Sunday 20th February,2000 G No.10006الطبعة الاولى الأحد 14 ,ذو القعدة 1420 العدد 10006



أضواء
المقايضة حتى في القضايا الأخلاقية والإنسانية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

اذا كان صمت الغرب عن العدوان الروسي على الشيشان كان نتيجة مقايضة بين روسيا والحلف الاطلسي كفتي معادلته اطلاق يد الغرب في وسط اوربا التي اعترف الروس بأنها منطقة نفوذ امريكي غربي، مقابل اطلاق يد روسيا في منطقة نفوذ الاتحاد السوفياتي الآفل.
اذا كان ذلك واضحا ويعلم به الداني والقاصي والذي ينحصر في العمليات العسكرية، فأي مقايضة تسمح للغرب عموما، وباقي الدول ومنها للاسف الشديد دول إسلامية عدة تصمت عما يجري من انتهاكات لا أخلاقية ولا إنسانية من قبل عسكر روسيا في الشيشان أثناء عدوانهم المستمر حتى الآن، وممارساتهم اللا أخلاقية والمتواصلة.
ولقد تواترات المعلومات والأنباء الواردة من أرض الشيشان والتي نقلتها وكالات أنباء روسية اي لم يختلقها احد ولا يستطيع الروس نفيها لأنهم هم الذين كشفوها ونقلوا ما يحدث للخارج .
فلقد نقلت وكالات الانباء الروسية قصص وروايات يندى لها جبين الانسانية، فقد افاد شاهد عيان لاحدى وكالات الانباء بأن حوالي مائة مدني قتلوا هذا الاسبوع على يد الروس في ألدي وهو حي صغير في غرب جروزني.
وتحدث موسى البالغ من العمر 66 عاما من خارج العاصمة لقد احصيت شخصيا اكثر من تسعين جثة بينها جثث جيراني واهلي .
وروى موسى ان الروس بادروا الى تطهير ,,, الحي قبل ان يعودوا ليقتلوا الناس، لقد طالبونا بدفع الاموال وعمدوا الى إذلالنا .
وأكد هذا ما دفعهم الى إغلاق الحي مجدداً وعدم السماح للسكان بالعودة اليه وقال: جيراني سلطان وفاخا جابريلوف قدما لهم مئتي دولار غير انهم قتلوهما رغم ذلك .
وكانت منظمة ميموريال الروسية للدفاع عن حقوق الانسان اتهمت هذا الاسبوع القوات الفدرالية بقتل مئات المدنيين في الشيشان مستندة الى شهادات جمعتها في مخيمات اللاجئين في انغوشيا.
وأكدت المسؤولة في المنظمة تاتيانا كساتكينا ان هؤلاء المدنيين قتلوا اما خلال عمليات القصف الروسي او رمياً بالرصاص .
كما نشرت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان هيومان رايتس ووتش الروسية شهادات جديدة حول اعمال عنف واغتصاب تعرض لها معتقلون في معسكر في تشيرنوكوزوفو (شمال الشيشان).
وروى عيسى الذي لا تزال آثار الضرب بادية على ظهرهحين تعرضت للضرب بواسطة المطرقة أدركت أن ضربات الهراوات ليست شيئا .
وقدم اوكاها المعتقل الآخر معلومات مفصّلة حول عمليتي اغتصاب تعرض لهما رجل وامرأة في مخيم يعتقل فيه الاشخاص الذين يشتبه في أنهم يحاربون الى جانب المقاتلين.
هذا غيض من فيض عن جرائم الروس في الشيشان، ومع هذا لايزال الصمت المريب يلف عواصم الغرب والشرق على حدٍ سواء فهل وراء هذا ايضا مقايضة,, وهل المقايضة تصح في التجاوزات اللا إنسانية,, واللا أخلاقية,,؟!.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved