Thursday 24th February,2000 G No.10010الطبعة الاولى الخميس 18 ,ذو القعدة 1420 العدد 10010



هذه الوصية أساس التربية الناجحة
إن الغصون إذا عدّلتها اعتدلت

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
الاستقامة اسم يقع تحته عشرات من الفضائل التي لا عد لها ولا حصر.
اذاً الاستقامة كنز ثمين ومورد عذب لكل من تحلى بها وبما ان الاستقامة لها من اسمها نصيب فهي تقيم ما اعوج من الاخلاق والطباع وتصنع صاحبها وتقومه بما يكفل سعادته في الدنيا والآخرة بل يسعد به محبوه ومجتمعه ويكون عضوا يبني ولا يهدم ويصلح ولا يفسد.
والاستقامة هي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها والاستقامة سفينة مأمونة من الغرق بإذن الله لأنها تسير على بحر التوحيد وشراعها لا إله إلا الله محمد رسول الله وشعارها الفضيلة.
والاستقامة روضة غناء روائح زكية وورود باسمة وانوار مشرقة, اذاً كيف نكتسب الاستقامة؟ نكتسبها بعدة اسباب منها صلاح الآباء وصلاح الآباء يدرك البنين سلامة البيت من اسباب الانحراف كآلات اللهو ايا كانت مقروءة او مسموعة او مرئية, القرين الصالح الحذر من وساوس الشيطان ولعلنا نقف عند اهم هذه الاسباب وهي القرين.
وبما ان للقرين على قرينه بصمات واضحة من حيث الاستقامة والانحراف اولى الاسلام هذا الجانب اهتماما خاصا لانه اما ان يكون جنتك او نارك قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الزخرف آية 66 وقال تعالى: (ويوم يعضّ الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) سورة الفرقان.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه، واما ان تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك وإما ان تجد منه ريحا خبيثة) رواه البخاري.
وقال الشاعر:

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
ان القرين بالمقارن يقتدي
عزيزي الاب اذاً ما هو الدور المطلوب منك نحو استقامة ابنك لاشك انك ايها الاب يسعدك ويشرفك استقامة ابنك كما يسؤوك انحرافه ولعلي اضع بين يديك عدة نقاط نستطيع من خلالها بإذن الله ان نصل بسفينة البيت والمجتمع الى بر الامان في الدنيا والآخرة.
1 لنأخذ بوصية علي بن ابي طالب رضي الله عنه حيث قال: غَذِّه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا.
ان هذه الوصية هي اساس التربية الناجحة المأمونة بإذن الله حيث ان الغذاء السليم ينتج عنه جسم سليم والعقل السليم في الجسم السليم فسبع سنوات كافية لبناء جسمه وتكامل صحته, ثم من الثامنة حتى الرابعة عشرة هي وقت التربية لهذا الابن وهي الفترة الزمنية الحساسة له فهو يريد ان يبني شخصيته بتقليد من حوله وتطبيق ما يتعلمه فعليك ايها الاب في هذه المرحلة مسؤولية عظيمة فلا تكن قدوة سيئة لابنك مثل ترك واجب كالصلاة او صلة الرحم او فعل محرم كعادة التدخين او السهر او الكذب او سماع او مشاهدة محرم, لان الابن بدون شك سوف يستحسن فعل ابيه ويطبقه، فالحسن ما فعلت والقبيح ما تركت, ومن سن الخامسة عشرة حتى الواحدة والعشرين عليك ايها الاب مسؤولية الصحبة فليكن ابنك في صحبتك دائماً خلال تلك الفترة ليأخذ رجولته من طبائع الرجال فاذا حضر مجالس الكبار كبرت همته ونضج عقله وقوي تفكيره وصلحت اخلاقه وبذلك تعلو همته الى معالي الامور وترك سفاسفها.
كان السلف الصالح يحرصون على تعليم اولادهم خلال تلك الفترة ببعثهم الى المعلمين والمربين حتى يبلغوا سن الواحدة والعشرين وحصل من جراء ذلك ان استقامت اخلاقهم وصلحت احوالهم بعد ذلك وعند دخول الثانية والعشرين من عمره يكون قد تسلح بسلاح العلم والادب فعرف الخير وفعله والشر وتركه واستطاع اختيار جليسه اختياراً محموداً، حيث تتوفر فيه علامات الخير والصلاح, وما كان ذلك ليتحقق الا لمن طبق هذه الوصية, اخي المربي اعلم ان التربية قرينة التعليم وعلم بلا ادب كشجرة بلا ثمر، فدور البيت عظيم جداً فاذا تعاون البيت مع المدرسة اثمرا طلاباً يحملون العلم والادب فيسعد بهم مجتمعهم وأهلوهم وانفسهم.
قال الشاعر:

ان الغضون اذا عدلتها اعتدلت
فلا تلين اذا كانت من الخشب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي بن سليمان الدبيخي
م, أبي بن كعب بريدة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved