Thursday 24th February,2000 G No.10010الطبعة الاولى الخميس 18 ,ذو القعدة 1420 العدد 10010



بيننا كلمة
سلطانة الورد
د, ثريا العريّض

الورود التي أرسلتها يسمونها علمياً سلطانة ,.
صديقتي سلطانة باحت لي ذات يوم بأن معجباً مجهولاً يرسل إليها باقة زهور كل ليلة رأس السنة,, منذ سنوات لا تذكر عددها,, حظيظة سلطانة تبدأ العام متدثرة بدفء الحب.
ربما كان مثل هذا اليوم قبل سنوات عديدة لا أجزم عددها بالضبط يوم اكتشفت أنك دخلت وجودي,, واحتللت كافة مساحاته العذراء,, فتبرعم حديقة ورد مفعمة بعطر سرمدي,,وحظيظ كل من يهديه حبيب معلوم أو مجهول باقة حب,, وروداً ضاحكة جريئة,, أو قصيدة عشق مختلفة,, أو همسات صادقة بلثغة لا تلتبس من لغة الغير ولا تقتبس منها.
***
لم يكن عبثاً باللغة,, ولا توظيفا للكلمات ما نطقته بكل يراع مادي أو معنوي,, وكم يسعدني أن أسمع اليقين منك غير ملتبس بالشك في حقيقتنا الجوهرية,, نحن أحق بورد الحب لا ألم الشوك.
منذ البدء,, قرأت في شرفات عينيك تلك الرسالة البليغة والسؤال الأزلي الانتظار: أهي أنت إذن من كنت موعوداً بها منذ اكتشفت أن هناك من انتظر وصولها ليكتمل وجودي؟
وكلماتك لنفسك لم تختلف عن كلماتك لي: من تكون هذه الغريبة التي تسللت دون إذن لتتدفأ بنبضات يقيني واشتياقاتي؟
سمعت يومها أفكارك دون أن تصوغها صنعة كما يفعل الآخرون,, وما زلت أسمعها.
لنا اليوم لغة متفردة خارج الكلمات,, تتعدى انحصار الزمان والمكان, ولنا لغة مشتركة مع الآخرين تخضع لشروط الحوار المقنن.
ولنا لغة الورد الفطري,, ولغة القلب الطفولي.
لغة خارج الإحصاء,, والأرقام,, والعناوين اللا ثابتة,.
لغة لها خصائص الصخور وصلابتها وعمرها الافتراضي وقيمتها المثمنة,, وأنت أعلم من أعرف بالصخور وجوهرها.
وخارج التساؤل عن عدد البراعم وتاريخ إرسالها,
***
الأرقام لا تعني شيئا,, وقد تعني كل شيء.
هل كانت الباقة تحمل اثنا عشر برعما مغمضا لوردة حمراء أو دزينتين منها منها أو ثلاثين أو تسعا وعشرين؟
لا يهم.
ما يهم أنها جاءت كقطر الندى في ليلة جفاف,.
فرح غامر أتمناه,, كل عام,, كل مناسبة سعيدة,, بل كل يوم,.
أجل أتمنى الورد ولغة الحب,, كل يوم,.
ربما لمجرد التذكير بأننا أحياء الذاكرة,, وأحياء في الذاكرة.
باقة ورد والمنزل ليلتها مليء بالزهور توجتني سلطانة الزمن,, في عين نفسي,.
ما أجمل وقع لغة الحب على النفس,.
تعيدنا أطفالا سعداء,, متفائلين ,, مبتهجين,.
وأبلغها فعلا هي تلك التي تصدر من القلب ويتلقاها القلب، دون أن تمر على مكتب التفسير والتأويل والترجمة,, ولا العلاقات العامة,.
شكراً ,, الورد توجني سلطانة زماني,, لأنه جاء منك.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved