Friday 25th February,2000 G No.10011الطبعة الاولى الجمعة 19 ,ذو القعدة 1420 العدد 10011



وللمرأة دور أساسي في حماية البيئة المنزلية من مخاطر التلوث
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز الزير

تعتبر الملوثات الداخلية للمباني أكثر ضرراً وتأثيراً على الصحة والبيئة عن تلك الملوثات خارجها، خصوصاً عندما يكون تصميم بعض المنازل ومن منطلق الحفاظ على معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية يفتقد لأبسط عوامل الاضاءة بالدرجة المسموح بها أو التهوية الطبيعية اللازمة لدخول وخروج الهواء لتجديده، مما صير هذا التصميم أكثر المنازل معزولة حرارياً ومحكمة الغلق مظلمة أو قليلة الاضاءة، ليزداد مع ذلك ارتفاع درجة الحرارة أو نسبة الرطوبة والغبار ودخان السجائر وازدياد مستوى الضوضاء والأصوات الصاخبة المنبعثة من الأجهزة السمعية والبصرية, كذلك ما ينتج من انبعاثات مستمرة صادرة من مواقد الغاز المنزلية أو مدفآت الكيروسين أو أدخنة الطبخ، أو الاسراف بشكل غير آمن في استخدام المبيدات الحشرية الخاصة بمكافحة بعض أنواع الحشرات المنزلية أو المطهرات الخاصة بتنظيف دورات المياه أو دهانات طلاء الجدران أو الخشب أو مزيلات البقع ومنظفات الأواني والزجاج التي ثبت علمياً انها ترتبط بظهور نوبات صداع الرأس والبعض منها يؤثر سلباً على الأجهزة التنفسية للانسان ويؤدي إلى الاختناق.
من هنا وبحكم أن البيئة المنزلية تعتبر بذرة التكوين الأولى التي تغرس في الأطفال كافة السلوكيات الحميدة كالتزام النظام والنظافة العامة واتباع العادات الصحية السليمة يتضح وبشكل جلي أن المرأة وادراكاً من الجميع بأنها نصف المجتمع ومربية أجيال ومتعامل مباشر مع البيئة لها دور فعال في المحافظة على هذه البيئة من مخاطر التلوث المنزلي عن طريق سلوكها وتعاملها الايجابي تجاهها وتربيتها السليمة وتوجيهها المستمر لأطفالها بالانتماء للبيئة والمحافظة عليها بكافة الوسائل والطرق وعنايتها المستمرة بتنظيم المنزل والاهتمام بنظافته ونظافة أثاثه من الغبار والأتربة والأوساخ، وحرصها على تهويته بصورة دورية تسمح بشكل سليم بخروج الهواء ودخوله لتجديده، اضافة إلى عدم المبالغة في استخدام المبيدات الحشرية ومطهرات النظافة الكيميائية واقتصار استخدامها فقط عند خلو المنزل تماماً وعدم تركها في متناول الأطفال أو قريبة منهم، كذلك العمل على تدريب وتعويد أفراد اسرتها على سماع الأصوات الهادئة والمنخفضة، ومحاولة استغلال بعض المهملات غير المرغوب فيها من اقمشة في عمل يفيد الأسرة لتوظيفها في تنظيف المنزل وقطع الأثاث أو استعمال بعض القطع المعدنية أو الخشبية أو البلاستيكية لعمل بعض الأشكال اليدوية الزخرفية التي يزين بها المنزل، كما يبرز دورها الأساسي في حث أفراد اسرتها على التقليل والحد من الاستهلاك المستمر للمستلزمات غير الضرورية والتعود فقط على شراء ما هو ضروري، والبعد كل البعد عن الوقوع في مصايد الدعاية والاعلان التي تغري للشراء بدون داع لتميز الغالبية العظمى من هذه الدعايات بعدم المصداقية والوفاء بالوعود في ظل عدم وجود ضوابط وأنظمة واضحة من الهيئات المسؤولة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تغزو كل منزل، كذلك لا يخفى على الجميع دورها المتميز وبما لديها من وسيلة اقناع حضارية محاولة الحد من ظاهرة تدخين الزوج الدائم في المنزل أو السيارة نظراً لما يسببه ذلك من مضار تعم الجميع من حوله نظراً لأن نسبة ما يستنشقه غير المدخن من نيكوتين مقارب في النسبة لما يستنشقه المدخن نفسه, ولا ننسى أيضاً دورها الفعال عندما تكون معلمة في توجيهها التوجيه السليم لطالباتها بالعناية ببيئتهن المدرسية من خلال ما يقدم من دروس وأنشطة عملية تنفذ بين الفينة والأخرى لنمو ذلك الشعور بصفة مستمرة لديهن وتطبقه لاحقاً في الحياة المنزلية والعامة لتبدأ معهن من جديد دورة المحافظة على البيئة, وكل يوم وأنتم بصحة وعافية.
* مرجع مجلة الإنسان والبيئة السنة الثامنة العدد الأول عمان 1419ه.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved