Thursday 24th February,2000 G No.10010الطبعة الاولى الخميس 18 ,ذو القعدة 1420 العدد 10010



في انتخابات تفوق فيها أنصار خاتمي بالأغلبية
الشعب الإيراني عبَّر عن رغبته في التغيير والخروج من العزلة

* طهران الوكالات
الانتخابات الإيرانية التي جرت يوم الجمعة الماضية جاءت نتائجها كما توقعها المحللون والمراقبون وكما يأملها الشعب الإيراني فقد جاءت النتائج في صالح الاصلاحيين الذين حصلوا على الاغلبية المطلقة في مجلس الشورى الايراني بفوزهم بما بين 150 170 مقعدا من مقاعد مجلس الشورى التي يبلغ عددها 290 مقعدا,.
الشعب الإيراني عبر عن ارادته في اجراء المزيد من التغييرات في الحياة سياسيا واقتصاديا وثقافيا من خلال تصويت الناخبين للمرشحين الاصلاحيين.
ولكن ما هي الخطوات التي سيتخذها الاصلاحيون لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الإيراني لاشباع مطالبهم المكبوتة منذ سنوات بإحداث تغيير سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي عميق في البلاد؟,, هذا على الصعيد المحلي,, أما على الصعيد الخارجي فإن الامور تتعلق بنقل إيران من عزلتها الدولية بتعزيز علاقاتها مع محيطها الخليجي والإسلامي ومن ثم الدولي لتعود إيران الى ممارسة دورها في كافة المجالات الدولية بعد ان ظلت تعاني العزلة والتقوقع داخل محيطها الداخلي بسبب ايدلوجيات تمسك بها النظام في إيران خلال العقد الماضي لم يكسبها الا فقدان العلاقات مع العديد من الدول في العالم ولاسيما دول منطقة الخليج العربي,.
على الصعيد الداخلي يرى المحللون ان تحويل التعويض الذي حصل عليه الاصلاحيون من الناخبين الى اصلاح جوهري داخل النظام سيكون اصعب بكثير,, فهذا المعلق والمحرر الصحفي الإيراني سعيد ليلاز يقول اذا كان التصويت في عام 1997 لصالح خاتمي تصويتا من اجل التغيير فإن التصويت هذه المرة كان من اجل الاسراع بوتيرة التغيير ولاظهار الناخبين استياءهم من الوتيرة الراهنة .
ويرى ليلاز ان الاصلاحيين لن يستطيعوا الاستجابة لكل مطالب الشعب الايراني الا اذا تفوقوا على الرئيس خاتمي باعتباره زعيما لحركة الاصلاح.
والاصلاحيون القادمون بعيدون عن وحدة الموقف خاصة فيما يتعلق بالقضايا الساخنة مثل الحريات المدنية وتدخل الدولة في الحياة الشخصية.
علاوة على ذلك فإن البرلمان ليس الا هيئة واحدة فقط من بين عدد من الهيئات المتنافسة التي لا توجد حدود دقيقة تفصل بين السلطات التي تتمتع بها.
ومن الناحية الواقعية فإن البرلمان ليست له سلطة على القوات المسلحة او اجهزة الامن او على خطباء المساجد الذين يتمتعون بنفوذ واسع، فكل هؤلاء عبارة عن مراكز سلطة مستقلة تخضع لسيطرة المحافظين.
وقال بهزاد نبوي وهو اصلاحي بارز سجل اداء حسنا في الانتخابات في طهران للصحفيين انه يتعين على معسكر خاتمي ان يتجنب احباط الناخبين بالاسراف في الوعود.
واضاف انه يتعين علينا ألا نسعى لوضع برامج غير المألوفة وألا نوجد آمالا عريضة بين الناس ,
لكن هذا قد لا يكون سهلا، فقد ادارت جبهة المشاركة الإسلامية الايرانية التي تعد الائتلاف الاصلاحي الرئيسي والتي يقودها شقيق الرئيس الايراني حملتها الانتخابية تحت شعار ايران لكل الايرانيين ، وهذا الشعار يمثل وعدا واضحا بتحقيق التعددية في البلاد على المستويات الدينية والاجتماعية والسياسية.
ونشرت الجبهة كذلك بيانا طموحا وشوهد الناخبون في كل انحاء ايران في مراكز الاقتراع وهم يمسكون بقوائم مرشحي الجبهة اثناء الادلاء بأصواتهم.
ويتمثل محور برنامج الجبهة الذي يعد انعكاسا لذلك الذي يتبناه الرئيس خاتمي في اقامة مجتمع مدني حقيقي وحكم القانون داخل النظام الإسلامي القائم في البلاد.
كما وعدت الجبهة ايضا بتوسيع نطاق الحرية الشخصية ووضع نهاية فعلية لرقابة الدولة على الصحف والفنون وارساء ديمقراطية شعبية.
ومن شأن تطبيق هذا البرنامج ان يؤدي الى اضعاف المؤسسة الدينية الحريصة على الاحتفاظ باحتكارها الفعلي للسلطتين الدينية والسياسية.
وفي طهران البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وحيث كان المرشحون يتنافسون على 30 مقعدا، انتخب رئيس لائحة الاصلاحيين شقيق الرئيس الايراني، محمد رضا خاتمي، من الدورة الاولى.
واحتل محمد رضا خاتمي (40 عاما) وهو طبيب، المرتبة الاولى في العاصمة الايرانية، وهو احد 26 مرشحا انتخبوا من الدورة الاولى في طهران بحصولهم على اكثر 25% من الاصوات.
وبعد محمد رضا خاتمي تم خصوصا انتخاب جميلة كاديوار زوجة وزير الثقافة عطاالله مهاجراني متقدمة على هادي خامنئي شقيق مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
كما انتخب من الدورة الاولى ايضا علي نوري شقيق وزير الداخلية السابق عبدالله نوري الذي سجن بعد ادانته بتهمة بث دعاية مسيئة للإسلام .
رافسنجاني يخوض الدورة الثانية من الانتخابات
في المقابل سيضطر هاشمي رفسنجاني الذي حل في المرتبة السابعة والعشرين لخوض الدورة الثانية المقررة في نيسان/ابريل.
أما ابنته فايزة هاشمي فخرجت من الدورة الاولى بحلولها في المرتبة السابعة والخمسين.
وسيخوض نائب رئيس البرلمان المنتهية ولايته المحافظ حسن روحاني الدورة الثانية ايضا.
وانتخب رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي زعيم اليسار الراديكالي المقرب من الرئيس خاتمي، بصعوبة.
وانتخبت ست نساء في طهران.
وبين المرشحين ال26 الذين فازوا من الدورة الاولى في طهران ثلاثة رجال دين: فبالاضافة الى كروبي الامين العام لجمعية علماء الدين المجاهدين راديكالي اصلاحي انتخب محمد دعائي النائب ورئيس صحيفة اطلاعات معتدلة ومجيد انصاري النائب ورئيس الاقلية الاصلاحية في مجلس الشورى.
وبين الفائزين اربعة نواب من المجلس المنتهية ولايته، وتجدر الاشارة الى ان وحيدة طالقاني ابنة محمود طالقاني احد اكبر رجال الدين شعبية في ايران الذي توفي غداة الثورة الإسلامية، انتخبت بسهولة.
كما انتخب احمد برقاني رئيس تحرير وكالة الانباء الايرانية الرسمية سابقا والنائب السابق لوزير الثقافة، بفضل شعبيته في صفوف الشباب ولاسيما الطلاب.
وكان فوز الاصلاحيين ساحقا بشكل خاص في مدن البلاد الرئيسية: اصفهان وسط وشيراز جنوب واهواز جنوب غرب فضلا عن مشهد شمال شرق وهي مدينة شيعية عدد سكانها ستة ملايين نسمة التي كانت حتى الآن معقلا للمحافظين وحيث فاز انصار الرئيس خاتمي بالمقاعد الخمسة كلها.
ويرى المراقبون انه يفترض بالرئيس الإيراني محمد خاتمي ومجلس الشورى الجديد المؤيد له الآن تطبيق الاصلاحات التي يتوق اليها الشعب الايراني.
الكرة في ملعب الإصلاحيين
ويقول اخصائي علم الاجتماع قاسم قردواني لقد فازوا، والشعب منحهم ثقته والكرة باتت في ملعبهم الآن، ومحكوم عليهم تلبية الآمال الكبيرة الموضوعة فيهم .
ويضيف قائلا المهم ان يتمتع المجتمع بحرية اكبر، وقد انتخب خاتمي لهذه الغاية العام 1997، وحقق شقيقه محمد رضا فوزا ساحقا في طهران خلال الانتخابات التشريعية للاسباب ذاتها .
ويعتبر الخبير السياسي ايراج رشتي وهو معارض للشاه ودعم قيام الجمهورية الإسلامية، ان اخفاقهم سيكون خطرا جدا، فهم فرصة الجمهورية الإسلامية الاخيرة, الشعب كل الشعب وضع ثقته فيهم، حتى اليمين الذي اقر بهزيمته بروح رياضية ، ومضى يقول الاخفاق سيشكل كارثة .
واعتبر وزير الداخلية الإيراني السابق عبدالله نوري ان نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية تضمن مستقبل النظام الإسلامي .
وعلى الصعيد الخارجي كان لنتائج الانتخابات الإيرانية صدى واسعا حيث وجدت ترحيبا دوليا واسعا وارتياحا في الاوساط السياسية التي رأت ان توجه الشعب الإيراني على هذا النحو يؤكد عزمهم على الخروج ببلادهم من العزلة الدولية والانخراط في المجتمع الدولي,.
فوز الإصلاحيين سينعكس على علاقات إيران الدولية
ويرى المراقبون ان فوز الاصلاحيين في الانتخابات سينعكس ايجابا على علاقات ايران مع معظم دول العالم ولاسيما دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تأمل في حل المشكلات العالقة مع ايران وخاصة قضية جزر الإمارات الثلاث، ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغري التي تحتلها إيران.
وطالب احد الخبراء السياسيين دول مجلس التعاون بقراءة واعية وموضوعية لما يجري من متغيرات مهمة في بنية النظام السياسي في ايران.
وقال ان ما يلفت الانتباه بالنسبة للانتخابات الراهنة هو نسبة المشاركة العالية جدا في عملية التصويت الذي يشير الى تفاعل قوي بين الشعب الايراني ونظامه السياسي .
وتوقع حصول تغييرات مهمة في شبكة العلاقات الايرانية الاقليمية والدولية الامر الذي سينعكس بدوره على علاقات ايران بدول المنطقة.
وفي الوقت الذي ربط فيه مسؤولون خليجيون حصول تقارب اكثر بين دول المجلس وايران بتحقيق انفراج في النزاع المستمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة وايران على الجزر الثلاث، قال مسؤول خليجي آخر نأمل ان تؤدي نتيجة الانتخابات الى فتح حوار مع دول مجلس التعاون بخصوص قضية الجزر الإماراتية .
ورأى محلل سياسي خليجي ان فوز الفريق الاصلاحي الذي يقوده الرئيس محمد خاتمي سيسهل بالتأكيد توثيق العلاقات الإيرانية مع دول المجلس.
ردود فعل دولية
على الصعيد الدولي رحبت الدول الغربية بفوز الاصلاحيين في الانتخابات الايرانية التي رحبت به ايضا الدول المجاورة لإيران وان كان بشكل اقل مفضلة انتظار نتائج التغييرات المنتظرة من الاغلبية الجديدة في مجلس الشورى الإيراني.
واعربت عواصم كبرى الدول من موسكو الى واشنطن عن ترحيبها بهذا المؤشر المشجع للديمقراطية وبالخطوة الايجابية في الاتجاه الاصلاحي وبتعزيز الديمقراطية المنبثقة عن الجولة الاولى في الانتخابات التشريعية التي منحت اغلبية ساحقة للاصلاحيين الموالين للرئيس محمد خاتمي في مجلس الشورى.
وفي لشبونة اعتبر وزير الخارجية البرتغالي جايمي غاما بصفته رئيسا لمجلس وزراء الاتحاد الاوروبي ان نتائج الانتخابات في ايران تشكل خطوة ايجابية على طريق الاصلاحات
وقال غاما أمام الصحافة هناك بالطبع الكثير للقيام به في ايران لكن المؤشرات التي اصدرها الشعب خلال هذه الانتخابات مهمة جدا لتبرر طريق الاصلاح .
وتابع انه سيكون لدى الاتحاد الاوروبي فرصةبحث هذا الوضع الجديد في ايران بشكل موسع خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى لشبونة في موعد لم يحدد بعد.
وفي برلين رحبت الحكومة الالمانية بفوز الاصلاحيين في ايران واعتبرته مشجعا وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية انه اشارة مهمة ومشجعة لتعزيز الديمقراطية في ايران .
واضاف ان الوزارة تقوم بتحضيرات ملموسة لزيارة وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى ايران التي سيعلن موعدها في الايام المقبلة.
في انقرة قال رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد أمام الصحفيين انني حريص على تهنئة النساء والشباب في ايران الذين صوتوا لصالح اليسار الاصلاحي .
وتابع آمل في ان تعود الحقبة الجديدة في ايران بالفائدة على كل العام الإسلامي بما فيه تركيا .

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved