{ الرسائل قطرة مطر عذبة تهبط على ارض عانت الف عام وعاماً من العطش,.
وهكذا وجدت كاثلين من خلال هذه الرسائل ذلك الشيء الآسر الذي بحثت عنه طويلاً لكنها لاتملك له اسماً! كأنما هي وسادة حريرية ناعمة مترفة تخلد إليها بعد يوم شاق من العمل,, (لاتستطيع أن تجد شبهاً له,,)! تجلس,, تكتب الرسالة تلو الاخرى بتمرير اصابعها على ازرار الكمبيوتر وتحدثه كما تحدث نفسها,, عن آمالها,, احلامها,, عثراتها,, احداث يومها,.
تكتب له مثلاً: لقد قرأت رواية الكبرياء والحقد حوالي مائتي مرة فأغرق في اللغة كلمات مثل: حتى هناك، أبعد، فرصة ضائعة، هناء,, وأجدني في كرب حول ان كانت اليزابيث والسيد دارسي سيتقابلان فعلاً,, اقرأها,, أعرف انها ستعجبك,, و,, ذات ملل,, تجلس إلى تلك الآلة السحرية لتكتب رسالة لم تكن قد حددت لمن؟ تقول فيها:
أحياناً أتساءل عن حياتي,, حياتي محدودة,, قيِّمة ولكن محدودة,, اقوم بأمر ما,, ثم أتساءل هل اقوم به لأنه يعجبني او لأني لست شجاعة,, أكثر ما اراه يذكِّرني بشيء قرأته,, أليس المفروض ان يكون العكس صحيحاً؟! لا أريد جواباً فعلاً,,! اريد فقط,, تجد نفسها حائرة,, ولذا ترسل سؤالا الى الفراغ!
وتستمر الاحداث,, كل منهما يركض بلهفة الى تلك الآلة السحرية,, والرسائل تتوالى,, هو يتحدث اليها,, يسأل,, ويشكو,, وهي كذلك,.
حتى وجدته ذات يوم يقول لها: هل تظنين انه يجب ان نلتقي؟
نلتقي هذا يعني ان نتحول من كلمات مكتوبة (بل مطبوعة آلياً) إلى كائنين من البشر يتواجهان,, يرى كل منهما الآخر,, يقرأ كل منهما في عيني الآخر ماسيتوهج عنها في تلك اللحظة,, الأمر ليس سهلاً,,!
لذا همست بينها وبين نفسها خوفاً وتردداً وترقباً:
نلتقي ,, ياإلهي!
ثم أغلقت جهازها السحري,.
ليس المبهج في هذا الفيلم ان البطلين يتعرفان على بعضهما البعض من خلال (الانترنت) ولكن الاكثر ادهاشاً انهما ذاتهما يلتقيان في الحياة اليومية المعتادة,, هو جارها الذي ينافسها في تجارة وتسويق الكتب وهي لا تعلم!
يبتاع القهوة من المحل ذاته الذي ترتاده هي,, يسبق أحدهما الآخر بلحظات,, يلتقيان في المسير على رصيفين متوازيين وكل منهما لا يعلم بالآخر!
وللحديث,, بقية .