Tuesday 14th March,2000 G No.10029الطبعة الاولى الثلاثاء 8 ,ذو الحجة 1420 العدد 10029



بوح
ثقافة الطفل
إبراهيم الناصر الحميدان

أكاد انتظر مساهمات مكتب التربية العربي لدول الخليج ضمن برنامجه الرائع في توفير ما يخدم توجهاته التي تقوم اساسا على دعم مناهج الطفولة في الوطن العربي, والمكتب كما اعرف له ارتباط في تخطيطاته بمنظمات دولية تحت مظلة الامم المتحدة اليونسكو وهذه لا شك لديها تصورات بعيدة عما يتبع في دول حضارية ذات خلفية ممتدة عبر سنوات كثيرة من البحث والتخطيط حتى استقر بها التنفيذ عند خطوات محددة ذات انعكاسات ايجابية على مسار التعليم في حقل الطفولة التي هي اساس نشأة الجيل وتحديد رغباته التعليمية والمهنية وهي اجمالا ثقافية والتي على ضوئها تنمى تلك الرغبة وتوسع مجالاتها, فاكتشاف المواهب انما يتم في مراحل مبكرة من التعليم عن طريق الملاحظة والمراقبة حتى يتسنى لاحقا تنميتها وصقلها ولهذا تسقط تلك الازدواجية التي يعاني منها الاطفال في العالم الثالث ما بين رغباتهم وتدخل اسرهم في إرغامهم على اتجاه آخر وهو خطأ كبير يرتكب بحق طموحات الدارسين.
والاطفال من الجنسين مهما كانت تطلعاتهم يحتاجون الى تنمية ثقافاتهم ايضا, باعتبارها الوعاء الذي سوف يستمر مع نموهم الجسدي والنفسي, وهي وإن بدأت من انواع اللعب واللهو الا انها في مراحل تالية تصبح من ضمن النشأة المدروسة إذ إن الطفل شأنه مثل الكبير ايضا يحتاج الى ما يبعد السأم والرتابة عن حياته اذ لا يكفيه ان نطعمه ونكسيه، وانما ان نعنى بما يتوق اليه من لعب يمارسها بعفوية شأن من نراهم يجلسون على الضفاف جاعلين من الرمال ساحة لتفريغ طاقتهم، كما ان الطفل وهو في الصحاري او في الغابات يمارس ألعابه بما يتوفر له من مواد يعبث بها ويشكلها حسب ميوله! على ان الوسائل العلمية جعلته لاحقا يجلس كل مساء امام أجهزة التلفزة ليتابع البرامج المخصصة للاطفال التي تشد امثاله وتجعلهم يحاكون ابطال العمل, والتثقيف لا يقف عند هذه الممارسات انما التعليم يدفعه الى توسع طموحاته فهو بحاجة الى القراءة المفيدة والمسلية في الوقت ذاته, والقصص المصورة هي التي سوف تستأثر باهتمامه في هذه المرحلة فإن حصل على واحدة منها تراه يتروى في ركن من المنزل ان لم تكن في المنزل غرفة خاصة بالاطفال حتى ينفرد مع تحليلاته لها وهذه اخطر مراحل الطفل ثقافيا اذ قد تكون المادة التي حصل عليها لا تناسب سنه او توجهه فتؤدي الى تدمير تصوراته او تنحرف به عن المسار السوي مما يقتضي مراقبته وتفحص ما يقرؤه ويتأثر به.
لذا فإن مراكز الطفولة تسعى جاهدة في كافة انحاء العالم الى توفير المادة التي تنمي ملكة الخيال والابداع لدى الاطفال وزرع الامل والبسمة على وجوههم حتى يواكب التثقيف السليم ما سوف يحملونه في جوانحهم نحو مجتمعاتهم والافراد المحيطين بهم, فلنحرص على مراقبة اطفالنا حتى لا يتعرضوا الى ما يجعلهم سلبيين او اعداء لمجتمعهم في مراحل تالية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved