Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



استراتيجيات دولية لمكافحة الجوع والفقر الريفي
نصف سكان العالم يعيشون بدولارين في اليوم و1,3 مليار بأقل من دولار

* روما خاص بالجزيرة
الوصول إلى استراتيجيات دولية لاستئصال الجوع والفقر الريفي كان عنوان اجتماعات مجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للامم المتحدة (ايفاد) والذي يضم وزراء المالية والزراعة وكبار المسؤولين في 161 من الدول الاعضاء وناقش المجلس في اجتماعه يومي 16 و17 فبراير الحالي مجموعة من القضايا مثل تجديد موارد الصندوق ومبادرة تخفيف مديونية الدول الفقيرة, وآخر تقرير عن نشاطات الآلية الدولية لمكافحة التصحر في العالم.
ورسالة ايفاد في منظومة الامم المتحدة هي العمل على تحسين ظروف حياة فقراء الريف في مناطق العالم التي تشكو من نقص الغذاء ويمول ايفاد مشاريع تنمية زراعية بهدف مساعدة افقر الفقراء على مساعدة انفسهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم, ولقد اصبح معروفا ان هناك اليوم 3 مليارات من الاشخاص يشكلون نصف سكان العالم مجبرون على تدبر امور عيشهم بأقل من دولارين في اليوم بل ان هناك حوالي مليار و300 مليون انسان يعيشون بحوالي دولار واحد فقط ومن المتوقع ان يرتفع عدد هؤلاء إلى مليارين خلال عام 2015 إذا لم يفلح المجتمع الدولي في اتخاذ اجراءات عملية مناسبة, إن حوالي ثلاثة ارباع افقر فقراء العالم يعيشون في مناطق ريفية، كما لا تتوفر الطاقة الكهربائية لحوالي ملياري شخص ولا تصل مياه الشرب إلى مليار ونصف المليار، ولا يمكن لمائة وثلاثين مليون طفل ان يذهبوا إلى المدارس وعليهم ان يبقوا أميين طيلة حياتهم.
وتبقى صورة الفقر قائمة حتى إذا نظرنا إليها في كل منطقة على حدة فالذين يعانون الجوع والفقر في جنوب آسيا تصل نسبتهم الى 43% وتصل النسبة الى 26% شرقي آسيا وإلى 39% جنوبي الصحراء الافريقية، وإلى 4% في كل من مناطق الشرق الأدنى وشمالي افريقيا وأوروبا ووسط آسيا, ان هذا الوضع الحزين يدعو المجتمع الدولي إلى القيام بعمل سريع.
ويحاول ايفاد الآن اعادة تنظيم ادارته وبنية مؤسسته من اجل التصدي على المدى البعيد لمثل هذه التحديات, وبالفعل فقد تم تحديد ميزانية عام 2000 بشكل يضمن ان تتحكم الاولويات الاستراتيجية وليس غيرها بأرقام هذه الميزانية وسيبحث مجلس المحافظين كذلك بما تم تحقيقه من نجاح في مجال التجديد الخامس لموارد الصندوق لفترة 2000 2002 وكانت اجتماعات التجديد بدأت في نيسان/ ابريل 1999م, انه من الضروري اليوم اتخاذ اجراءات تساعد على تحرير بعض افقر بلدان العالم من ثقل المديونية الباهظة.
وهناك اليوم 36 بلدا تعتبر مرشحة لتكون بين البلدان التي يمكن ان تعتبر ذات مديونية باهظة وبهذا فهي يمكن ان تشمل بمبادرة تخفيف حدة المديونية التي اتخذتها مجموعة البلدان الصناعية السبعة الكبرى اي: الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا وايطاليا، وذلك في حزيران من العام الماضي، في كولون في ألمانيا, وكان ايفاد واحداً من اوائل المؤسسات المالية التي دعمت المبادرة، وان كان هم الصندوق الآن يكمن في كيفية ترجمة المبادرة ترجمة عملية لتصبح اجراء فعالا قادرا على استئصال الفقر الريفي,
ويرى ايفاد ان المسألة المهمة هي ضمان ان تنفق المبالغ المحررة من المديونية على الوجه الصحيح لتمول اجراءات فعالة تعمل على استئصال الفقر الريفي.
إن إيفاد هو واحد من اصغر وكالات الامم المتحدة ولا يتعدى عدد موظفيه 290 موظفا، مع انه تمتع على مدى العقدين المنصرمين بشهرة عالمية واسعة اظهرت قدرته كمؤسسة اقراض تعمل من اجل التنمية الجارية ضمن بيئة انسانية، ومن هنا جاء قرار المجتمع الدولي عام 1997 باختيار ايفاد ليكون الوكالة التي تستضيف الآلية الدولية لتنفيذ اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر, والمعروف ان هذه الاتفاقية كانت واحدة من ثلاث تمخضت عنها قمة الارض في ريو دي جانيرو في البرازيل خلال حزيران 1992م وكان موضوع الاتفاقيتين الثانيتين هو تغيرات المناخ الارضي والتنوع البيولوجي.
أما موضوع التآلف الشعبي لاستئصال الجوع فقد كان دائما من اولويات جدول الاعمال باعتبار ان 350 مليونا من سكان الارياف لايملكون اراضي او لا يملكون منها إلا القليل لذلك فإن امكانية حصول هؤلاء الناس على أراض وغيرها من الموارد الانتاجية يعطيهم فرصة واعدة تخولهم بلوغ امنهم الغذائي والحصول على الاصول الضرورية لتحقيق عيشة رضية آمنة,
ويبين التآلف الشعبي مجموعة من الاجراءات العملية التي تساعد على تدعيم امكانيات فقراء الريف.
فشبكة الاصلاح الزراعي مثلا هي مبادرة يمولها المجتمع المدني في 23 بلدا ولها ثماني عقد اقليمية لتجميع ومعالجة ونشر افضل الاجراءات التي تسهل الحصول على الاراضي والمياه ووسائل الانتاج والتسويق, وتتطلب كل من هذه المسائل تدخلا متعدد الجوانب, ويضم التآلف كلا من ايفاد والبنك الدولي والفاو وبرنامج الغذاء العالمي والمفوضية الاوروبية فضلا عن منظمات المجتمع المدني, ويشكل التآلف جهدا مشتركا من اجل اسئصال الفقر والجوع, ان إيفاد فخور اليوم بأنه ساهم في تأسيس التآلف الشعبي وبأنه يستضيف امانته الدائمة.
إن نجاح ايفاد يكمن في مقدرته على الوصول إلى افقر الفقراء بطرق متجددة ومرنة قائمة على التجارب التي بناها مع الفقراء, لقد التزم ايفاد بين الاعوام 1978 1999م بأكثر من 6,5 مليار دولار قدمها كقروض لمساعدة اكثر من 250 مليون انسان, كما قدم الصندوق حتى نهاية العام الماضي 5500 مشروعا في 115 بلدا وقدم 1337 منحة للبحوث والمساعدة الفنية, وتهدف منح المساعدة الفنية التي تقدم للمؤسسات والمنظمات إلى دعم القدرة الفنية والمؤسسات والمنظمات الى دعم القدرة الفنية والمؤسساتية ذات الصلة بالزراعة والتنمية الريفية, وتكون هذه المنح عادة في حدود 7,5% من الموارد التي يلتزم بها الصندوق كل سنة مالية.
ان معايير وشروط الاقراض تتغير في ايفاد بحسب الناتج القومي الاجمالي للفرد الواحد في البلد المعني بالمساعدة وعلى اي حال فإن الاولوية تبقى للدول الاشد حاجة وللمجموعات الريفية الفقيرة لكن هناك اهمية تعطى من اجل الوصول إلى توزيع اقليمي عادل بما يكفل تقديم المساعدة لكل الدول الاعضاء التي تستحقها وستعرض امام وفود مجلس المحافظين جداول برنامج القروض لعام 2000 بمجموع قدره 446 مليون دولار امريكي, علما ان وسطي حجم القرض يبلغ 14,8 مليون دولار, إن 36,77% من القروض تم وضعها لأفريقيا وهي في قمة اولويات ايفاد و31,01% لآسيا والباسيفيك و17,03% لأمريكا اللاتينية والكاريبي و15,19% للشرق الأدنى وشمال افريقيا, إن العولمة واللامركزية هي ظواهر لايمكن لأي جدول اعمال تنموي ان يتجاهلها لذلك فإن ايفاد الذي يعتبر من اكبر المساهمين في محاربة الفقر الريفي، يعمل على تفحص نتائج تلك الاتجاهات العالمية على فقراء الريف، وذلك كجانب من جوانب مساعيه الجارية والهادفة الى تفهم البنى والعمليات التي تساهم في توليد الفقر,
إن العولمة هي عملية تقدم امكانيات كبيرة لكنها تنطوي ايضا على مخاطر بالنسبة للبلدان النامية, إن العولمة تثير الانتباه بأن الفقر هو غالبا من نتائج التهميش، والعزل الاجتماعي والجغرافي, ان النمو الاقتصادي والتنمية بدأت تتجاوز الافراد والسكان المحليين والاقليات العرقية وعديمي الحيازات وخاصة شباب الريف والنساء في كل هذه الفئات, ومن هنا برز تحد جديد للعمل على وضع تلك الفئات ضمن تيار التنمية الاقتصادية وتيسير دخولهم في اقتصاد السوق وبشكل يمكن معه تضخيم المنافع وتقليل المخاطر, والمعروف ان الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) هو وكالة متخصصة من وكالات الامم المتحدة تهدف بصورة خاصة إلى مكافحة الجوع والفقر عن طريق مساعدة فقراء الريف في مناطق العالم الفقيرة, ويساعد ايفاد هؤلاء على زيادة انتاجهم الغذائي ودخلهم وتحسين احوالهم الصحية والغذائية والتعليمية.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved