Saturday 11th March,2000 G No.10026الطبعة الاولى السبت 5 ,ذو الحجة 1420 العدد 10026



رأي الجزيرة
الأبعاد الحضارية لحديث سمو ولي العهد

التفاعلات الاقتصادية المتلاحقة التي يشهدها العالم في ظل تطور آليات وادوات الاتصالات والمعلومات وتنامي العلوم المعرفية في كافة المجالات أوجدت حالة تمثلت في تسابق الدول للاستفادة والتفاعل الايجابي مع هذه المتغيرات لتحقيق افضل المكاسب لشعوبها وحفظا لمصالحها في ظل التنافس الحاد والقوي بين تلك الدول ، وكحتمية للتطور المتناسق مع المراحل الحضارية للبشرية.
ومما لاشك فيه ان اي تراخ او نكوص من أي مجتمع او دولة من الاسرة الدولية، يجعل ذلك المجتمع او تلك الدولة متخلفة عن الركب الحضاري اضافة الى ما تتعرض له من خسائر اقتصادية وتراجع لمكانتها الدولية والسياسية وما يرافق ذلك من افرازات سلبية يصل مداها حتى المشاكل الاجتماعية, والاخذ بالتطور الحضاري وتفعيل آليات المعلومات والادوات المعرفية لا يكون له مردود فاعل بالنسبة للدول ان لم تكن تمتلك الاجهزة والاطر التي يتم تفعيل تلك الآليات والادوات بها وهذا ما وعته قيادة المملكة واعدت له بالتأسيس البنيوي للمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان كان الظاهر بعد الاعلان عن تأسيسهما وهما المجلس الاقتصادي الاعلى ثم المجلس الاعلى لشئون البترول والمعادن الذي اعاد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تشكيله وتحديد صلاحياته فإن هذين المجلسين قد سبقهما العديد من المؤسسات التي جاءت جميعا لتواكب ما شهده العالم من تطوير وتغير متلاحق ولهذا فان المملكة بقيادتها الواعية واليقظة لكل ما يشهده العالم من متغيرات لم تكن فقط مواكبة للركب الحضاري الذي تشهده البشرية بل ايضا مشاركة فيه وبفعالية وهو ما مكن قيادة المملكة وحكومتها واجهزتها التنفيذية، بل وحتى قطاعاتها الحكومية والاهلية من التفاعل والتجاوب مع ما يشهده العالم من متغيرات وتعاملات سواء على الاصعدة السياسية او الاقتصادية ليس كمتلقية لتلك المتغيرات بل مساهمة في صنعها والمشاركة في صنع قراراتها, وهذا لا يظهر بوضوح فقط في وضع الاستراتيجية العالمية للطاقة والذي جعل من عاصمتها مزارا لكبار مستهلكي الطاقة ومنتجيها والمستثمرين من اكبر شركاتها، بل وايضا في اسهاماتها الفاعلة في العديد من الشئون الاقتصادية الدولية والسياسية وكل هذا لم يأت من فراغ او ردة فعل، بل جاء كما اكد سمو ولي العهد في حديثه الذي نشرناه امس مواكبة للتحولات التي يشهدها العالم والاستفادة منها والتعامل معها بفعالية.
وهكذا هي الدول الحية التي تسهم في صنع التطور الحضاري,, وليس كالاخرى التي تعيش على الهامش.
الجزيرة


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved