Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



عن الدائرة ومشروع الثقافة التقليدية ,,, د, سعد الصويان لـ الجزيرة الثقافية
هذان المشروعان هما الأضخم على المستوى العربي
مهرجان الجنادرية وما يلقاه من اقبال يوضح تعطش الناس لمعرفة حياة آبائهم واجدادهم

في لقاءٍ مستيفض تحدث الدكتور سعد بن عبد الله الصويان مدير عام الدائرة للنشر والتوثيق عن المشروعات القادمة للدار وركز على مشروعين مُهّمين أولهما يعنى بتوثيق حياة المغفور له الملك عبدالعزيز وإعداد ملخص مترجم لما تتضمنه الأرشيفات البريطانية والأمريكية والفرنسية من وثائق تجاوز عددها ثلاثين الف وثيقة إضافة الى مشروع آخر عن موسوعة شاملة للثقافة التقليدية في المملكة في عدد من المجلدات,.
* هل لكم ان تعطونا في البداية فكرة موجزة عن دار الدائرة للنشر والتوثيق؟
دار الدائرة للنشر والتوثيق دار نشر سعودية تسعى الى نشر الاعمال التي توثق التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي للمملكة العربية السعودية, وتعتز دار الدائرة بأن الكفاءات الاكاديمية السعودية تلعب الدور الرئيسي في رسم اهدافها والتخطيط لمشاريعها وتنفيذها والاشراف عليها مما يجعل منها مؤسسة نشر ذات رسالة وطنية وفكرية واضحة المعالم, ولقد تمكنت الدار خلال سنوات قليلة من بناء شبكة علاقات واسعة ومتينة مع المفكرين والكتاب وأرباب القلم السعوديين, وجندت نخبة ممتازة من المحررين والمراجعين ذوي الكفاءات العالية الذين يبذلون جهودا مضنية في سبيل تنقيح وترميم ما يصلها من نصوص ومعالجتها لغويا وأسلوبيا وصقلها لتصبح مادة فكرية دسمة يستفيد منها القارىء ويستمتع بمطالعتها ويحرص على اقتنائها.
أضف الى ذلك ان الدائرة لم تدخر جهدا في حرصها على اقتناء التقنيات والاجهزة المتطورة وتوظيف احدث البرامج الحاسوبية، وفي سعيها الى استقطاب أمهر الكفاءات البشرية في مجال ادخال البيانات ومسح الصور وفرزها وفي التصميم والاخراج واعداد الرسوم التوضيحية، وفي التزامها بأن تخرج اصداراتها على المستوى الفكري الرفيع الذي يتمشى مع رسالتها الوطنية وبالشكل الفني الانيق الذي يتمشى مع روح ومتطلبات هذا العصر الذي نعيش فيه ومع الرسالة التي تحاول الدار تمريرها الى قرائنا.
الربح والجدوى
* لكن ماذا عن الربحية والجدوى الاقتصادية؟ ألا تعتقدون ان هذا الأسلوب يتعارض مع الهدف التجاري لأي مؤسسة؟
القائمون على دار الدائرة لا يرضيهم ان تخرج اصداراتها بالشكل الذي تطالعنا به معظم المطبوعات العربية من حيث سوء التصميم والاخراج ورثاثة المظهر ورداءة الطباعة والأخطاء التي لا تغتفر، وذلك لاقتناعهم بانه ينبغي عدم الاستهانة بهذه النواحي الشكلية التي يعتبر التساهل فيها من اهم العوامل المؤدية الى اعراض الفرد العربي عن القراءة وانصرافه عن اقتناء الكتب, الهدف الذي تحرص عليه دار الدائرة هو ان تكون اصداراتها نموذجا يحتذى في عالم النشر العربي ليس فقط من حيث المضمون وانما من حيث جودة الشكل واناقة المظهر ومستوى الاخراج الذي يجتذب القارىء ويجعل من الكتاب تحفة تستحق الاقتناء والتصفح, الفكر بضاعة مثل أي بضاعة اخرى، لابد من تقديمه للمستهلك بالصيغة اللائقة والشكل المقبول.
ربما يبدو هذا المنهج مخالفا للأعراف التجارية التي هدفها الربح السريع, لكن هدف الدائرة هدف وطني يتمثل في دفع الحركة الفكرية والثقافية في المملكة العربية السعودية وفي رسم الطريق الصحيح الذي ينبغي ان تسير عليه حركة النشر في عالمنا العربي, ومع ذلك فانه على المدى الأبعد قد تثبت الجدوى الاقتصادية لهذا النهج, اننا نراهن على ذوق القارىء وقدرته على التمييز, هذا على المستوى التجاري الذي تسأل عنه، لكن على مستوى الطموح الوطني الذي يشكل الهم الاول بالنسبة للقائمين على دار الدائرة فانه لو استطاعت الدائرة ان تنشر كتبا أنيقة ذات مضمون جيد تجتذب القارىء وتغريه بالقراءة وتشجعه على الاطلاع وتنمي فكره وتوسع مداركه فان هذا انجاز كبير ومكسب لا يستهان به.
سر
* ما السر في هذا الاهتمام المبالغ فيه بالشكل؟
المضمون والشكل مثل الروح والجسد لا يكتمل وجود احدهما ولا يتم الا بوجود الآخر, الشكل يخدم المضمون ويبرزه ويلفت اليه الانتباه, حضارتنا العربية والاسلامية لا تنقصها المضامين لكن حركات الزهد والتصوف التي بالغت في التأكيد على الروح المضمون وانكار الجسد الشكل أودت بنا الى ما يشبه السديمية اللامادية التي تحولنا بموجبها الى لقمة سائغة امام مادية الآخر ووجوده الملموس, ثنائية المضمون والشكل، المخبر والمظهر، الروح والجسد، الدين والدنيا، حقائق أزلية لا مفر منها والاستمرار في انكارها كارثة تهدد فرصتنا في البقاء.
المشكلة في الشكل / الجسد انه شيء منظور محسوس يمكن تقييمه والحكم عليه، اما الروح/ المضمون فعلمها عند ربي, الروح/ المضمون مثل معنى الشعر الذي يقولون انه في بطن الشاعر, اما الجسد/ الشكل فانه الوزن والقافية والمفردة التي من السهولة بمكان ان نتحقق صحتها من خطأها, التهرب من الشكل تهرب من التقييس quanfification ومن المواجهة وتحمل الخطأ, الالتزام بالشكلية يحتاج الى قدر غير قليل من الشجاعة ووضوح الرؤية والهدف.
معوقات
* ماهي في رأيكم معوقات النشر في العالم العربي؟
من أهم المعوقات القناعة بالحد الأدنى او ما دون ذلك وعدم السعي الى الأفضل والأجمل, قد لا نختلف مع معظم دور النشر التي تحمل الكاتب مسؤولية جودة المضمون، بما في ذلك لغة النص واسلوبه, لكن اختيار الورق المناسب بالحجم المناسب والوزن المناسب وجودة الطباعة وحجم البنط ونوع الخط والحرص على صحة التشكيل وخلو الكتاب من الاخطاء النحوية والاملائية والطباعية، وكذلك التصميم والاخراج ومختلف العمليات الانتاجية، كل هذا من مسؤولية الناشر الحريص على سمعة داره, لكن تنفيذ هذه العمليات على المستوى الذي يرضى عنه القارىء المتميز يتطلب كوادر بشرية مؤهلة ومهارات فنية عالية قلما تتوفر في السوق العربية, وفي كثير من الأحيان تقع على الناشر مسؤولية تدريب وتأهيل مثل هذه الكفاءات البشرية وتنمية مهاراتها, ثم ان برامج النشر والتصميم والاخراج المتوفرة على الحاسبات الآلية، على الرغم من تقدمها بالنسبة للكثير من اللغات الحية، لا تزال تعاني من التخلف والفوضى بالنسبة للغة العربية ومتطلبات النشر العربي, لا يوجد حتى الآن برنامج يلمسها ويحس بها بطبيعة الحال الا من يسعى الى الجودة والاتقان والدقة المتناهية, ولا بد ان يكون لديك كفاءات بشرية عالية التأهيل تستطيع تلافي القصور وسد الفجوات التقنية التي تعاني منها برامج النشر العربية.
مشروعات
* وما المشاريع التي تنفذها دار الدائرة وتتحمل مسؤولية نجاحها او فشلها؟
دار الدائرة بصدد طرح مشروعين من أضخم مشاريع النشر ليس في السعودية وحدها وانما في دول العالم العربي قاطبة, احدهما يعنى بتوثيق حياة المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وفترة حكمه, ويتضمن المشروع اعداد ملخصات مترجمة لكل ما تتضمنه الارشيفات البريطانية والامريكية والفرنسية من وثائق حول هذا الموضوع والتي وصل عددها الى أكثر من ثلاثين ألف وثيقة تشكل مادة أساسية وأداة من أهم أدوات البحث المتاحة للمؤرخين والتي ستمكنهم من كتابة تاريخ فترة الملك عبدالعزيز برؤية اعمق وأشمل مما هو متيسر لهم الآن في المصادر المحلية.
والمشروع الثاني عبارة عن موسوعة شاملة للثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية, ويقع هذا المشروع في مجموعة من المجلدات حجم المجلد الواحد في حدود ستمائة صفحة يشكل النص المكتوب 60% من هذا الحجم والبقية عبارة عن صور ورسومات وأشكال توضيحية.
وحيث ان ثقافتنا العربية تنقصها الخبرة في التعامل مع الأرقام والنسب فقد لا يبدو للقارىء هذا حجما مذهلا، لكن بالنسبة لشخص مثلي تقع عليه مسؤولية متابعة العمل على هذه المجلدات والتنسيق بين المؤلفين والمحررين والمراجعين ومدخلي البيانات والقسم الفني المسؤول عن عمليات الاخراج ودمج الصور والنصوص اضافة الى مراجعة هذه المجلدات بين الفينة والاخرى وحملها من مكتب الى آخر فانه لا احد مثلي يشعر بحجم هذا العمل وعظم مسؤولية الانجاز.
الثقافة التقليدية
* هل لكم ان تحدثونا عن مشروع الثقافة التقليدية؟
يطمح مشروع الثقافة التقليدية الذي تم تنفيذه بتوجيه ورعاية من صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان الى تيسير مهمة الباحثين عن طريق جمع مادة المأثورات الشعبية والحياة التقليدية على اساس علمي هادف، وتخزينها بطريقة منهجية منظمة، وتصنيفها وفق قواعد مدروسة بحيث يسهل استرجاعها والاستفادة منها في تغذية البحوث والدراسات العلمية.
ولقد حظي المنهج العلمي والجوانب التقنية الفنية في تناول الموضوعات المختلفة بالاهتمام الكافي الذي يجعل من المشروع اضافة علمية تحظى باستحسان القارىء المختص وتثبت له ان العمل تم تنفيذه من قبل فريق من المختصين الضليعين بهذه المواضيع والقادرين على الحديث فيها من واقع خبرة وتجربة ومن خلال الرؤية العلمية الصحيحة.
الا انه على الرغم من هذا التوجه العلمي، فقد حاولنا الابتعاد ما أمكن عن الاسلوب العلمي المعقد والطرح الأكاديمي الجاف وتبنينا اسلوبا وسطا يجمع بين الدقة والعلمية واللغة الواضحة المبسطة والاسلوب الفني الرشيق, وبذلك لن تقتصر الاستفادة من مشروع الثقافة التقليدية على المختصين حسب، بل انه يخاطب جمهور القراء من عامة الناس ومن كافة الفئات.
وانصب حرصنا على تقديم المعلومات باسلوب شيق وكتابتها بلغة واضحة سلسة تجتذب اليها القارىء وتحبب اليه الموضوع وترفع من وعيه وتنمي ثقافته بهذا الجانب من جوانب المعرفة الانسانية, وأولينا الفنون التقليدية مثل فنون السدو والنحت والنقش والزخرفة الجبصية عناية خاصة, وتم توثيق هذه الفنون وتوضيحها باستخدام الصور المعبرة والرسوم الجيدة, لقد بذلنا كل ما في وسعنا ليخرج المشروع بكامل مجلداته في حلة قشيبة تزينها الطباعة الانيقة الراقية والاشكال الفنية البديعة والصور الجميلة المعبرة, نريده ان يكون حلية جمالية تزدان بها المكاتب والمكتبات وصالات الجلوس، ويجمع في طياته بين الفائدة العلمية والمتعة الفنية، ويجد فيه رب الاسرة مصدرا لتثقيف ابنائه, واخراج المجلدات على هذا الشكل البديع سوف يجذب القراء اليها ويشجعهم على تصفحها وسوف يجعل من المشروع معلمة حضارية تفتخر بها المملكة.
قمة فكرية
* هل تعتقدون فعلا ان هناك قيمة فكرية حقيقية ومردودا علميا للاهتمام بالثقافة التقليدية وتوثيقها؟
قد تكون الجزيرة العربية، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، من اغنى بلاد العالم من حيث غزارة مأثوراتها الشعبية وتنوع مادتها، ناهيك عما تتميز به ثقافتها من عمق تاريخي وامتداد جغرافي, واذا نحن تجاهلنا هذه الثروة الحضارية واهملناها فنحن الخاسرون، وسيأتي أناس غيرنا من الشرق والغرب يلتقطونها من مظانها لاحتضانها ودراستها, اذا أليس من الأولى ان نبادر نحن لرعايتها والحنو عليها وتبني حفظها وتوثيقها والالمام بها والتعامل معها بوعي ودراية؟ فنحن أحوج ما نكون اليوم الى فهم انفسنا وربط حاضرنا بماضينا.
الجديد
* لكن من المعروف ان هناك العديد من الجهات التي تهتم بثقافة المملكة وموروثاتها الشعبية فما الجديد في عملكم انتم؟
لاشك ان هناك شعورا عاما متناميا على المستويين الرسمي والشعبي بأهمية المأثور الشعبي وضرورة رصده والمحافظة عليه, ولعل خير مثال على ذلك المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي تقيمه في الجنادرية كل عام الرئاسة العامة للحرس الوطني, ان رعاية الدولة لهذا المهرجان وما يحظى به من حشود غفيرة من المواطنين والاجانب وما يلقاه من اقبال ملحوظ كل ذلك يوضح تعطش الناس هنا وتلهفهم الى معرفة حياة آبائهم واجدادهم، ورغبة التواصل مع الماضي العريق وقيمه الخيرة, هذا بالاضافة الى ما تبذله الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون من جهود ملموسة ومشكورة في هذا المضمار, وفي كل مناسبة وطنية واحتفال جماهيري نشهد حضورا مكثفا للفنون الشعبية بجميع اشكالها, كل هذه جهود تستحق الاشادة والتقدير وتدل على مدى تشبثنا بأصالتنا واعتزازنا بهويتنا وعلى مدى وعي المسؤولين وعامة الناس بضرورة الالتفات الى مأثوراتنا وثقافتنا الشعبية وتطويرها كوسائل للترفيه البريء ومنابع للابداع الاصيل لما لها من قيم معنوية وجمالية في نفوس الناس لكن هذه الجهود على اهميتها، وعلى الرغم من ايجابياتها التي تفوق الحصر، تبقى بحاجة الى الرصد العلمي الذي يرفدها والتوثيق الدقيق الذي ينسق مادتها ويعطيها طابع التراكم والاستمرار، ويلم شعثها ويجمع شتاتها في مرجع مكتوب يكون في متناول الجميع على مر الازمان، ويوفر للجمهور معلومات دقيقة موثوقة وافية ومدعمة بالصور التوضيحية عن جميع جوانب ثقافتنا التقليدية ومأثوراتنا الشعبية في مختلف مناطق المملكة.
ان مشروع الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية تتويج علمي وثائقي لهذه الجهود الخيرة وهذا الاهتمام المتنامي بثقافتنا الشعبية على مختلف القطاعات الرسمية والاهلية, وفي ذلك ايضا استجابة للتوصيات التي صدرت عن المحافل والندوات العديدة المنعقدة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية وفي مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية، وغيرها من الجهات المهتمة بهذا الجانب الحيوي من واقعنا الثقافي.
منهج
* وما المنهج الذي اتبعتموه في اعداد مجلدات المشروع؟
ميدان الثقافة الشعبية من الميادين التي لا يجدي فيها الاعتماد كليا على الخبرة الاجنبية، بل ان الاعتماد عليها بشكل مطلق قد ينتج عنه ابلغ الضرر ويؤدي الى اوخم العواقب, من هذا المنطلق فان طاقما سعوديا من اساتذة الجامعات والمتخصصين المتميزين وذوي الاهتمام يتولون مهمة اعداد مجلدات المشروع وكتابتها ومراجعتها وبذلك يتخذ العمل طابعا وطنيا خالصا نثبت من خلاله كفاءة الانسان السعودي, هذا طبعا لا ينفي الاستعانة ببعض الجامعات والكفاءات العلمية العربية والعالمية، ولكن بصورة مقننة وعلى نطاق يوجهه ويشرف عليه اعضاء هيئة التحرير السعوديون.
وقد استقر الرأي على تجزئة عناصر الثقافة الشعبية وتقسيمها الى مواضيع شبه مستقلة، بحيث يشكل كل واحد من هذه المواضيع مجلدا من مجلدات المشروع مثل مجلد الزراعة التقليدية ومجلد الالعاب الشعبية ومجلد العمارة التقليدية ومجلد القنص والصيد، وغيرها وتم تشكيل فريق تأليف من الاساتذة السعوديين من مختلف الجامعات لكتابة كل مجلد من مجلدات المشروع.
وقد جندنا للمشروع عددا ضخما من اساتذة الجامعات السعوديين والكتاب وأرباب القلم والمختصين ممن لهم اهتمام بتوثيق ودراسة مختلف مظاهر الحياة التقليدية وذلك للاستعانة بهم ليس فقط في عمليات التأليف وانما أيضا في عمليات التحرير والصياغة والمراجعة, كما يتعاون معنا في مهام التحرير طاقم ممتاز من الاساتذة الاكفاء من جنسيات عربية مختلفة اما التأليف فكنا حريصين جدا ان يكون المؤلفون والمراجعون كلهم من السعوديين لان الامر يتعلق بالثقافة التقليدية واهل مكة ادرى بشعابها اضف الى ذلك ان هذا المشروع وطني وينبغي ان ينفذ بأيد وطنية, كما اننا ارتأينا ان الفكرة ستكون محل ترحيب من الاساتذة السعوديين لانها سوف تتيح لهم منبرا من منابر البحث والتأليف التي يشتكون دوما من عدم توفرها لهم وقد اتاح لهم المشروع فرصة للمساهمة في خدمة وطنهم وتوثيق تراثه.
وبالاضافة الى جهود المؤلفين واعضاء هيئة التحرير فان لدينا شبكة واسعة من المراجعين ممن لهم اهتمام بالثقافة الشعبية بمختلف جوانبها والذين لم نتمكن من استكتابهم اساسا اما لكثرة مشاغلهم والتزاماتهم او لعدم رغبتهم في خوض تجربة التأليف, ومهمة المراجعين قراءة مجلدات المشروع وتنقيح مادتها الشعبية واضافة ما يستطيعون اضافته اليها ولاشك ان قراءة شيء مكتوب من اجل تنقيحه ودعمه بالتعليقات والاضافات اسهل بكثير من الكتابة نفسها واجدى في شحذ الذهن واستثارة الذاكرة لتجود بما تختزنه من معلومات, والكثير من الناس يحبذون ذلك اكثر مما يجيدون الكتابة ويفضلونه عليها وحيث تم اختيار المراجعين بعناية فقد اسهموا اسهاما ملموسا في الرفع من مستوى المجلدات وخصوصا المادة الشعبية, وقد حرصنا على اجتذاب مراجعين من مختلف مناطق المملكة وذلك من اجل تحقيق البعد الوطني الشمولي للمشروع وسوف تظهر اسماء هؤلاء على الصفحات الاولى من كل مجلد من مجلدات المشروع اعترافا بفضلهم وتقديرا لجهودهم.
طريقة
* هل لنا ان نعرف الطريقة التي يتبعها كل فريق في اعداد المجلد المناط بهم كتابته؟ اي كيف يتم تناول الموضوع؟
عند النظر الى مجلدات مشروع الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية يلاحظ اننا لم ندخر جهدا في التأكد من دقة المعلومات العلمية وصحتها ومحاولة ربطها بالنظرة التقليدية والمعارف الشعبية, ثم ان هذه المعلومات لابد ان تصاغ بلغة سهلة رشيقة واسلوب واضح مشرق بعيد عن التعقيد والجفاف العلمي, كما بذلنا محاولات جادة لتتبع الموضوع جغرافيا وتاريخيا ورصد ما يتعلق به من معارف تراثية كلاسيكية من اجل ربط تقاليد الماضي بتقاليد الحاضر وكذلك ربط المملكة ببقية ارجاء الوطن العربي وبلاد الشرق, مثلا تتبع ظاهرة ما من العصر الجاهلي حتى الآن لنبين ان ما يتعلق بها من معارف ومعتقدات تقليدية ومصطلحات لغوية ليس الا استمرارا لما كان عليه الحال في الازمنة القديمة وانه لا انفصام بين الثقافة العربية الكلاسيكية وبين ما يطلق عليه الآن الثقافة الشعبية, كما يمكن تتبع الظاهرة بمختلف تجلياتها عبر المنطقة العربية للتأكيد على ان الثقافة العربية الشعبية عامل توحيد ثقافي واجتماعي وليست عامل فرقة وتشرذم.
والمهم طبعا هو تغطية الجانب الشعبي التقليدي في كل مجلد بشكل جيد ومكثف بحيث يتم توثيق كل ما يتعلق بالموضوع من معارف شعبية وممارسات وخبرات، وخصوصا تلك التي يتوارثها من لهم علاقة مباشرة بمناشط الحياة التقليدية من اطباء شعبيين وبنائين ومزارعين ورعاة وصيادين وغيرهم من منتجين ومستهلكين, ويشمل ذلك التركيز على ما يدور حول ذلك من معتقدات وعادات وتقاليد وأمثال وأشعار وطقوس وأهازيج وما شابه ذلك من استعارات ومجازات وأساطير وحكايات ومرددات واشعار شعبية وفنون قولية، اضافة الى المصطلحات الفنية التقليدية والمسميات الدارجة والتعابير الشائعة في كل بيئة محلية والتي يستخدمها عامة الناس واصحاب المهن والحرفيون التقليديون عند الحديث عن مهنهم وما يتصل بها من نشاطات ومهارات ومعدات ومواد اولية كما يشمل ذلك حصر الادوات والتقنيات المستخدمة واساليب الانتاج والتوزيع والمواد الضرورية على ان يتم دمج هذه المادة الشعبية مع بقية مواد المجلد بشكل عضوي متماسك ويتم سبكها وصياغتها باسلوب رصين, وينبغي التأكيد على ان الجانب الشعبي التقليدي هو بيت القصيد ولب الموضوع في كل مجلد من مجلدات المشروع وينبغي ان يحظى بالاهتمام الكافي وان تشكل مادته نسبة عالية في محتويات كل مجلد.
كما ان تناول الموضوع يتضمن تطبيق المقترب الايكولوجي، أي دراسة الخصائص التي تساعد على التكيف مع طبيعة الصحراء ومع النظم الاجتماعية والقيم الثقافية السائدة في جزيرة العرب, بمعنى كيف تتكيف مختلف الحيوانات والنباتات مثلا لبيئة الصحراء الجافة او كيف تشيد البيوت بما يتناسب مع مناخ الصحراء الحار ومع المواد الخام المتاحة ومع طبيعة التنظيم الاجتماعي الذي يقضي مثلا بعزل النساء عن الرجال.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved