Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



التحليق في فضاءات الشعر
رؤى وانطباعات حول أمسيات الشعر الشعبي في الجنادرية

* كتب: أحمد الناصر الأحمد
أخذ الشعر الشعبي منذ أربع سنوات موقعاً زمنياً ومكانياً جيداً في جدول البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.
هذا التحول الجاد والمفيد جاء بعد الاجتماع الهام الذي تبناه ودعا إليه الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز,, وحضره جمع كبير من الشعراء والإعلاميين والمهتمين منذ ذلك الاجتماع والشعر الشعبي ينال الكثير من الاهتمام والعناية وما تشكيل لجنة خاصة به إلا ترجمة صادقة من أجل النهوض به كجانب مهم وفاعل من ثقافتنا الشعبية.
ولأن أول الغيث قطرة, فقد تم نقل أمسيات الشعر الشعبي إلى داخل مدينة الرياض حيث أقيمت أولاها في قاعة كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني,, لتنتقل بعد ذلك إلى قاعة الملك فيصل في فندق الانتركونتننتال ليقف جنبا إلى جنب مع بقية الفعاليات والمناشط الثقافية الأخرى التي يهتم بها المهرجان ويحضرها ويشارك بها نخبة مميزة وكبيرة من المثقفين والمفكرين والأدباء والإعلاميين من جميع أنحاء العالم.
حينما وجد الشعر الشعبي هذا الاهتمام والدعم من المسؤولين في الحرس الوطني وفي مقدمتهم الأمير متعب بن عبدالله أطل بوجهه البهي وقامته الرفيعة من على منابر هذا المهرجان الهام ليثبت للجميع أنه جدير بالحفاوة ولفت الأنظار إلى الكثير من نماذجه المضيئة والسامقة,, فقدم الشعراء الشعبيون من سعوديين وخليجيين وعرب قصائد مسكونة بالإبداع مطرزة بالجمال معشبة الشعر وسيكون مستقبل هذا الشعر مزهرا وممطرا طالما الأيادي المعطاءة الكريمة تحفه وتدعمه لكي يأخذ موقعه المناسب كمنجز ابداعي شعبي يتعاطاه السواد الأعظم من الناس انشادا وتفاعلا واستمتاعا.
وجاء المهرجان الوطني الخامس عشر للتراث والثقافة وأعلن الأمير متعب بن عبدالله عن أمسيات الشعر الشعبي وفرسانها لهذا العام,, وكانت البشرى كبيرة جدا فختام أمسيات الشعر الشعبي سيكون مسكا وابداعا وتميزا وشعرا,, وفارس الختام هو فارس القصيد الأمير الشاعر خالد الفيصل وحضر أبو بندر ذلك المساء فعطر الحضور والمتابعين بالشعر الرائع الذي نحبه ونبحث عنه ولا نجده إلا لدى دايم السيف.
أذكر ذلك المساء البهيج جيدا,,أذكر جيدا ذلك الحضور الكبير المتفاعل مع كل رائعة يطرحها الأمير الشاعر خالد الفيصل,, لكن ما الذي حدث قبل هذه الأمسية المتميزة؟
مازلت أذكر,, وتذكروا معي, مساء الخميس 4/11 كان لعشاق الشعر الشعبي موعداً من انطلاق فعاليات ضمت الأمسية الأولى شاعرين من شعرائنا المعروفين تتفاوت عطاءاتهما الى حد ما كماً وكيفاً رغم الإحساس بشيء من التشابه في بعض منجزهما الشعري,, وكلاهما اضاف الى رصيدهما الشعري عطاء صحفياً متميزاً يحسب لهما, الشاعران هما ناصر السبيعي رئيس تحرير مجلة المختلف, والحميدي الحربي رئيس قسم الادب الشعبي في جريدة الجزيرة ، شاركهما وهج الشعر في ذلك المساء شاعران شابان يملكان الكثير من الشعر الحقيقي, هما الشاعران عبيد الأزمع وطلال صالح العتيبي واعتذر عن الأمسية الشاعر المعروف عواد الطوالة لتواجده خارج المملكة في مهمة عمل.
قدم شعراء ذلك المساء نماذج منتقاة لتجربتهما الشعرية,, وهي طويلة بالنسبة للسبيعي والحربي مقارنة بزميليهما الأزمع والعتيبي القى الشاعر ناصر السبيعي قصائد متنوعة واءم فيها بين التقليدية والتجديد والعمودية والتفعيلة واستطاع ان ينقل لنا جزءاً هاماً من تجربته الابداعية,, في حين قدم الشاعر الحميدي الحربي عدداً من قصائده العمودية المتكئة على تقليدية محببه اشتهر بها الحميدي ولا ادري لماذا اغفل السبيعي والحربي,, وخصوصاً الاخير عدداً من نصوصهما ذات الصدى القوي والحضور الفاعل لدى المتلقي وأظن ان عامل الوقت القى بظلاله على كافة الشعراء.
الشاعر عبيد الأزمع صافح الحضور بتمكن من خلال صوت معبر وموصل واعتمد على تكثيف الصورة وفلاشية العبارة وتقاسم كعكة النجاح باقتدار مع بقية زملائه بينما جاء الشاعر طلال صالح العتيبي, وهو شاعر متمكن ذو عطاءات متواصلة يحمل في زوّادته الكثير من القصائد الجميلة,, وللأمانة فطلال لم يكن في ذلك المساء في احسن حالاته,, نجحت الأمسية الأولى بأضلاعها الأربعة وكان الشعر حاضرا ومفرحاً رغم كل ماقيل وما سيقال حولها!
مساء الجمعة 5/11 كنا على موعد مع الأمسية الثانية رغم ان النقاش لم ينته بعد حول مجريات الأمسية الأولى.
سألني اكثر من زميل ماذا تتوقع للأمسية الثانية؟ اجبت هي امسية خارج التخمينات معتمداً في ذلك على النسيج الغريب في تركيبة فرسانها فخالد المريخي شاعر يملك جماهيرية كبيرة يعتمد عليها ويعتد بها كثيراً وهذا حق مشروع له وعبدالله عبيان اليامي شاعر وشاب شق طريقه بقوة له عطاءات جميلة وصوت معبر وموصل وردة السفياني شاعر يخلص للشعر كثيراً,, قيل لي ان حضوره على المنبر جيد واقتنعت بما قيل لي بعد ان شاهدته وسمعته وهو اكثر شعراء ذلك المساء التحاماً بالشعر, والشاعر مساعد الشمراني يمتلك تجربة ممتدة وجيدة في القصيدة النبطية رغم انحيازه مؤخراً للأغنية والشاعر المصري المتميز سيد حجاب الذي تمنيت ان تكون البداية له فهو اكبر الشعراء سناً واقدرهم تجربة وشعره مختلف تماماً عما سيطرحه الشعراء الأربعة.
بدأت الأمسية ولم يكن في القاعة شخص واحد يجزم بنجاح رهانه منذ البدء.
جاء عبدالله عبيان,, وجاءت البداية قوية وواثقة,, واتضح جلياً انه سيفعل شيئاً غير عادي في الأمسية,, وبالفعل قدم اليامي الشيء الكثير من الشعر عمودي وتفعيلة وكسب الجمهور لدرجة لافتة,, وكان في ابهى حالاته,, واشتعل ذلك المساء منذ البداية,, وجاء الدور على ردة السفياني فنثر الشعر الجميل والجيد ومد خيطاً سحرياً بينه وبين الحاضرين فصفق الجمهور احتراماً له وماقدمه وكلاهما يليق به التصفيق,, ولم يكن الشاعر العذب, مساعد الشمراني في حضوره الكامل رغم تميز العديد من قصائده ومازلت,, حتى هذه اللحظة أتساءل عن كم جيداً من نصوص مساعد لم يقدمها في تلك الأمسية,, على كل نجح مساعد ولكنني كنت اتوقع له نجاحا أكبر.
وجاء خالد المريخي,, وخالد يتكئ على جماهريته كثيراً وقدم نصوصاً جميلة منتقاة اجاد في مسرحتها فحاز على تصفيق الحضور كثيراً,, ليعلن بعدها الشاعر سيد حجاب أنه في ورطة وبالفعل كان صادقاً فيما قال!! قدم سيد عدداً من القصائد الجميلة تفاعل معها الجمهور,, وكان سيد ذكياً في التعامل معهم.
شهدت هذه الأمسية ميلاد شاعر منبري جماهيري خطير اسمه عبدالله عبيان اليامي حيث نافس الشاعر خالد المريخي بقوة وانتهت الأمسية دون ان يجزم احد من الحضور ايهما أكثر جماهرية عبدالله ام خالد!!, بينما جاء ردة السفياني بأجمل الشعر وأعمقه ونجح كثيراً في مسعاه,,ذكرت بان مساعد لم يكن في افضل حالاته رغم نجاحه في تقديم العديد من القصائد المحببة للجمهور وكذلك القصائد ذات الطابع الانساني,,جاءت الأمسية الثانية افضل من الأولى من حيث الحضور الجماهيري وتنوع الطرح ,, وامتدت لأكثر من ساعتين.
إضاءات:
* قدم الأمسيات الإعلامي المعروف جابر القرني بخلطة رائعة جمعت بين التميز والذكاء والانصاف.
* ادار الأمسية الأولى الشاعر الإعلامي عبدالله الاسمري نجح كثيراً حينما تحدث قليلاً ومنح كل الوقت للشعر.
* ادار الأمسية الثانية الإعلامي الشاعر سلامة الزيد.
سلامة قال كلاماً جميلاً لكنه أطال فكاد ان يفسد الأمسية.
* الكثيرون يتمنون ان تقتصر الأمسيات القادمة على ثلاثة شعراء.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved