أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th March,2000العدد:10043الطبعةالاولـيالثلاثاء 22 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

البوارح
د, دلال بنت مخلد الحربي
في مسألة التفوق
في عدد ·الحياة 13526 الصادر يوم الجمعة 18 ذي الحجة 1420ه 24 مارس 2000م كتب جهاد الخازن في عموده المعروف ·عيون وآذان مقالاً عرض فيه لقيمة العبقرية في البلاد الأجنبية وقيمتها في البلاد العربية مستشهداً بسارة فلانري الإيرلندية التي طوّرت برنامجا لتشفير أي مادة حساسة على الإنترنت أسرع 22 مرة من برنامج طوّره معهد مساتثوستس للتكنولوجيا، وكيف أنها بعد هذا الاختراع انهالت عليها عروض الجامعات العلمية التي تسعى دون شك الى تطوير قدراتها والاستفادة من عبقريتها بمزيد من التحصيل الاكاديمي وتوظيفها في مشروعات علمية مثمرة.
وفي الوقت نفسه انهالت عليها عروض الشركات التجارية لاحتكار اختراعها واختراعاتها الأخرى القادمة.
وفي المقابل كحادثة مضادة لقيمة العبقرية العربية تحدث الخازن عن الاخوين الفلسطينيين منذر ومظهر بدر، اللذين نجحا في اختراق شبكة راديو القوات المسلحة الاسرائيلية وأجريا من خلالها مكالمات دولية، فكان أن وجهت اليهما اسرائيل عددا من الاتهامات بعد اعتقالهما وأحيلا الى المحاكمة.
عبقرية سارة المتمثلة في التشفير في مقابل عبقرية منذر ومظهر المتمثلة في الاختراق, وموقف المجتمع الأجنبي والعربي من العبقريتين، وهو تساؤل طرحه الخازن في نهاية مقاله، ولعل القارىء يجد تبريرا للموقف الاسرائيلي من الأخوين الفلسطينيين لأنه موقف دولة معادية لكل ما هو عربي، لكن السؤال - وهو ما طرحه الخازن - ينصب على ذلك الإهمال الذي واجهت به الدول العربية عبقرية الأخوين وعدم الإقدام على اتخاذ أي موقف ينم عن الاهتمام بهما وعدم التصدي للموقف الاسرائيلي منهما.
تساؤل الخازن جعلني أحلّق في سماء الإحباط الذي يغلف كل ما هو عربي، ونقلني الى صور وإن كانت أدنى من المثالين السابقين إلا أنها تعكس بقوة موقف البعض من المبدعين والمتميزين بشكل سلبي ومحاربتهم بشتى أنواع الأسلحة اللا أخلاقية لتحويلهم نحو شرنقة اللا مبالاة وقتل كل إبداعاتهم، ولذلك فلا نعجب من قفز الأقزام من القاع؟ وبقاء المبدعين على هامش الحياة لأنهم يفتقدون المساند المهتم بإبداعهم.
إن التقدم في مجال من المجالات لن يتم إلا حين الاعتراف بالمواهب والموهوبين في أي مجال كان، وتقدير نتاجاتهم وأخذها مأخذ الجد وتطويرها لتكون وسيلة من الوسائل المؤدية الى نهضة مجتمعهم، وفي ذات الوقت تحجيم دور المناهضين للموهوبين وهم كثر في عالمنا مع الأسف الشديد.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved