Monday 28th February,2000 G No.10014الطبعة الاولى الأثنين 22 ,ذو القعدة 1420 العدد 10014



خطورة عادم الديزل على الرئتين والجهاز التنفسي

اكد الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشميمري استشاري الامراض الصدرية والعناية المركزة ورئيس قسم الصدرية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض، ان عادم الديزل المنبعث من المركبات مثل السيارات والشاحنات والحافلات يؤدي الى ضرر للرئتين اكبر مما كان متوقعاً في السابق.
واشار الى دراسة حديثة قام بها فريق من العلماء البريطانيين والسويديين شملت تعريض متطوعين اصحاء الى كمية من عادم الديزل مماثلة لما يمكن التعرض له اثناء التواجد في الطريق العام لمدة ساعة واحدة فقط,, ولاحظوا حدوث تهيج والتهابات حادة في مجاري التنفس والشعب الهوائية وتم اثبات ذلك عن طريق اخذ عينات من الغشاء المبطن للشعب الهوائية بواسطة المنظار.
وبناءً على هذه الدراسة استنتج العلماء ان خطر عادم الديزل على الرئتين اكثر مما كان يتوقع من قبل خلال الدراسات السابقة والعديدة التي بينت العلاقة بين تلوث الهواء بالديزل وامراض الرئتين.
واوضح الدكتور الشميمري ان محركات الديزل تلوث الهواء بمواد كربونية بكمية كبيرة تعادل اكثر من مائة ضعفاً مقارنة بالمواد التي تنتج عن احتراق البنزين والامر الاشد خطورة ان جزئيات التلوث الموجودة بعادم الديزل صغيرة جداً بحيث تتخطى جميع احتياطات وموانع التلوث في الجهاز التنفسي العلوي لتستقر اخيرا في ادق واهم انسجة الرئة وهي الحويصلات الهوائية المسئولة عن تبادل الغازات بالرئة,, وتحمل هذه الجزئيات بالاضافة الى المواد الكربونية الناتجة عن احتراق الديزل مركبات سامة تسبب تغيرات سرطانية في الرئتين على المدى الطويل.
ونبه الدكتور الشميمري الى ان الديزل ليس المصدر الوحيد لمثل هذه الجزئيات، اذ يمكن ان تتطاير بعض هذه الجزئيات والمركبات من عوادم السيارات التي تستعمل البنزين واثناء احتراق الحطب والخشب والفحم ولكن بكميات ضئيلة مقارنة باحتراق الديزل.
كما ان التلوث الذي يحدث في الهواء بسبب الديزل يؤدي لحدوث مشاكل عديدة اخرى بالرئتين مثل: السعال المزمن، زيادة تهيج وافرازات الشعب الهوائية، سعال مستمر مصحوب ببلغم، صغير وضيق في الشعب الهوائية.
واشار الدكتور الشميمري ان هناك دراسة حديثة اخرى اثبتت ان درجة التلوث بالهواء تزيد بنسبة خمسين بالمائة في المدن مقارنة بدرجة التلوث بالارياف، وهذه النسبة تؤدي الى نقص في وظائف الرئة بمقدار ثلاثة بالمائة او اكثر.
ورغم ضآلة هذه النسبة كما يستنتج من اول وهلة الا ان المحصلة العامة من تكرار هذه النسبة لدى الافراد وتأثير التلوث على المجتمع بشكل عام هي في الحقيقة نقص ملحوظ في وظائف الرئة حتى وصل في احد الدراسات الحقلية الى انتشار حالات نقص وظائف الرئة الى حد اقل من سبعين بالمائة من الوظائف الطبيعية في المدن والمناطق التي سجلت فيها نسبة عالية من التلوث.
وختم الدكتور الشميمري حديثه بضرورة التنبه لخطورة وضرر الديزل على الرئتين وطالب باتخاذ خطوات عملية لمراقبة وقياس مستوى التلوث في المدن والتقليل من هذا التلوث بالتحكم والاجراءات اللازمة لمنع تواجد او انتشار مصادر الديزل داخل المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية حفاظاً على الصحة العامة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

حفل توزيع جوائز مسابقة الجزيرة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved