Thursday 2nd March,2000 G No.10017الطبعة الاولى الخميس 25 ,ذو القعدة 1420 العدد 10017



هكذا
مقعد لا يتسع للفضة,.
فهد العتيق

* هذه الكتب الأدبية التي تصدر يوميا من العواصم العربية، وتكتب عنها باقتضاب شديد الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات العربية والمحلية، تصيب الكاتب والمتابع بالحزن فعلا، لانها بكل بساطة لا تجد من يهتم بتوزيعها جيدا لكي تصل الى العواصم والمدن العربية الأخرى.
كتب أدبية في القصة والرواية والشعر مميزة ورائعة، لكن مشكلتها انها لا تصدر عن دور نشر تجارية، لأن هذه الدور التجارية تبحث عن كتب إثارة عاطفية واجتماعية وفنية تحقق لها أرباحا، طبعا على حساب ثقافة ووعي مستهلكي هذه الكتب الأخيرة، ولهذا فان مثل هذه الدور تعتذر عن طباعة الكتب الأدبية الحقيقية، لانها اولا لا تفقهها، ثم لأنها ثانيا آخر من يفكر في ثقافة ووعي القارىء، وهذا طبعا من مسؤولية الجهات الرسمية الثقافية في عالمنا العربي التي يفترض ان تروج وتساعد الكتب الثقافية الحقيقية وتتجاهل اجازة الكتب الثقافية المزيفة او الربحية او التجارية لأن امام التاجر أبوابا كثيرة يمكن له ان يطرقها طالما ان هذا هدفه الاول والأخير.
* تحتاج الصفحات الثقافية في صحافة عالمنا العربي الى قراءة هذه الكتب الأدبية واعطائها المساحة والضوء الأخضر والتعريف بها للقارىء العربي الذي هو في امسّ الحاجة الى نتاج ابداعي أدبي ثقافي يرتقي بذائقته وروحه ووعيه الى التعرف على اسماء ثقافية موهوبة ومبدعة لأدباء وأديبات من هذا العالم العربي المترامي الأطراف، والمميز بمواهب هي في الغالب قابعة في الظل، بينما ينعم بالنور كتابات أقل كثيرا من طموحات القارىء العربي، لكنها تستولي على مشاعره في غياب الكتب الجادة.
* ومن شرفة، لا تطل على البحر، كان المساء أقل حضورا، من المارة المتعبين أمام المصابيح في شارع، لا يؤدي الى أي شيء سوى عتمة، أهرقت نفسها في كفوف المكان، الدروب تضيق بأقدام، من يعبرون الى ضفة الوقت، حين يسيرون، أو يهرعون لناصية بمحاذاة أحلامهم، كم يمنون أنفسهم بالوقوف، على رئة الشط في هدأة من عليل المساء .
* هنا جزء من صور شاعرنا المميز علي الحازمي، من ديوانه خسران الصادر عن شرقيات بالقاهرة حديثا، صور تضيء مساحات داخلنا بفن راق وجديد، صور من ابتكار شاعر يحاول جاهدا القبض على صوت أصيل خاص به وحده، وهنا متعة الكتابة عندما تكون حقيقية وعفوية وصادقة وتحمل همّا يقودها الى دروب الفن الواسعة، كتابة شفافة وموحبة تحاول ان ترتقي بالحب الى اعلى حالاته السامية، دون ان تبتعد كثيرا عن أرض الواقع، الذي يحرك كثيرا من قصائد هذا الديوان.
واني أحبك كيما أعيد اكتشاف العيون التي سقطت من دمي منذ دهر بعيد، وأحتاج وقتا طويلا، لكي استطيع استعادة اقدامنا من طريق رسمنا سماه بحلم وليد، واحتاج وقتا طويلا لتصديق اعيننا عندما نهتدي لصباح جديد .
* وهكذا ظل شخوص حسن الحازمي بعيدين عن زهر أيامهم واستراحوا الى غربة أورقت في صدورهم بالضنى.
* نصوص أدبية طازجة لها تماس فني كبير مع الواقع واخذت لنفسها حرية كبيرة في الحركة ولهذا قدمت صورا مبدعة نأمل ان تتواصل في نصوصه القادمة، ونأمل ايضا ان نقدم نصوصا أخرى لا تقل جمالا أدبيا من ابداعات كتّابنا وكاتباتنا الجادين، الذين يقدمون الان، ومنذ مطلع التسعينات أدبا حديثا وفنا لا يهتم به النقد ولا يجد الكثير من الاذان والمشاعر الصاغية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved