Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



وسميات
10%
راشد الحمدان

كما تكون الكلمات عنواناً,, فإن الارقام تكون هي الأخرى عنواناً، والأرقام منها المذهل ومنها البسيط ومنها الذي يتردد على الألسنة للطمأنة وتطييب الخاطر,, وقد اشتهر هذا الرقم اخيراً بسبب مجريات حياتنا,, فأصبح 100% يتردد على الألسن كثيراً خاصة من هذا الجراد الآسيوي الذي ملأ الساحات وزوايا المجتمع,, والبيوت.
يركض الواحد منا في ساحات العلم والمعرفة بدءاً من اول يوم يدخل المدرسة وحتى ينهي تعليمه الجامعي فلا يكون ذا معرفة مذهلة 100% لكن المتهندس الهندي الذي اكتسب الهندسة اكتسابا لا دراسة وفي بلادنا، والذي تعلم كثيراً من الاشياء في بلادنا، والذي علمنا ايضاً كثيراً من وسائل الغش بدءاً من بيع الخس والجرجير وحتى بيع الجملة في المحلات الكبيرة، هذا المتهندس والعامل والسباك والكهربائي والبناء والمليس والمبلط والذي قد يجيد اكثر من هذه المهن بالعافية يخرج من عندك وقد عمل لك الصنعة، وحتى يطمئنك يقول: خلاص بابا 100%,, يقصد ما عمله,, فاذا مضى اقل من 24 ساعة على عمله وتجدد الغلط فيه,, وأتيت اليه قال لك,, مع هز رأسه: ما في مشكلة, وضعنا نحن بين ما في مشكلة وبين 100% لكن لو كان هناك نظام صريح وقوي ورادع، ومحترم يحفظ حقوق الجميع,, وحقوق العمل نفسه لما تجرأ هذا على خداع المواطن المسكين.
من مشاكلنا الطيبة المتناهية,, فمن الممكن ان ننخدع بسهولة وان نستسلم امام التوسلات بسهولة,, ولعلكم تلاحظون ان كثيراً من الأعمال التي تتطلبها حياتنا سواء في مجال البناء او الصيانة العامة يخترق حدودها مثل هؤلاء بسهولة, وحتى الكفيل هو الآخر لا يتردد في التبرير الأجوف لخطأ عمله مكفوله وهو بهذا يساهم في خراب الواجهة التي نود ان تكون صارمة ومشرقة وهو بهذا جعل العامل يتفنن في سوء العطاء والفعل والعمل.
ونحن امام هذه العمالة البائسة نتذكر الأهزوجة الشعبية القديمة والتي تقول يا حمام زارنا وش دلك دارنا,, دلني زين البنات والبنات مزينات,, والبنات وسط القصر والقصر ما له مفتاح,, والمفتاح عند النجار والنجار يبي خشب وفي رواية: والنجار يبي لبن,, واللبن عند البقر,, والبقر يبي طعام,, والطعام يبي ماء,, والماء عند والي السماء!! .
وبحكم ان هؤلاء أحسن مسمى يطلق عليهم هو الجراد الآسيوي فقد ضعنا بينهم وبين اصرار الجراد الحقيقي الذي قال زعيمه يوما ما للفلاح المسكين:

مر الجراد على زرعي فقلت له
الزم طريقك لا تولع بإفساد
فقام منهم خطيب فوق سنبلة
انا على سفر,, لا بد من زاد
وهكذا فهذا الجراد يسافر كثيراً,, وبأموال كثيرة,, لا يعرف عنها شبابنا المساكين شيئاً، ويترك لنا حياتنا العامة نصفها هباباً,, ويباباً,, فأين انتم يا ابناء الوطن بدلا من البحث عن وظيفة محدودة الدخل؟؟ وانتم لديكم القدرات الذهبية والجسمية,, لماذا لا تساهمون في التخفيف من عناء بلادكم بقدراتكم؟!.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved