داء وهن العظام هو مرض يصيب العظم وينتج عنه ضعف المكونات الأساسية لأنسجة العظم مما يجعله عرضة للكسور عند حدوث اصابة بسيطة من المفروض ألا تحدث اي كسر في الشخص السليم.
وتعتبر السيدات بعد انقطاع الدورة الشهرية عرضة بشكل كبير لهذا المرض وينتج عن ذلك نظراً لنقص هرمون الاستروجين في الجسم بعد انقطاع الدورة الشهرية, وهذا الهرمون (الاستروجين) على درجة كبيرة من الاهمية بالنسبة للعظام حيث توجد اماكن استقبال له على سطح خلايا العظم بحيث ان وجود الهرمون يحفز الخلايا المنتجة للعظم ويجعل الخلايا الهادمة للعظم في حالة خمول, وفي حالة نقص الهرمون فان الخلايا الهادفة تنشط وتعمل على تكسير العظم وافراز مكوناته او بعضها في البول, وقد اثبتت الدراسات بأن عملية الهدم هذه تكون في مستوى يقارب 12 16% في السنوات الست او السبع الأولى بعد انقطاع الدورة الشهرية وتقل بعد ذلك الا انها تستمر خلال السنين التي تعقب انقطاع الطمث بشكل عام ومتزايد ويعتبر انقطاع الدورة الشهرية وتوقف انتاج هرمون الاستروجين سبباً واحداً فقط للاصابة بهشاشة العظام الا ان هناك مسببات اخرى قد تجعل الشخص معرضاً بشكل او بآخر لهذا المرض ومن هذه المسببات:
- السيدات من الجنس الأبيض (القوقازي الأوروبي) والجنس الآسيوي (الأصول الافريقية اقل عرضة للاصابة بالمرض).
تدهور خلايا العظم نتيجة لزيادة العمر مثل التدهور الذي يصيب جميع خلايا الجسم مع ازدياد العمر.
انقطاع الدورة الشهرية قبل وقتها الطبيعي سواء كان السبب مرضياً او جراحياً.
استعمال ادوية معينة مثل مركبات الكورتيزون بأنواعها خاصة اخذ جرعات عالية من هذه المركبات وكذلك تناول هرمون الثييروكسين بجرعة عالية وغير صحيحة وكذلك عقار الهيبارين المجلط للدم عن طريق الابر لفترات طويلة وهنا لا بد من الاشارة الى ان مركبات الكورتيزون بشكل خاص تجعل متعاطيها على خطر الاصابة بوهن العظام بصورة كبيرة جداً.
وجود تاريخ عائلي لهشاشة العظم لدى المريض وخاصة اصابة والدة الشخص بالمرض تجعل بناتها عرضة بصورة اكبر للاصابة.
وهناك عوامل اخرى قد تلعب دوراً اقل اهمية مما ذكر آنفا وقد تساعد على الاصابة بوهن العظام وهذه العوامل هي:
1 نقص نسبة الوزن الى الطول او ما يسمى بال BMI.
2 الراحة الطويلة في الفراش.
3 استعمال المشروبات الكحولية بجرعات عالية.
4 التدخين.
5 نقص كمية الكالسيوم في الغذاء.
6 جرعات الكافيين العالية.
7 زيادة كمية البروتينات والفوسفات في الغذاء.
ولا بد من الاشارة الى ان وهن العظام ليس مرضاً يصيب النساء فقط بل ان بعض الرجال قد يصابون بهذا المرض وما يتبعه من كسور وعادة فان نقص هرمون الذكورة او التيسترون في الجسم ايا كان السبب لذلك هو ما يجعل الرجال يصابون بالمرض.
ان السيدات عند سن الخامسة والستين تقريبا قد يكن قد فقدن ثلث كتلة العظم على الاقل مقارنة بها في فترة ما قبل سن اليأس ويصبحن بذلك اكثر عرضة للاصابة بكسر ما.
* كيف يتم تشخيص المرض؟.
بعمل اشعة معينة تعطي قراءة لكثافة العظم وتبعا لأرقام معينة يمكن تشخيص الاصابة بتخلخل العظام او تحديد ما اذا كان الشخص عرضة للاصابة بالمرض في المستقبل وهذا المرض هو مرض صامت لا يمكن تشخيصه الا بعمل اشعة.
* كيف يؤثر المرض على المريض؟.
الاصابة بالكسور المختلفة وهي على ثلاثة أنواع:
1 كسور عظام الورك: وخاصة مفصل الورك او عنق الفخذ وهذا هو اخطر انواع الكسور الناتجة عن المرض ويحدث عادة بسبب السقوط وعادة يحتاج المصابون بكسر عنق الفخد لدخول المستشفى وملازمة الفراش لمدة طويلة وقد ينتج عنها الاصابة بجلطات الساقين واوردة الحوض التي قد تنتقل الى الرئتين وتعيق تنفس المريض وقد ينتج عنها الوفاة اذا انتقلت جلطة كبيرة من اوردة الحوض او الفخذ وقامت بسد شريان رئيسي في الرئتين اضافة الى ذلك فان كسور عنق الفخذ ينتج عنها عدم القدرة على المشي والاعتماد على الآخرين في تصريف امور الحياة اليومية, ويحتاج عدد كبير من هؤلاء المرضى الى عملية جراحية تعتبر كبرى لتغيير المفصل بمفصل صناعي وقد يتبع هذه العمليات مشاكل عدة نظراً لكبر سن المريض واحتمال اصابته بأمراض متعددة كالسكر والضغط وامراض الكلى الى آخره, وقد وجد ان ثلث المرضى المصابين بهذا النوع من الكسور يموتون خلال سنة من الكسر.
2 كسور الفقرات الظهرية: وينتج عن ذلك تعرض الفقرات لأية قوة ضاغطة مهما كانت خفيفة كرفع الاوزان المعتدلة وفي الحالات المتقدمة قد تنتج عن السعال الحاد مثلاً.
وقد يسبب هذا النوع من الكسور آلاماً مبرحة للمريض وينتج عنها انحناء في الظهر ونقص في الطول كما قد تؤثر على الجهاز التنفسي وقد تسبب ضغط بعض الاعصاب الخارجة من الحبل الشوكي مما قد يؤثر على القدرة على التحكم بالبول او الاصابة بخدر الاطراف او ضعف العضلات.
3 كسور المعصم او ما يسمى بكسر كولي: وتحدث عادة بعد السقوط على اليد الممتدة والمفتوحة وهي كسور بمفصل اليد وعادة ما تكون مؤلمة وتحتاج الى وضع الجبس لمدة قد تصل الى 6 8 اسابيع وقد ينجم عنها تشوه دائم.
وتحتاج كل هذه الكسور الى عناية طبية والعلاج بادوية مسكنة اضافة الى الحاجة للتدخل الجراحي في كثير من الاحيان كما ان حياة المريض قد تتبدل كلياً مع الاصابة بكسر ما.
* كيف يمكن منع المرض وعلاجه؟.
يكون ذلك باتباع بعض النصائح الاساسية ان منع المرض هو ما يجب ان نبحث عنه ونسعى اليه فيجب ان نبدأ منذ الصغر بتعويد ابنائنا وبناتنا على العادات الغذائية الحسنة ومن اهمها تناول كمية كافية من الكالسيوم عن طريق تناول ما يكفي من منتجات الالبان ومشتقاتها.
كذلك يجب اخذ ما يكفي من فيتامين (د) والتعرض لكفاية من اشعة الشمس كذلك فان البعد عن الكحوليات والسجائر وممارسة الرياضة بشكل متواصل يضمن ان ابنائنا وبناتنا يحصلون على كثافة عظام جيدة وبالنسبة للنساء فان ذلك يضمن انهن يدخلن سن اليأس وهن حاصلات على كتلة عظم جيدة تجنبهن الاصابة بتخلخل وهشاشة العظام مع ازدياد العمر.
* ماذا بالنسبة للمصابات بالمرض؟.
بالاضافة الى ما سبق فان هناك العديد من الأدوية التي قد تعالج المرض وتمنع التدهور في كثافة العظم.
فعلى جميع المصابات بالمرض اتباع النصائح المذكورة اعلاه وتحت اشراف طبي مستمر ويعطى جميع المصابين بالمرض كمية كالسيوم تعادل 1000 مغم باليوم لمن هم تحت سن الخامسة والستين و1500 مغم باليوم لمن هم فوق سن الخامسة والستين.
وفي الحلقة القادمة سأتناول معك عزيزي القارىء العلاجات المتوفرة لعلاج هشاشة او وهن العظام واحدث الأدوية المبتكرة في هذا المجال والتي يمكن ان تستعمل لمنع حدوث المرض وامكانية استعمالها بعد حدوث المرض.
(يتبع العدد القادم)