Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



تفعيل عطاءات المئوية في الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م
1- 2
عبدالعزيز العبدالله التويجري

سبقني الأستاذ الفاضل عبدالعزيز العزاز وسرق مني - من باب توارد الخواطر - الهواجس والأفكار التي كانت تشاغلني، وتدور في ذهني,, طوال ايام مئوية التأسيس، وقال في العدد 10001 من هذه الصحيفة الجزيرة العزيزة على قلوبنا, الصادر يوم الثلاثاء 9/11/1420ه: رغم ان سلمان بن عبدالعزيز حاضر في الحياة اليومية الاجتماعية، والثقافية، والانسانية، لآلاف ملايين الناس, إلا ان الكتابات عن هذا الحضور اليومي قليلة, بل لا تكاد تذكر فقلت: ولعل من أبرز حضور هذا الأمير العظيم، وأحدث مبادراته الخلاقة، وخطواته التنفيذية في العمل والابداع, لصالح الوطن والمواطن,, ولصالح التنمية الثقافية والبشرية، وترسيخ القيم والمبادىء الأساسية التي قام على أركانها هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية ,, أو القارة الآسيوية الثانية ان صحت التسمية وجاز التعبير,, اقول: لعل من أحدث انجازات هذا لأمير الفذ, الفاعلة والمؤثرة، اجتماعيا وثقافيا، وتنمية وعمرانا,, هي دعوته الكريمة,, الى احياء ذكرى السيرة الشجاعة,, والبطولات الفائقة,, في الطرح الموفق لمئوية التأسيس وقيام تلك الدولة العظيمة,, على يد المغفور له بإذن الله الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه, وأسكنه جنات النعيم، وحفظ لهذه الأمة قادتها الأوفياء,, من هذه الأسرة المباركة الكريمة آل سعود خلفا دائما,, بعد سلف دائم,, كما هي طبيعة الحياة،وسنة الله في خلقه, في التعاقب, والتداول بين الأيام، ولقد حققت تلك الاحتفالية العظيمة,, الكثير والكثير من المنجزات المستهدفة، وقدمت الكثير من المعطيات الانمائية المطلوبة,, بفضل الدعم المتواصل من قائد هذه الأمة وباني مجدها ورافع رايتها خادم الحرمين الشريفين الملك المحبوب فهد بن عبدالعزيز آل سعود متعه الله بالصحة والعافية, وبمتابعة دقيقة وعمل متواصل، وسهر دائم، من صاحب القلب الكبير، والفكر المستنير,, صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز,, أمير منطقة الرياض,, ورفاقه في العمل والعطاء,, على مختلف المستويات,, وعلى كل الجبهات,, من جميع اللجان المشكلة للمتابعة والتنسيق في كل المواقع,, ومع كل الأجهزة التنفيذية والاشرافية,, حتى قدموا لنا من العطاءات والانجازات,, مالم نكن نحلم بتحقيقه وانجازه,, خلال تلك الفترة الوجيزة من عمر الزمن وخير شاهد على ذلك,, هذا المشروع العملاق مركز الملك عبدالعزيز التاريخي ,, وهذا الكم الهائل من المطبوعات التاريخية، والعلمية، والاعلامية,, التي قدمتها لنا تلك المناسبة السعيدة مئوية التأسيس والتي هي من صنع وابداع,, قلب الرياض النابض، ووجهها المشرق بالحضارة والازدهار، والعطاء والبناء,, سلمان بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية، وأمده بالعون والتوفيق,, في مسيرة البناء والتعمير، وتحقيق الرخاء والازدهار للوطن والمواطن,, بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين أمد الله في حياته لقيادة هذه الأمة,, الى بر الأمان,, بوافر الأمن والرخاء والاستقرار.
أعود للمشاعر والأحاسيس,, التي سرقها من داخلي,, أخي الكريم الأستاذ عبدالله العزاز,, وأقول: على الرغم من ذلك كله,, وعلى الرغم مما جمع, وكتب، وطبع، من مطبوعات مختلفة,, في التاريخ، والأدب، والتنمية، وبالرغم مما تحقق من منجزات حضارية مزدهرة على الأرض,, لم نجد الطرح الاعلامي، والنقد الأدبي، والتصحيح التاريخي، المطلوب لتلك المعطيات,, فهناك العشرات من الكتب التاريخية، وهناك العشرات من الكتب العلمية، وهناك العشرات من النشرات والاحصائيات التنموية,, التي لم تجد التفعيل المطلوب في المجتمع، ولم تجد الشرح والتحليل للقارىء,, ولم تجد التصحيح والتوثيق للتاريخ,, وكان هذا القصور يشغل ذهني كثيرا,, ويزعجني أكثر,, غير أنني وللحق أقول: لست أدري من المسؤول ولست أدري لمن أوجه العتب واللوم,, فهل ننحى باللائمة على الأجهزة الاعلامية من صحافة، واذاعة، وتلفزيون؟ أم لدور النشر والتوزيع؟ أم للكتاب والصحفيين والاعلاميين؟ أم للمتخصصين من كبار الأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات؟ أم للأندية الأدبية والثقافية؟ لست - والله - أدري لمن نوجه اللوم والعتاب,, وعلى كل حال,, فكل تلك الجهات مسؤولة,, مسؤولية كاملة,, ومسؤولية عين لا كفاية,, فربان السفينة، وقائد الحركة، وصانع الانجاز سلمان بن عبدالعزيز أعطى، وقدم، وأبدع,, وبقي الدور على الوسط الثقافي نفسه,, بقي الدور على الاعلاميين والصحفيين، وعلى النقاد والمفكرين,, وعلى المعدين والمخرجين، بقي الدور على الأندية الأدبية والمكتبات العامة,, للتواصل والتحاور والتجاذب لتفعيل ثمار هذه المعطيات، وتقديمها للقراء والمجتمع، بصورة فاعلة ومؤثرة,, تنير الأفكار، وتهذب النفوس، وتزرع الحب والولاء، وتخلق روح العمل والعطاء، وتجسد التنمية الشاملة بين طبقات المجتمع، فقد لاحظت,, كما لاحظ غيري خلو الساحة من الحوارات والمناقشات والطرح والنقد والتحليل,, الذي يثري الساحة بالمعلومات والمعارف,, التي أفرزتها تلك المناسبة السعيدة، والذكرى الغالية, فقد قرأت في احدى الاحصائيات التقديرية منذ فترة,, من ان تلك المناسبة أثرت المكتبة العربية السعودية,, بأكثر من مائة مطبوعة,, وهذا الكم الهائل من المعطيات,, كان يجب ان يقدم للقارىء,, بصور متتابعة,, كوجبات غذائية معلوماتية شهية,, تجتذبه للقراءة وتشده للمتابعة، وبالتالي تنير فكره، وتثري ثقافته,, بالمزيد من المعلومات والمعارف, وتغرس في نفسه الحقائق التاريخية، والثوابت العقائدية، التي قام عليها هذا الصرح الشامخ، وهذه الدولة المزدهرة بالحضارة والثقافة والتنمية، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الدعم المتواصل من قيادتنا الحكيمة، والعمل الدؤوب من هؤلاء الرجال الأفذاذ,, في تلك الأسرة المباركة من آل سعود حفظهم الله حماة، ورعاة لهذا الدين الحنيف، وهذا الوطن العزيز,, وأقول وبكل صراحة ووضوح,, انه كان هناك تقصير كبير، وهناك نقص واضح في المتابعات والتغطية الاعلامية والثقافية والابداعية الكافية,, وهناك عجز ثقافي معرفي لمسايرة تلك المعطيات، وتقديمها للقارىء والمستمع والمشاهد,, بالصور الشيقة التي تعمق الأثر في المفاهيم العامة,, وبين الأوساط الاجتماعية المختلفة الثقافات والمستويات التعليمية والثقافية, لخلق المجتمع المتكامل الذي تنشده الدولة المباركة, وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحقيقه, فطوال العام، وعلى مدار الأيام، لم نجد الأثر المرغوب والمطلوب,, من الأدباء، والكتاب، والصحفيين,, تجاه تلك الاصدارات التاريخية، والثقافية، والاجتماعية والتنموية ولم يكن المتلقي يعلم بما تم انجازه وتقديمه إلا مقتطفات اخبارية قصيرة,, عن تلك الاصدارات ومؤلفيها,, لا تسمن ولا تغني من جوع.
أما القراءات، والاستعراض، والنقد، والتحليل، والحوار الساخن الذي كان يجب ان يتوفر في هذه المناسبة على الساحة الثقافية والاعلامية,, فلم نر منه إلا القليل,, والقليل جدا.
ومن ذلك ما وعد وتفضل بالبدء فيه، أخي الكريم الدكتور عبدالله العثيمين,, الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية في تلك الصحيفة الغراء,, جزيرتنا المحبوبة,, التي نحمد الله على عودتها الى مكانتها السابقة,, مع عودة رئيس تحريرها السابق ايضا,, الأستاذ خالد المالك وفقه الله.
وللحديث بقية


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved