Thursday 2nd March,2000 G No.10017الطبعة الاولى الخميس 25 ,ذو القعدة 1420 العدد 10017



أضواء
العودة للحديث عن وديعة رابين لامتصاص الضغوط
جاسر عبدالعزيز الجاسر

عاد الاسرائيليون للحديث عن وديعة رابين التي تقر تعهدهم بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران في عام 1967.
ويسعى الاسرائيليون بالحديث عن هذه الوديعة إلى ارسال اشارات للولايات المتحدة والاوروبيين باستعدادهم للعودة للمفاوضات مع السوريين, إلا أن الاسرائيليين ومع هذه الاشارات لم يتخلوا عن اسلوبهم في دمج المتناقضات بعضها ببعض، ففي الوقت الذي يكشف فيه مستشار رئيس الوزراء باراك، الجنرال داني ياتوم، ثم باراك شخصياً بأن أربعة رؤساء حكومات من اسلافه اسحاق شامير واسحاق رابين وشيمون بيريز وبنيامين نتنياهو اعلنوا عن استعدادهم لطرح احتمال الانسحاب الكامل من الجولان,.
نقول في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن امكانية قيام اسرائيل بانسحاب كامل من الجولان، تشهد الساحة الاسرائيلية تحركات واعمالا تتناقض كلياً مع هذا التوجه، وبالذات كثرة الكلام عن اجراء استفتاء حول الخروج من الجولان، ووضع قواعد وشروط لهذا الاستفتاء تتيح للمتطرفين امكانية التحكم في نتائجه.
ونرى كما يرى العديد من المحللين والعارفين بأساليب الاسرائيليين في تعاملهم في الاوقات التي يحاصرون فيها بمطالب وبخاصة من حلفائهم وأصدقائهم ، أن الاسرائيليين يتعاملون مع موضوع الانسحاب من الجولان من منطلق تحقيق اكبر فائدة للكيان الصهيوني من خلال ابتزاز عدة اطراف، اولها صاحب الحق في عودة الجولان الى بلادها، سوريا، فالاسرائيليون يسعون الى الاستفادة من هذه الورقة ظناً منهم أنهم سيحصلون على تنازلات من سوريا, مقابل اعادة ارضها المحتلة لها.
وهذا الاسلوب الاسرائيلي ليس بجديد، فاستئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية تم بناء على موافقة اسرائيل على العودة لحدود الرابع من حزيران من عام 1967، وقد أبلغت سوريا بذلك من خلال التأكيد على ان المفاوضات ستستأنف من حيث انتهت، وكلنا نعرف أن المفاوضات توقفت والاسرائيليون مقرون ومقتنعون بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وكذلك فإن استئناف المفاوضات من حيث انتهت موافقة اسرائيلية على الانسحاب من الجولان،ولكن الاسرائيليين عندما عادوا للمفاوضات حاولوا ان يربطوا الانسحاب بقضايا الامن والتطبيع والمياه وغيرها من المكاسب التي تريد اسرائيل الحصول عليها قبل ان تعيد الارض لاصحابها,,!!
اما لماذا يحاول الاسرائيليون الايحاء من خلال الحديث عن وديعة رابين، فإن مرد ذلك زيادة الضغوط الامريكية والاوروبية غير المعلنة على الاسرائيليين لابداء تعاون مع الجهود التي تبذل التحريك عملية السلام،خاصة بعد ان رصد الامريكيون والاوروبيون علامات على تزايد الغضب العربي الذي قد يتحول للشارع العربي وبالذات في فلسطين ولبنان والدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة، مما يجعل من الصعوبة التحكم في الاوضاع، ولهذا فان الامريكيين والاوروبيين الذين تزايدت رحلاتهم للشرق الاوسط وستزيد، يضغطون بقوة على الاسرائيليين للتعاون مع جهود السلام حتى لاتهدم عملية السلام كلياً.
ولتخفيف هذه الضغوط تسوق اسرائيل وديعة رابين وتظهر رغبة اعلامية لتنفيذ هذه الوديعة مقابل أن تعطيها سوريا أثمانا لهذه الوديعة,, اثمان مقدمة الدفع ,,, اسلوب قديم جديد عرف به الصهاينة وقبلهم اليهود جميعاً,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved