Thursday 2nd March,2000 G No.10017الطبعة الاولى الخميس 25 ,ذو القعدة 1420 العدد 10017



جنان ترسم الحلم واقعاً ورائدة تنسج التراث رموزاً,, وشاهر يصارع الذات

* جدة مريم شرف الدين:
حفل الاسبوع الماضي والذي قبله بعدد من المعارض التشكيلية وقد تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بافتتاح المعرض الشخصي للفنانة السعودية رائدة عاشور بصالة اتيليه للفنون الجميلة بجدة ويستمر هذا المعرض الذي يأتي برعاية Domvs لمدة اسبوعين وتخصيص نسبة من ريع هذا المعرض لصالح المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية,
والفنانة رائدة عاشور قدمت من خلال هذا المعرض لوحتين واحدة تمثل تجربة من تجاربها الحديثة في فن الكوبي كولاج ومحاولة توظيف المفردات التراثية باسلوب معاصر بعيداً عن الاثارة,, والاستناد في هذه الاعمال على بعض الصور من الكتب التراثية والتعامل مها وفق قدراتها الابداعية وتولية كل هذه الاعمال في مستوى راق من التكتيك,, مع تناغم وهدوء الالوان الذي يجعل اعمال رائدة في حالة من النضوج والتكامل والتعامل مع الخامات والتي تمثل هذه الاعمال بشيء من الشفافية والاحاسيس المرهفة وتحويل الوانها الى سيمفونية,, اقتبست,, ايقاعاتها من رمال الصحراء والجبال ومحاولة تقديمها لها في قالب جديد متواضع بعيد عن التكلف وصخب التشكيل الذي قد يحول الفن الى شيء من المسخ,, ولتجريده من المعنى الحقيقي للابداع وخلق ازدواجية مفعمة بالجمال باستخدامها للالوان الباستيل والالوان المائية,
الفنانة رائدة ارادت بهذا المعرض اثبات ذاتية العطاء,, وعدم الالتفات الى الاثارات التي اطلعت بها بعد حصولها على الجائزة الثالثة في مسابقة ملون السعودية للفن التشكيلي في دورتها الاخيرة والرد على تلك الاثارة ان عملها يصنف ضمن منظومة فن الكوبى كولاج اي الكولاج المطبوع والذي يتسم فيه الاعتماد على الصور الفوتوغرافية الموجودة في الكتب التراثية واختيار المفردات التي يمكن للفنان توظيفها وفق ادوات الابداع التي يمتلكها هو ومرئياته التي يتمتع بها,, ويمكنه تحويل التراث من حالته الساكنة,, الى حركة مفعمة بالتفاؤل والحيوية,
اما: الفنانة اللبنانية حنان الخليل فاختارت مدينة جدة لاقامة معرضها الشخصي تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة نايفة بنت سعود بن عبدالعزيز بصالة ارابيسك للفنون الجميلة يوم الاحد الماضي ويستمر لمدة اسبوع
الفنانة قدمت 35 عملا تشكيليا تناجت فيها مع البيئة وتجسيد بعض المفردات التي احست بأنها في حاجة لتحويلها الى واقع تعاملت فيه وفق منظورها الخاص ومرئياتها الخاصة بحس تجريدي تارة وبأسلوب سريالي تارة اخرى وايجاد شيء من التواصل مابين مضمون اللوحة وتمدد الفكرة الى خارج اللوحة تجارب في ملامحها العامة يشعرنا بالطفولة الحالمة والتعامل مع بعض اللوحات من منطلق هذا الحس,, الذي قد توحى فيه الخطوط للمتلقى العادي بعدم النضوج حتى مع وجود تلك الافكار,, والرموز البسيطة,
ايضا: تركيز الفنانة جنان على الالوان الحارة مثل الاحمر والموف كان فيه شيء من الاستصراخ واشعال تأجج هذه الالوان كما اتضح لنا في لوحة تواشيح ثم العودة مع هذا التمرد للتعامل مع الالوان الباردة بشيء من الهدوء مثل الازرق بدرجاته واللون البمبي في اللوحة التي تمثل البيئة الصامتة,
لوحة رؤيا كان فيها شيء من النضوج سواء من ناحية التكتيك او في كيفية تناولها للفكرة والتفاعل والتأثير والتبصير أو التوغل في كينونة العمل والتعامل مع مسطح اللوحة واظهار البعد الجمالي بشيء من الهدوء مع تناغم الالوان فيها حتى على الرغم من على الالوان الحارة التي شملت هذه اللوحة ايضا,
وحقيقة حتى وان لم يكن هذا المعرض يمثل تجربة او طرحاً جديداً على الساحة التشكيلية السعودية,, الا ان اختيار الفنانة للمملكة يعني خلق جسور من التواصل واتاحت الفرصة للآخرين للاطلاع على هذه التجربة والاستفادة من ملامح التجارب التي قد تحمل احاسيساً جديدة ومن الممكن لها ان تكون اضافة جديدة يمكن بها تحريك روح العمل الابداعي,
اما المعرض الشخصي للفنان عبدالله الشاهر )بوح الى بوح( الذي حط رحاله بصالة اتيليه جدة للفنون الجميلة الذي كان الاسبوع الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد العبد الله الفيصل, فقد اشتمل هذا المعرض على )35 لوحة(,, حتى وان كانت هذه الاعمال تحمل بعض الدلالات الا انها سرعان ما تتلاشى لان رؤيته للاشياء من حوله اراد ان يجعله كعناصر فيها شيء من الخصوصية وتكبيل تعبيراته بايجاد تضييع مقدرة المتلقي امامه في عدم ترجمته لها لانها لم تتجاوز واقع الصراع الذاتي وتأطيره له في حالة تتفاوت بين التحفظ والتحرر,, وبين البوح والتكتم,, وخلق توافقاته النهائية بين وميض الالوان التي اختلطت بمخيلته,
وتعامل الشاهر مع الالوان الحارة بديناميكية وعناق يتأجج بحرارة هذه الالوان جعله يفرض علاقة اللون بالالوان الاخرى وامكانية تمازج او امتزاج معها في حالة من التتابع ومحاولة افساح المجال لها للتحرك في مساحة قد تكون معقدة العناصر,
وبشكل لا ارادي نجد ان هذا التنظيم اللا ارادي والذي اراد الشاهر في تكوينه وترتيبه لابراز ملامح العمل هو ماقاده الى تحقيق معادلة ابتكارية يوجد فيها اختلاف وتباين في الترددات اللونية,
وهذا مما جعله يسعى لخلق مساجلة بين اللون والفكرة واحكام هذه العلاقة بايحاءات فيها شيء من الاثارة بالنحو الذي يؤثر على الادراك الجمالي النهائي وتوظيف هذه الرموز في بعض اللوحات التي تكررت فيها الفكرة لأكثر من مرة,, وتحويل اللون في اكثر من حالة ونقل خلجاته في كل من هذه اللوحات,,, بشكل يمثل أو يعبر عن الجوهر الحقيقي للاضافة التي من الممكن للفنان ان يحققها,, وتجسيد مشاهده بهذه الخاصية التي لايراها الآخرون,, وانما يراها وحده لانه هو من استطاع التعايش معها وعاش لحظات مخاضها,, حتى وان كانت او لم تكن تحمل معنى التكامل او الفلسفة التشكيلية التي ينتظرها المتلقي وشعوره مع هذه العوامل بتناقص ايقاعات البناء العام للعمل,
الا ان الانفعال الجارف للشاهر مع اللون احدث شيئا من التفاوت الملحوظ سواء في الخطوط او الظلال والجحم والكتلة وفي غمرة هذا الانفعال تولد التمرد بين الحقيقة المرئية والحقيقة الفنية وهوية العمل وتقنين هذه الرؤية وعدم افساح المجال لها بالتحرك الا عبر مساحة معقدة العناصر,
المرأة كانت هي الرمز العام في معظم اعمال هذا المعرض,, وليست اسباب هذه النزعة التي بدأنا نتلمسها في اعمال الكثير من الفنانين مؤخراً واختيار المرأة كرمز يتضمن واقع العمل,

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved