موسم الحج لا يتعدى بعض ايام,.
وهو فريضة أُمر كل مسلم بالغ واع بالقيام بها مرة في العمر,, وله الثواب الكامل ان زار بيت الله.
وهو موسم يفتح بوابات البلاد وأمنها للملايين نرحب بهم ضيوفا للرحمن,, يزورون بيته.
ولكن,, هل كلهم فعلا يأتي كضيف للرحمن؟
وكم من المتذرعين بقصد الحج سيقبض عليهم فيما بعد كمتسللين هدفهم الاصلي البقاء في هذه البلاد المعطاءة الطيبة؟.
نعلم ان وزارة الداخلية لا تقصر في محاولة حماية المواطنين والزائرين من الاخطار الكامنة في مثل هذا الموسم المكتظ,, فهو رغم نبل المسعى وقدسية المناسبة فرصة لمنتهكي حقوق الآخرين وقوانين الامن.
ووزارة الداخلية بكل منسوبيها تبذل جهودا ملحوظة ومشكورة في التعليمات الوقائية والتوضيحات الضرورية للتقليل من هذه الاخطار,, همّها هنا ليس فقط بريق سمعة البلاد بل ايضا الحفاظ على امن وسلامة الحاج الزائر والمواطن وردع المتعدين على حقوق الغير بمعرفة او دون قصد,, وهي تبذل كل المساعي لحماية كل الناس الطيبين، من جهل بعضهم بأصول الامان الجسدي والمعنوي ومن تجاهل بعضهم للتعليمات, ولو وعوا جميعا اهمية وضرورية هذه التعليمات لما كان هناك نقد ولا تقصير.
ومع هذا نعلم انه حتما ستعجُّ بعض الشوارع والتقاطعات بالمتسولين والمتسللين بطرق غير مشروعة لا للحج بل لاستغلال وجود هذه الملايين من الحجاج واحتلاب الاجواء الروحانية وتطلعات الحجاج للتقرب من مرضاة الله,, وبعض اللوم في هذا الانحراف المسيء لأمن الوطن والمواطن يقع على المواطن العاق الذي يتستر على من يخترقون انظمة البلاد الأمنية ويبقون بعد الحج بدون اقامة شرعية.
ان كل ما تصرفه حكومة هذا البلد الطيب في سبيل القيام بهذه المسؤولية العظيمة لانجاح موسم الحج كل عام هو في سبيل مرضاة الله وكل ما تبذله من جهود تستنفر فيها كل الوزارات ومؤسسات البلاد الرسمية والتطوعية وتتآزر فيها كل الطاقات والتخصصات والمهارات لكي يستطيع حجاج بيت الله ان يقوموا بأداء مشاعر موسم الحج على خير ما يرام.
ليس ما تفعله هذه البلاد حكومة وشعبا كل موسم حج شيئا سهلا, بل انه يصبح اشد تطلبا وضغطا كل عام,, ونظل نبحث عن طرق افضل للتنظيم وخدمة الزائرين.
والشرط الوحيد هو ان يكون المواطن واعيا وان يكون الحاج ضيفا صدوقا,, وضيفا للرحمن وليس متسللا لأغراض في نفس يعقوب أكثير ان نصر الا يسيء اي زائر للبلاد لهذه الارض الطيبة او ينتهك نظامها الامني وحقوق المواطن والزائر فيها؟
ان امن البلاد والمحافظة عليه مسؤولية الجميع,, وليس فقط الاجهزة الامنية الرسمية, المواطن مسؤول والزائر مسؤول والانظمة واضحة وليس فيها ما يخل بحقوق الضيوف ولا المضيف,, فهل الالتزام بها شرط صعب؟ ام هي النفس الامارة بالسوء؟
قرائي الاعزاء,, حج مبرور وعيد مبارك اعاده الله علينا وعليكم بأمن ويمن, اترككم لسفر قصير, وحتى نلتقي، كل عام وأنتم بخير.