Thursday 24th February,2000 G No.10010الطبعة الاولى الخميس 18 ,ذو القعدة 1420 العدد 10010



وليتك تسلم ,,,!!

لا شك أنك كانسان عادي مسالم يريد ان يحيا بسلام، لا شك انك تضحي بأمور كثيرة على حساب نفسك من أجل شراء سعادتك وراحتك مهما كلفك ذلك!
تضحي بأشياء كثيرة لا يضحي بها الآخرون من اجل ان تعيش لحظات حلوة مع الصفاء الذي طالما حلمت به ومع الود الذي طالما اشتقت اليه، ومع الحنان الذي طالما حرمت منه وليتك تحصل على ما تريد بل ليتك تسلم من ألسن الناس التي لا ترحم.
تضحي بكل شيء من اجل شيء ما او انسان ما يعني لك الكثير، وربما تخسر الكثير ممن هم حولك في سبيل ان تحظى بخصوصيتك، ومع ذلك ترضى بما انت فيه، وربما قلت في نفسك الحمد لله فليس لأحد عليَّ شيء ولكن رغم تضحياتك الكبيرة والمتواصلة لاتسلم! لا يرضى عنك من حولك لا يدعوك وشأنك ولسان حالك يقول:
وماذا بعد؟ ماذا يريد الناس مني ماذا يمكنني ان أقدمه اكثر مما قدمته والى متى أظل اشعر بهذا الشعور المؤلم والمحبط في آن واحد؟ متى؟ ولم يظل مصدر هذا الالم هو اقرب الناس؟ لم؟ انت في داخلك في قرار نفسك تريد ان تعيش في سلام، بعيدا عن ضوضاء القيل والقال تريد ان تعمل بجد,,, ولكن!
تريد ان تسكن مع الهدوء وان تستمتع بصوته اللا مسموع! تريد ان تتحدث لفضاء صامت كي تسمع صوتك يعود اليك من جديد وكي تشعر ان رسالتك وصلت الى حيث تريدها ان تصل تريد ان تستمتع بالاجواء الحلوة التي انت فيها وبكل ما فيها لأن هذا هو ما تريد وهذا هو ما تتمناه وتحلم به دون منغصات حياتية تفسد عليك متعتك.
تشعر أن بين يديك جوهرة ثمينة نادرة حصلت عليها بصعوبة، تريد أن تحافظ عليها، أن تبقيها بين يديك، ان تستمتع بجمالها ولكنك في نفس الوقت تتضايق جدا لدرجة الالم حينما تعلم ان هناك من ينافسك عليها، بل حينما تعلم يقينا أنك بدأت تفقد هذه الجوهرة الغالية من بين يديك,تتألم كثيرا حينما تبدأ ترى بعينيك ان هناك من يحاول انتزاعها منك بكل الوسائل المباشرة وغير المباشرة من يريد ان ينهي هذه العلاقة الطاهرة السامية في لحظة وكأن شيئا لم يكن! لا شيء سوى انه يستكثرها عليك وأنت من انت في التضحية والبذل والعطاء! ومكمن ألمك أنك على يقين بأن تلك الجوهرة النادرة هي الاخرى تحبك كما تحبها وربما اكثر لأن ما بينكما من علاقة طاهرة متينة اقوى من ان تنكسر أمام اول صخرة تسقط عليها او تتعثر أمام اول عائق في طريقها او تتأثر من اقوال الحاقدين والحاسدين, نعم هي اقوى من كل ذلك، أتعلمون لماذا؟ لان الحب الحقيقي الصادق لا ينتزع من القلب الصادق لمجرد ان الآخرين يريدون ذلك، ولا يتبدل لمجرد ان يتلفظ به صاحبه لان غيره يريد ذلك وأجبره عليه.
بإمكانك كانسان جرب معنى الحب الحقيقي بامكانك ان تقول لمن تحب تحت ظروف قاهرة بإمكانك ان تقول له، لا احبك لقد انتهى ما بيننا انس شيئا اسمه انا ، ولكن قلبك يتقطع حسرة وانت تلتفظ بتلك الكلمات القاسية التي لا تخرج منك لانسان العادي فكيف لهذا الانسان الذي له منزلة خاصة لديك؟!
بامكانك ان تقابله في الطريق، وان يلامس كتفك كتفه فتشيح بوجهك عنه او تسلم عليه من بعيد وبشكل عابر ولكن لسان حالك يقول: اعذرني يا اعز الناس فلا اريد ان اخسرك اكثر من ذلك اما انت فقد تتضايق وتتساءل وتستغرب وتتألم من هذا التحول الغريب في علاقتكما وهذا الصد الواضح الذي يجرح المشاعر والكبرياء! وهذا شعور طبيعي لا تلام عليه ولكن أيهما افضل تحت هذه الظروف الصعبة التي تعيشها انت وهو ايهما افضل ان تخسره نهائيا او جزئيا؟ ايهما افضل ان يقف عليك ويقول لك انس كل شيء كان بيننا، ام ان تراه بعينك وتسمع صوته وتطمئن عليه؟إنه شعور صعب ولا شك في كلا الحالين، ولكن ماذا تفعل في مجتمع قاس لا يرحم؟ ماذا نفعل مع اناس لا تقدر معنى العلاقة العفيفة الطاهرة؟ ماذا نقول لأناس لا تريد ان تسمع سوى ما تريده حتى لو كان هو الخطأ نفسه؟!
ان اصعب ما في هذه المواقف القاسية، هو انها قد تفقدك ثقتك بنفسك! قد تشعرك بانك لا شيء قد تجبرك ان تتساءل من جدوى مبادئك الانسانية التي طالما تمسكت وناديت بها ويزداد الالم حينما يكون نمط شخصيتك من ذلك النوع الكتوم جدا الذي لا يتكلم كثيرا ولا يعلّق كثيرا بل يحتفظ بأسراره وحده حتى لو كانت ليست اسرارا بالمعنى الصحيح, وهذا نمط من انماط الشخصية كغيرها من الشخصيات الاخرى ولكن مشكلة هذا النوع من الشخصيات انه يساء فهمه من قبل الكثير من الناس وبالذات ممن هم حوله خاصة اذا كانوا منفتحين.
وهذا صحيح الى حد كبير لانهم حينما يتحدثون معه عن علاقاتهم وتجاربهم باستمرار ولايبادلهم الشيء نفسه، فانهم قد ينظرون اليه نظرة مختلفة ملؤها الشك وهذا ليس بالضرورة ان يكون صحيحا! ولكن هكذا هم الناس وهكذا هي الحياة.
ولمثل هذا الانسان نقول انك لست على خطأ وكون الناس ينظرون اليك بنقص او بشكل مختلف فهذا لا يعني انك كذلك.
انت تريد ان تكون اقوى ممن هم حولك لا بأس ولكن اولى الخطوات هي معرفتك اخطاءك السابقة او نقاط ضعفك ومن ثم استخدامها كسلاح للمواجهة لأننا بالفعل نحتاج في هذه الحياة -وبالذات في هذه الايام- نحتاج اسلحة من نوع معين تعيننا على مواجهة الآخرين ومعرفة كيفية التعامل معهم والتصرف في المواقف غير المتوقعة التي تسبب لنا ازمات خانقة تعيقنا عن اداء دورنا الاجتماعي الطبيعي كما يجب وثق ان هناك من هو بجانبك ومن هو خلفك ومن هو امامك، بل هناك من هو بعيد عنك ويدعو لك المهم ألا تشعر انك بمفردك فأنت لم تكن كذلك يوما ما ولن تكون بإذن الله.
* همسة *
احببتُك بصدق,.
حينما وجدت فيك نفسي,.
أحببتك بعمق,.
حينما رأيت فيك ما اريد,.
احببتك بتلقائية,.
حينما لم أر حولي سواك,.
احببتك باخلاص,.
حينما وجدتك دليلي للخير,.
***
فكم اراحتني كلماتك,.
وكم اسعدتني همساتك,.
كم سحرتني نظراتك,.
وكم أسرتني ابتساماتك.
بل كم ابكتني عباراتك.
وكم آلمتني آهاتك!
***
كم شعرت ان الدنيا.
ملكي أنا وحدي!
حينما وجدت ضالتي فيك,.
حينما وجدت أماني معك بعد الله,.
حينما بادلتني مشاعري.
بمشاعر أرق,.
وحينما بادلتني عواطفي.
بعواطف أعذب,.
وحينما أشعرتني,.
أنني لم اكتشف من الجمال,.
سوى القليل!
ولم أر من الدلال.
سوى اليسير!
وان هناك الكثير والكثير!
***
أبعد هذا تتركني؟!
تتخلى عني؟!
تفرط بي؟!
تتغير علي؟!
ولم ,,,؟ لأن الآخرين يريدون ذلك؟
***
وماذا اقول لمشاعري؟
أأصارحها وأقول لها:
تركك لأنه انتهى دورك؟
قاطعك لأنه وجد غيرك؟
ماذا أقول؟
***
كيف أقنع عواطفي,.
أن تسلِّم ما لديها,.
أعزَّ ما لديها,, بكلتا يديها؟
***
كيف أقول لها؟
كيف أقنعها؟
أن هذا ما يريده الناس؟
كيف؟ كيف؟
د, فهد حمد المغلوث

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved