Saturday 4th March,2000 G No.10019الطبعة الاولى السبت 27 ,ذو القعدة 1420 العدد 10019



وسميات
لماذا السائق والخادم؟!
راشد الحمدان

الترف هو السبب,, لكن هناك أناس لا يعرفون الترف, ومع هذا فلديهم سائق ولديهم خادم,, فلماذا اصبحنا هكذا,, اتكاليين؟,, لماذا أمتنا في أنفسنا النشاط,, وحملنا أنفسنا مالا نطيق,, كم يأخذ السائق,, وكم يأخذ الخادم,, وكم يكسب الفرد منا, لماذا يوزع الواحد منا دخل عائلته بينه وبين أولاده وبين الآخرين,, تموت الغيرة لدى الزوج مع السائق ويستشيط غضبا لو رأى أحدا من الناس ينظر الى أهله, اذن نحن نعيش المتناقضات ونكذب في الغيرة,, ونستسهل الامور الخطرة, ولا نفكر الا في راحة أنفسنا.
وهناك ما يسمى بالتقليد,, وهو يكثر لدى المفلسين والمدينين,, فهم يريدون ان يكونوا مثل أقربائهم الاغنياء ومثل جيرانهم الموسرين,, هذا الخلل في التفكير اورثنا كثيرا من الصعوبات,, تمرد الابناء على والديهم ظاهرة اجتماعية لاتبشر بخير,, اصلا الاولاد لا يعرفون معنى العقوق ولايعرفون عن الآخرة شيئا ولدوا هكذا وتأثروا بما حولهم وحتى في فصول المدرسة لايعرفون ماذا يقول مدرس الدين,, لذلك جاء السائق وجاءت الخادمة,, لان البنت سلمها الله تأتي من المدرسة، لترمي بنفسها في غرفة نومها ولا تستيقظ الا قبل أو بعد المغرب,, حتى الأكل الذي يصنع في البيت يخزن في الثلاجة وربما تُخلص منه بأي طريقة لا ترضي الدين, ولا مبادىء الدين, هذه النقلة التي سقطنا فيها على جباهنا اورثتنا الكسل العضلي والكسل الفكري, حتى النساء,, اصبحن مثل البراميل,, لأن عشبة الغار كما يقول المثل العامي لوخرجت للشمس لخوت, اي ماتت, لم تعد النساء يتحركن ولا يعرفن شيئا عن المطبخ ولا عن الغسالات, ولا حتى (الكوي), وتغضب المرأة اذا ما تحدث الرجل مع الخادمة وناقشها في الطعام الذي يرغبه,, والقاعدة تقول ان الذي يدرك تفاصيل العمل هو الجدير بالنقاش, متى نقف بثبات, وننقذ أنفسنا ونتحرر من هذه العبودية الجديدة,, انه الاستعباد حقا, انه تعطيل القدرات العضلية لدينا والقدرات الفكرية, انه الذوبان في طبائع الشعوب الاخرى, انا اقترح ان تستقدم سائقة بدل السائق, وهذا اولى ما دام اغلب من يستفيد من السائق هم النساء,, وفي هذا بعض الامان,, ولبعض الشر اهون من بعض.
ان بعض الظواهر التي اخذنا بها جاءت من غير روية ولا دراسة وانما دفعنا الى ذلك (التنبلة), و(التنبلة) متى ما حلت بالشعوب فانها تفقد ميزاتها الابتكارية وتفقد قدراتها الفكرية وتصبح تحت قيادة لا تمت لها بصلة, وتتلاشى هويتها الحقيقية, وتصبح تبعا لغيرها, وتفقد كثيرا من خصوصياتها الطيبة.
متى نتخلص من السائق؟ الا عند الضرورة اما ان يصبح في كل بيت سائق فهذا,, عمل غير مهضوم.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

التقسيط والقروض البنكية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved