لها في شغل اوقات فراغ الناس بل واوقات اعمالهم, فهي تحمل الصفات التي لا تحملها اية وسيلة اعلامية في العالم وهي صفات الترفيه وتقديم الخبر والمعلومة الحية والتعليم والتسلية وتسيير الاعمال المختلفة وكثير من الوظائف, ولا توجد وسيلة اعلامية واحدة تقدم هذا كله في قالب واحد, وربما نجحت بعض وسائل الاعلام في جمع قدر جيد من تلك الصفات لكن لم تستطع جمعها كلها, والانترنت اصبحت بذلك الحليف الاستراتيجي الانسب لتستمر الوسائل الاعلامية في الصمود في هذه السوق المحتدمة.
ولنا ان نتفحص الساحة لنجد مختلف الوسائل الاعلامية وقد احتضنت الانترنت لتقدم نفسها من خلالها, ولم تبق اية وسيلة اعلامية مهما كان نوعها الا وقد اصبح لها وجود على الانترنت, لمن الغلبة اذن؟ هل هي لوسيلة الاعلام ام للانترنت؟ فلا غرو انها للانترنت لانها القاسم المشترك في جميع التحالفات والتطورات التي شهدتها مختلف وسائل الاعلام, بينما وجدت صور اخرى من التحالف والتي لم تكن الانترنت جزءا منها لنسمع لاحقا عن انتقال تلك التحالفات الى الانترنت لتصبح الانترنت بذلك منتهى استراتيجيات التضامن والتحالف الاعلامي والاقتصادي الذي يضمن البقاء لوسائل الاعلام تلك.
ومن الصور العجيبة لارتباط الانترنت بحياة الناس الى حد كبير ما اورده تحقيق تلفزيوني بثته شبكة زي دي الحاسوبية عن سيارات الاجرة التاكسي في مدينة نيويورك الذي يشير الى ان بعض اصحاب سيارات الاجرة في نيويورك يقومون بتركيب اجهزة كمبيوتر مرتبطة بالانترنت في المقعد الخلفي للسيارة ليجلس زبائنهم ويتيحوا لهم الاتصال بالانترنت والانشغال عن متاعب الطريق وزحام مدينة نيويورك حتى يصلوا الى بغيتهم.
وفي مكان آخر من العالم قامت احدى مدن اوروبا بثتبيت اجهزة تربط الراغبين بالانترنت مقابل ستة سنتات للدقيقة, وتشبه هذه الاجهزة الى حد كبير اجهزة هواتف العملة وتتكون من شاشة ولوحة مفاتيح شديدة التحمل وطابعة, ويتاح للمستخدم ان يدفع قيمة الاستخدام من خلال العملة او بطاقة الائتمان او البطاقة مسبقة الدفع.
ووجدت هذه الاجهزة اقبالا وقبولا حسنا لدى الزبائن مما حدا هذا النجاح ببلدية نيويورك ان تقدمت للشركة الاوروبية المصنعة بطلب مائة الف جهاز من هذا النوع لتقوم بنشرها في شوارعها لخدمة اهالي نيويورك, وقد اشار كثير ممن استخدموا هذه الاجهزة بأنه لم يعد يلزمهم الذهاب للبيت او العمل لقراءة البريد الالكتروني او ارسال الرسائل الى احد ما بل بامكانهم عمل ذلك من أي رصيف او شارع!
* جامعة انديانا abalhass* piolt. msu. Edu

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved