أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th March,2000العدد:10043الطبعةالاولـيالثلاثاء 22 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

أمير الرياض والنموذج القيادي
مندل عبدالله القباع
في حديثنا عن عاشق الرياض ومهندس المشروعات التنموية التطويرية بها لمصلحة مواطنينا الكرام حديث لا ينقطع، وفي كلامنا عن الإبداع الإنشائي والمعماري والتخطيطي لمدينة الرياض مما يجعلها تدخل القرن الحادي والعشرين عاصمة عملاقة تزخر بالأمن والأمان والطمأنينة للمواطنين ليلا ونهاراً كلام لا نملّه، وفي عرضنا لتلك الجهود المتواصلة لخدمة المواطنين ووضع حاجاتهم في الاعتبار بل فوق كل اعتبار فهو عرض لأمثلة لاتنضب، وفي قراءتنا لدلالات الحسم والحزم أمام امارات الاهمال أو عدم المبالاة قراءة مستمرة نظرا لأن نهضة وتقدم الدول تستند الى انضباط كل أوجه الحياة فيها على اساس الالتزام بالنظم المقررة في المؤسسات الاهلية والحكومية وفي الشارع وفي كل مكان، وإطاعة اللوائح والتعليمات هو عنصر اساسي في نهضة وبناء الاوطان، وفي تلمسنا لتلك التوجيهات والارشادات لإذكاء الوعي الإدراكي المطلوب التركيز عليه لإيجاد روح المسئولية من جانب كل مواطن من أجل العمل المخلص والمتفاني لتقدم المجتمع وتنميته في كافة المجالات نلمسه في كافة الاجهزة المسئولة في امارة منطقة الرياض.
ان في هذا الحديث والعرض هو محاولة للفهم والاقتراب من فكر قيادة امارة الرياض من واقع الممارسات العملية ودفع الحياة في المجالات المختلفة خاصة الخدمية منها والتي تسير عجلتها وفقاً لما يقره الدين والعقل والمنطق السوي والوعي الكامل وإرساء قواعد ومبادىء الانصاف العادل لكافة المواطنين على السواء في كل المواقف وعلى كل المستويات فبكل التقدير والإعجاب يأتي الحديث عن أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لا لشخصه الذي نحبه جميعا فهذا امر مسلّم به ولكن نتكلم عن نموذج للإدارة والحرص عليها وتطويرها والخروج عن التقليدية في الادارة الى كونها ادارة انسانية تعمل على تحقيق عمق الاهداف التنظيمية بما يحقق الرخاء النفسي والحفز الموجب لمزيد من العمل المثمر المنتج مع توفير المناخ الاجتماعي الذي يقدم ويهيىء الظروف المواتية للعمل في صورة جيدة ووفقاً لما سبق وان تم التخطيط له ويمكن الاطلاع على تجسيد هذا النمط الاداري الذي يعتمد على تحقيق التوازن بين إشباع حاجات الافراد ودوافعهم للعمل، مع تحقيق اهداف التنظيم وغاياته من زيارة واحدة لامارة منطقة الرياض ليجد يسر العمل وتسهيل الاجراءات والمناخ النفسي والاجتماعي المواتي تجد الاهتمام بالفعل الوظيفي والتفاعل السلوكي الجيد مع المواطن والمقيم والروح المعنوية العالية التي تلمس أثرها في شدة تماسك اعضاء جماعة العمل، وحبذا لو كانت الزيارة لإدارة الحقوق العامة أو الخاصة أو,,,, لتجد الاهتمام المتزايد في الاستماع الى الآخرين والأخذ والعطاء معهم ومع مطالبهم مما يتيح الفرصة لتقديم الخدمة المطلوبة أو حل المشكلة المعروضة أو تجاوز الصعوبة المعيقة ويتحقق ذلك من خلال التعرف على نوع الخدمة أو نمط المشكلة والسعي الدؤوب نحو معالجتها في ذات المستوى أو بالتوجيه نحو الأجهزة المعنية.
هذه اشارة عابرة لسياق العمل في امارة منطقة الرياض بقيادة اميرها في استجابته لمشاعر وأحاسيس المواطنين والعمل على مساعدتهم في حل مشاكلهم والاهتمام بقضاء حوائجهم وثباته واتزانه في تصريف الأمور مما يعطي العاملين معه الثقة في انفسهم وقدراتهم في مواجهة التحديات وتخطي الصعوبات وتحقيق المزيد من الانجاز.
وبنفس النموذج القيادي والنمط الاداري الذي نتكلم عنه يعمل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مركزاً على اربعة مكونات اساسية لعمل هذه الهيئة نلمسها من خلال عقد اجتماعاتها ومناقشة مشروعاتها ومخططاتها بل ومن نتائج أعمالها التي رفعت من شأن مدينة الرياض وصارت تنافس كبرى عواصم العالم، ومن مكونات العمل في هذه الهيئة هو تحديد عملها بدقة مع مراعاة ما يجدّ من ظروف تدعو لإعادة تطوير العمل وفقا للمواقف الحادثة.
ثانياً: الاهتمام بوضع المواصفات التي تميز الاعمال وتحديد المسئوليات ومستويات التنفيذ.
ثالثاً: انتقاء العاملين في المشروعات وفقا لتحديد مواصفات العمل ومايقابلها من خصائص بما يتيح الفرصة الجيدة لبلوغ اغراض مخططات الهيئة كاملة.
رابعا: العمل على حل المشكلات التي قد تعترض تنفيذ مخططات الهيئة واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها وتنظيم قنوات الاتصال الفعالة, وبهذا حققت الهيئة نجاحات تفوق حد ماكان متوقعا منها في مجال التوسع العمراني وتوفير المرافق وانشاء البنية الاساسية، وهذا وضح بجلاء في البيانات الصادرة من الهيئة.
وهذا يوضح السلوك الاداري المنطقي والمتماسك الذي يتسم به النموذج القيادي المتمثل في امير مدينة الرياض.
وعلى نفس النهج في تنظيم امور المجتمع والسهر على تحقيق المصلحة العامة ووفقاً للظروف التي تمليها طبيعة المرحلة اذ يصاحب مشروعات التنمية تغييرات بنائية تتطلب وضع الاستراتيجيات التي تتطلب مواجهة المتطلبات التي يفرضها التطور والتوافق من جديد مع الظروف والاحوال مما يهدي الى الفاعلية والعمل الموضوعي والتناسق والانسجام حتى لا تخرج مخططات التنمية عن أغراضها أو طبيعتها أو عن معدلات الانجاز, ويتمثل هذا في قيادة امير الرياض لمجلس ادارة مصلحة المياه من اجل تسهيل العمل وسيره وتحديد العمل المطلوب انجازه وفق فترات زمنية محدودة وتحديد المناشط والمستويات وتحديد المهام والمسئوليات وتحديد واضح للصلاحيات والاختصاصات وضمانات حسن استخدامها، ومن الواضح في اعمال مصلحة المياه ومايلمسه في الواقع كافة مواطني الرياض انه مع اتساع نطاق العمل وكبر حجمه الا ان هناك همة عالية فيما يقتضي حلاً سريعا لأي من المشكلات سواء للمواطنين أو لموقع العمل, ومن توجيهاته المستمرة وضع الاعتبار الاساسي لمراعاة مصلحة المواطنين ومصلحة العمل من خلال تنمية الاحساس بالمسئولية وتطوير واقع الممارسة وهذا واضح في مجال تحلية المياه حسب المواصفات وتخطيط برامج توصيل المياه العذبة للمناطق والأحياء واستخدام الأجهزة الفنية الضرورية لمراقبة اعمال التشغيل والصيانة.
ونعرج على مجال آخر من مجالات عمل سموه من مجالات العمل المتعددة التي لايمكن حصرها في مقال واحد أو تفسيرها أو تناولها بالتحليل في تلك المساحة المحدودة للمقال ولكن نتناول البعض منها مما يساعد في ابراز نمط القيادة ونموذج الادارة الانسانية وسماتها ليتأسى بها الراغبون في تطوير العملية الادارية وتطوير مستوى الاداء من خلال تطوير انفسهم والارتقاء بمستوى التنمية الذاتية الفكرية والفنية والمهارية والمهنية.
وهذا المجال الذي نعرج اليه ونحن فخورون ومقدرون بكل إعزاز وامتنان المجهود الشاق المتواصل الذي يضطلع به الأمير سلمان الانسان المثل القدوة الذي كثيرا ما يتصل صباحه بمصباحه بحثا في حل مشكلة او وضع مخطط لإنجاز مهمة إنسانية فيه خير للإنسانية جمعاء، والمجال الذي نعنيه هو رئاسته للجنة جمع التبرعات لمواطني البوسنة والهرسك وكذلك لجنة جمع التبرعات للفلسطينيين وغيرهم، وغيرها من الجمعيات والهيئات التي يصعب حصرها.
ان رئاسة سموه لهذه اللجان انما ينطلق من انه عملية انسانية اجتماعية وفي نفس الوقت فهي خدمة فنية تقوم على اساس معاونة اعضاء اللجنة بما يمكنهم من اداء عملهم بطريقة أفضل من أجل تحسين الموقف بالنسبة لمواطني البلدية والأطفال الذين يتّمتهم الحرب والثكالى والأرامل والمعوزين بما يمكنهم من إشباع حاجاتهم الضرورية وامكانات الصمود وخلق مواقف افضل لهم وتنسيق أوجه النشاط والخدمات المختلفة التي تقوم بها اللجان وتنظيم الجهود وارشاد القائمين عليها وتوجيههم.
وهناك لجان اخرى وهيئات وجهات تحظى بقيادة سموه أو الاشراف عليها.
ومن فهمنا لنموذج القيادة الانسانية والنمط الاداري الذي يمثله صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض نلخصه في انه مجهود دائم ومستمر يبذل لتوجيه وتنسيق الاعمال بغية ادائها بطريقة أكثر فعالية وتوجيه العاملين للمساعدة الفعالة في حل مشكلات المواطنين وتوفير الوسائل والأدوات التي تمكن الأداء بطريقة أكثر سهولة وفعالية.
فهل لنا في هذا النموذج القيادي من أسوة ومثَل يقتدى به؟.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved