* جدة مكتب الجزيرة
مع اقتراب موسم الحج، وفي إطار الاستعدادات الجارية لبدء تنفيذ برنامج هذا العام لمشروع المملكة العربية السعودية للافادة من الهدي والأضاحي، التقى معالي الدكتور/ أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية في مقر البنك في جدة بعدد من المسؤولين عن شؤون الحج في سفارات وقنصليات الدول الإسلامية المعتمدة لدى المملكة العربية السعودية، لاطلاعهم على الأهداف السامية لهذا المشروع الإسلامي الكبير، الذي أكمل عامه السابع عشر بنجاح تام بفضل الله تعالى ثم بفضل الدعم السخي والمتواصل الذي يحظى به من لدن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ومن حكومته الرشيدة.
وقد ألقى رئيس البنك بهذه المناسبة، كلمة بدأها بالترحيب بالسادة الحضور ونقل لهم بشرى سارة إذ أنجزت حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في هذا العام وفي فترة وجيزة إنشاء مجزرة البديلة الحديثة التي حلت محل مجزرة البديلة القديمة وتتكون مجزرة البديلة الحديثة من أربع وحدات كبيرة تم تجهيزها بأحدث المعدات وتعتبر هذه المجزرة اكبر مجزرة في العالم.
وعبر رئيس البنك الإسلامي للتنمية عن أسمى عبارات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير متعب بن عبدالعزيز، وزير الأشغال العامة والإسكان على ما أنجزته وزارة الأشغال العامة والإسكان في تشييد هذا المشروع الذي حقق أمنية تطلع إليها المسلمون وهي الافادة الكاملة من كل ما يذبح وينحر من الأنعام في المشاعر المقدسة، وعبر رئيس البنك عن الحاجة الماسة لتعاون جميع بعثات الحج ووسائل الإعلام من أجل توعية جموع الحجيج، وتعريفهم بالأهداف النبيلة لهذا المشروع الإسلامي الهام الذي أنشأته حكومة المملكة العربية السعودية قبل سبعة عشر عاما خدمة لحجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من اداء نسك النحر بكل يسر وسهولة، وذلك تعظيما وتقديرا لهذه الشعيرة العظيمة، وحفاظا عل نظافة البيئة، وتمكين فقراء المسلمين من الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي.
وأضاف رئيس البنك: ان هذا المشروع قد نجح أيضا، ولله الحمد، في توزيع لحوم الهدي والأضاحي سليمة ونظيفة على حجاج بيت الله الحرام والمحتاجين من فقراء الحرم، وإلى المستحقين في 27 دولة خارج المملكة، وأوضح معاليه أن حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، أنشأت أربع مجازر آلية مغلقة، ومجزرتين مفتوحتين، احداهما للأغنام والأخرى للجمال والأبقار، وقامت بتجهيزها جميعا بأحدث المعدات والآلات اللازمة، والمجازر المغلقة تقوم فيها لجنة شرعية مختصة بالإشراف على أداء نسك النحر بالوكالة نيابة عن الحاج، وهي مجزرة المعيصم 1 النموذجية، ومجزرة المعيصم2 ومجزرة وادي محر3 ومجزرة السنبلة4 .
أما المجازر المفتوحة فهي التي يقوم فيها الحاج بشراء الأنعام التي يرغب في شرائها بنفسه من التاجر مباشرة، وهما مجزرة الجمال والأبقار، والمجزرة البديلة الحديثة للأغنام، ويتم فيها أداء النسك لمن يرغب من الحجاج مباشرة وأوضح رئيس البنك أنه يضاف مبلغ 350 ريال على قيمة الشراء في مجزرة الجمال والأبقار لتغطية جزء من تكاليف النحر والذبح والسلخ والتنظيف والخدمات الشرعية والبيطرية وإيصال اللحوم للمستحقين.
وأوضح رئيس البنك أن ثمن الكوبون الواحد لموسم حج هذا العام سيكون 340 ريالا، شاملة ثمن الأضحية، وجزءاً من تكاليف الذبح والسلخ والتنظيف والخدمات الشرعية والبيطرية ونقل وإيصال الأضحية لمستحقيها في مختلف بقاع المعمورة برا وبحرا وجوا.
ويعمل في هذا المشروع نحو20 ألف إداري وجزار ومساعد جزار و650 طبيب بيطري، و600 طالب من طلبة الشريعة للتأكد من توفر كافة الشروط الشرعية والصحية في جميع أنعام المشروع، وقد كانت البدايات الأولى للمشروع في موسم حج عام 1403 ه، حيث تمت الافادة من 63 ألف ذبيحة, وبفضل من الله، ثم بفضل الحرص والرعاية التامة التي توليها حكومة المملكة تطور هذا المشروع عاما بعد عام واتسع نطاق توزيع لحوم الهدي والأضاحي على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين واللاجئين في شتى بقاع العالم,
وأوضح معالي الدكتور/ أحمد محمد علي أنه قد تم خلال موسم الحج الماضي 1419ه الإفادة من نحو470 ألف ذبيحة من الأغنام، منها187 ألف ذبيحة من الأغنام تم توزيعها داخل المملكة، بالاضافة إلى توزيع نحو ثمانية آلاف ذبيحة من الجمال والأبقار على فقراء الحرم، ومن خلال جمعيات البر والمؤسسات الخيرية المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، كما تم توزيع نحو282 ألف ذبيحة على مستحقيها في 27 دولة، باشراف مباشر من البنك, ودعا الله عز وجل أن يجزل مثوبة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لما يقدمونه من خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام.