Tuesday 29th February,2000 G No.10015الطبعة الاولى الثلاثاء 23 ,ذو القعدة 1420 العدد 10015



ستعلم إذا انجلى الغبار
التربية قبل التعليم

قد تستغرب أيها القارئ عندما تراني قد عنونت لهذا المقال بهذا العنوان ولكني أقول لا تحكم على الموضوع من أول وهلة وانما اقرأ واصبر بعدها احكم بما تراه مناسباً من حكم, فالتربية هي الأساس وهي الدرجة الأولى التي يبدأ منها كل من سيتعلم سواء كان العلم الذي سيتعلمه ثقافيا أو معرفيا أو حتى عرفيا أما العلم الشرعي فمحال أن يتعلمه الشخص دون أن يكون تربويا لأن القرآن والسنة هما أساس التربية فيجب على كل من حمل على عاتقه مسؤولية ما أن يكون مربيا ناجحا وأخص بذلك تربية الأبناء لأن الابن هو الذي سيتقمص شخصية أبيه عندما يكون رجلاً فان ربى ابنه تربية صحيحة فسيشار إليهما بالبنان, أما إن ربى ابنه تربية غير صحيحة أو ترك ابنه يتربى كيف شاء فسيشار إليهما بالبنان ولكن من المنظور السلبي فالمربون ثلاثة, أحدهم من يكون أهلاً للتربية السليمة فيضع الأمور بمواضعها فيأمر حين يحسن الأمر وينهي حين يحسن النهي، ويسكت حين يحسن السكوت ولا يتصرف إلا التصرف السليم وكل ذلك مقيد بقيود شرعية لا يتعداها إلى غيرها وهذا هو المربي الذي يجب أن يقتفى أثره, أما الثاني فهو الذي يترك الحبل على الغارب ويقول انا سأتمسك باخلاقي وآدابي ولن أحيد عن الطريق السليم أما أولادي ومن هم تحت يدي فهم أحرار بأنفسهم يفعلون ما يريدون ويتركون ما لا يريدون وقد يكون الدافع له وراء ذلك كله هو الثقة بهم وانهم لن يفعلوا إلا ما فيه مصلحتهم ولم يتنبه إلى أن الثقة كثيراً ما يكون مردودها سيئا اذا وضعت في غير ما تستحق أن توضع به أو يقول بأنه منشغل عنهم بجمع المال لهم حتى لا يتكففون الناس من بعده فهذا الرجل يجب أن ندله على الصواب ونخبره بان الثقة لا تصلح لكل شخص فان الناس يختلفون من شخص إلى آخر وان ظهر انه أهل للثقة إلا أنه كثيراً ما يخالف ظاهر الشخص باطنه فلنعى ذلك ولا نهمله, أما بالنسبة للمال فمال قليل في يد مستقيم يستفيد منه خير من مال كثير في يد منحرف يضيعه فيما لا ينفع بل قد يضره, أما الثالث فهو من ترك الأمور التربوية خلف ظهره فيفعل ما لا يصلح فعله وينطق بما لا يصلح أن يقال من بذيء الكلام وسيئه وتجده بالمقابل يعنف على من له السلطة عليهم بأن لا يفعلوا ذلك كله فهذا لا يرى الا بعين واحدة وينطبق عليه قول الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له
إياك اياك أن تبتل بالماء
وقول الآخر:

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
فهذا الشخص يجب أن يربى نفسه أولاً على ما يجب أن يتربى عليه المسلم ويجعل من نفسه بذرة صالحة لشجرة يتمنى لها الصلاح وهي اسرته, وبالطبع فان كل انسان سيتمنى لاسرته الصلاح سواء كان الأول أم الثاني أم الثالث الذين ذكرتهم آنفاً ولكني أقول لكل منهم ستعلم اذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار.
يوسف عبدالله غنيم الحربي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

مشاعر

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق المجمعة

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تغطيات

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved