Thursday 2nd March,2000 G No.10017الطبعة الاولى الخميس 25 ,ذو القعدة 1420 العدد 10017



ومن الحب ما أضاء
قبل اللوم,, لنبث الوعي في أذهان شبابنا

لاشك إن الحياة بدون حب لا تُعد حياة,, وإن الإنسان لا يمكن له أن يعيشها وحيداً، ولا يمكن له أن ينضم أو يضم له آخر ما لم يكن الحب هو رسول هذه العلاقة.
وديننا الحنيف أمر بالتحاب ورغب فيه، بل إن رسول الهدى عليه السلام دلنا على ما يكون سبباً في التحاب فمما قال عليه السلام: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ، وقوله في حديث آخر: تهادوا تحابوا ونهى عن القطيعة التي تُولد الكره، وحذّر عليه السلام من أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث.
والأدب العربي حافل بقصص المحبين الشرفاء والعاشقين النبلاء,, كل هذا نتيجة لتربية صحيحة وتنشئة عفيفة,, غُرس فيهم حب الفضيلة وحب العفة والحرص على الشرف أكثر من الحرص على الحياة، والإنسان السوي مطالب بالمحافظة على سمعته، وعلى أهله، ومن يعول فما بالك بالانسان المسلم,, بل ان الحيوانات تغار ذكورها على اناثها وتستميت في المدافعة عنها اذا ما أحست بآخر يحاول المساس بها، وذلك مشاهد لدى أغلبها ومعلوم.
هذه مقدمة كان لابد منها لألج إلى صلب موضوع هذه المقالة وهو ما حدث خلال الأيام الماضية وتحديداً يوم 14 نوفمبر هذا اليوم الوثني المسمى يوم الحب أو كما يتردد على ألسنة فتياننا وفتياتنا فالنتاين ,, هذا اليوم الأحمر شكلاً ومضموناً,, حدثتني زوجتي عن مشاهداتها في ذلك اليوم في المحيط النسوي الذي كانت فيه عن أمور يندى لها الجبين ويحزن لها القلب,, فتيات ذوات حسب ونسب بنات أسر يُشهد لهم بالفضل وقصب السبق في الفضل والصلاح خرجن هذا اليوم وهن يرتدين الفساتين الحمراء ويعلقن القلوب النازفة بالدماء ويرددن أغنيات الحب والعشق والهيام!! لماذا هذا الانحدار الخلقي,,؟ هذا هو السؤال الذي لابد أن يطرح,, ولا شك ان جوابه التربية فمما يؤسف له أن أغلب الآباء والأمهات آخر ما يفكرون فيه هو تعليم أبنائهم السلوكيات الحسنة والأخلاق الفاضلة، وهذا يجوز وهذا لا يجوز، بل انهم يسعون ليلاً ونهاراً في سبيل تحقيق ما يطلبه أبناؤهم من شؤون الدنيا,, فساتين,, ألعاب,, سيارات,, الخ, بل ان بعض الآباء والأمهات هم السبب في انحدار الأبناء في سلوكياتهم وذلك بادعاء الحضارة والتحضر.
تصور غريب عند بعض فتياتنا يعتقدن صوابه وهو ان الجمال وحسن الهندام لا يأتي إلا باتباع التقاليد الغربية والانسلاخ من أخلاق الاسلام!! وهذا في الحقيقة أبعد ما يكون عن الصواب بل ان الفتاة غير المبالية بالستر والاحتشام تجد صدوداً عنها من قبل الشباب الراغبين في الزواج، أما هؤلاء المتسكعون في الطرقات والأسواق فلاشك انهم سيفرحون بها ويعجبون ويكيلون لها من المديح مما يجعلها تعتقد انها فعلاً فتاة متحضرة وواقع هؤلاء الفتيات خير شاهد على أن شبابنا لا يمكن أن يرتبط بواحدة على هذه الشاكلة، حتى ولو كانت طاهرة عفيفة حسنة الخلق والخلق.
إن مسألة التربية في غاية الخطورة، وكذا التوجيه والنصح وانني لأتساءل ماذا قالت الاخوات المدرسات في المدارس والجامعات يوم شاهدن هؤلاء الفتيات في هذا اليوم الأحمر ؟
إنني أكاد أجزم أن فتياتنا لينات العريكة وسهلات في الاقناع إذا وجدن فعلاً من يبين لهن خطأ توجههن وسلوكهن بأسلوب علمي وبأسلوب المحبة والمودة,, لا بأسلوب المحاربة والبغض والتصنيف المقيت,, والتصنيف ظاهرة خطيرة بدت تنتشر في مجتمعنا يجب التنبيه لها,, صحيح هناك ملتزمون وأقل التزاما ولكن ليس من بيننا من يمكن تصنيفهم خارج دائرة المواطن الصالح، كل له أخطاء ولكن نحمد الله إننا بإذن الله تعالى من الخطائين التوابين.
سيعود فبراير ومعه الفالنتاين لذا فمن الواجب علينا ايجاد آلية معينة قبل هذا التاريخ لتغير ذهنية فتياننا وفتياتنا تجاه هذا الاحتفال الوثني وغيره من المظاهر غير اللائقة بنا كمسلمين بعيداً عن أفعل ولا تفعل، وبعيداً عن اعلان العقاب قبل بث الوعي وانني أسوق هنا موقفاً حصل بين رجل واع وامرأة تعمل في احد المراكز الصحية الأهلية بالرياض، وكانت هذه الفتاة متكشفة بما في ذلك شعرها فما كان منه إلا أن قال لها هامساً يا أختي ان وضعك هذا لا يجيزه الشرع، ولا النظام فما كان منها إلا أن جمعت ما يمكن جمعه من خمارها وقالت: شكراً ذكرتني بالشرع وكفى,, هذه الاستجابة كانت نتيجة نصيحة صادقة لا نصيحة فضيحة.
كم من فتياتنا المتكشفات غير المباليات بالخمار ولكنهن طاهرات عفيفات في حاجة فقط إلى من ينصحهن لا إلى من يفضحهن، قال الله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة هذا هو سبيل الدعوة إلى الله، ولم يكن في يوم من الأيام التهديد هو سبيل الدعوة إلى الله، فياليت قومي يعلمون السبيل الأقوم في الدعوة إلى الله.
إبراهيم سعد الماجد

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved