أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th March,2000العدد:10043الطبعةالاولـيالثلاثاء 22 ,ذو الحجة 1420

القرية الالكترونية

عوضاً عن الموظفين
برمجيات جديدة تحلل الوثائق آلياً وتستخلص الأفكار
بيل جيتس نوه ببرمجيات لينش وأكد أنها في صالح كمبيوتر المستقبل
*الجزيرة : لندن خاص :
حينما عرض أحد متعهدي حفلات موسيقى البوب الغريب الاطوار مبلغ 2000 جنيه استرليني على مايك لينش الذي التقاه في لندن لم يقبل هذا الاخير العرض مباشرة.
وحدث ذلك حينما كان يشرح لذاك الغريب فكرته حول إنشاء شركة برمجيات تزعزع الاسس القديمة المعمول بها وأسفر الحديث عن قبوله القرض الذي اسس شركته بناء عليه.
واليوم وبعد مرور تسع سنوات بدأ الدكتور لينش يقطف ثمار حدسه الوفيرة, فقد تمّ انتخابه مؤخراً مقاول بريطانيا للعام 1999 وتحتل الاداة التي اخترعها في مجال البحث على مواقع شبكة الانترنت مركز الطليعة في هذا المضمار.
وحصل صاحب الرؤى في مجال تكنولوجيا المعلومات والعضو في جامعة كمبردج جائزة اتحاد الصناعة البريطانية وجائزة الجمعية الخيرية ·ريل بزنس تقديراً للعمل الرائد الذي اتمته شركته ·اوتونومي Autonomy, ويستطيع اليوم الدكتور لينش البالغ من العمر 34 سنة ان يدعي ومن دون تردد انه مدير الشركة الاكثر نجاحاً في بريطانيا في مجال برمجيات الانترنت.
وتعتبر فكرته من ابسط الافكار فقد ادرك ان فرط المعلومات التي تمر عبر شبكة الانترنت بحاجة ماسة الى نظام ترشيحي.
ويقوم نظام البرمجيات الذي طوره بتحليل جميع الوثائق الالكترونية بدقة لاستخلاص الافكار ذات الصلة التي تضمها وتحديد اهمها ثم ارسالها الى القسم المخصص داخل المنظمة.
واستطاع ان يبرهن هذا المحرر الالكتروني الرائد في هذا المجال عن كونه اداة مهمة ويزيد عدد زبائن شركة ·اوتونومي اليوم على 150 زبوناً من عداد الزبائن المهمين الموزعين في مختلف ارجاء العالم, وتمارس الشركة اعمالها في تسعة بلدان انطلاقاً من مقريها في كمبردج الواقعة في شرقي انكلترا وكاليفورنيا, وتعتبر اليوم من اسرع الشركات ازدهاراً في اوروبا في مجال الاعمال المتصلة بشبكة الانترنت.
وترتكز التكنولوجيا التي تعتمدها على خوارزميات التعرف على النماذج التي اكتشفها في القرن الثامن عشر وهو توماس بيز ويعتبر بيل غيتس ان هذا الاختراع ·يساعد على وضع اسس الحاسب للجيل المقبل .
ولايعتبر الدكتور لينش من عداد المخترعين الغريبي الاطوار الذين يعيشون في عالم الخيال اذ انه يتمتع كذلك بذهن عملي شديد البديهة,, ففي يوليو 1998 طرحت اسهم شركته في سوق التكنولوجيا أيسداك الاوروبية ومنذ ذلك الحين ارتفعت قيمتها بمعدل 10 اضعاف اي من 100 مليون الى اكثر من مليار جنيه استرليني, وتبلغ قيمة الاسهم حدا عالياً جدا كما تحطم عائدات الشركة وارباحها جميع الارقام القياسية.
وفي شهر ديسمبر الماضي تسلم الدكتور لينش في فندق هلتون في لندن الجائزة من يد باتريسيا هويت وهي الوزيرة المسؤولة عن تكنولوجيا المعلومات في الحكومة البريطانية وفي هذه المناسبة اوضح لينش ·انه لإنجاز عظيم ان يقدر المرء بهذه الطريقة, فقد بذلنا قصارى جهدنا في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة لنطور شركة تشكل اليوم في اوروبا اسرع الشركات ازدهاراً في مجال برمجيات الانترنت واقول بفخر انني اساعد بالتعاون مع مستخدميّ على دعم تحول هذا البلد الى اقتصاد يقوم على الانترنت وذلك بفضل ادارتنا للمعلومات والتكنولوجيا الاعلامية الحديثة التي وجدناها .
وكان العالم الالكتروني بحاجة ماسة الى مثل هذا النموذج من البرمجيات فمنذ اختراع الصحافة المطبوعة لم يشهد حجم النصوص المطبوعة مثل هذا الازدياد المرفق بارتفاع الدليلي لحجم البريد الالكتروني والصفحات على شبكة الانترنت والصحف التي تقرأ مباشرة على الشبكة والشركات التي تنشىء مواقع على الشبكة مع العلم ان حجم النصوص الافتراضية يتضاعف كل ثلاثة اشهر.
وان البرمجيات التي تصنعها شركة اوتونومي قادرة على التفكير او تكاد ان تفكر، ففي حال عانى الزبائن مثلا من عطل في آلات الطباعة فارسلوا لشدة خيبتهم بريداً الكترونيا يتوعدون فيه الشركة البائعة، يقوم هذا البرنامج المعلوماتي بتحليل نحوي ولغوي للعبارات المستعملة ويرسل رسالة اعتذار.
ولما كان قادراً كذلك على فهم ·صرخة الاستغاثة فانه ينبه قسم شكاوى الزبائن الذي بدوره يعرض على الزبون الحلول الممكنة, كما أن الرسالة قد تحول مباشرة الى قسم المبيعات الذي قد يعرض على الزبون حسماً على آلة طباعة جديدة ويمكنه ايضاً ان يقرر إبلاغ احد الممثلين عن قسم خدمات الزبائن مقترحاً ضرورة زيارة الزبون.
وان معامل الترشيح الحيوي الذي اتقنته شركة اوتونومي جذب عدداً كبيراً من الزبائن من مختلف انحاء العالم معظمهم من الشركات الكبرى مثل مصرف باركليز Barclays Bank وشركة انظمة بي اي BAe Systems وشركة رويترز للانباء Reuters وشركة بي تي BT وشركة مريل لينش Merrill Lynch وشركتي ماكميلن للنشر Macmillan Publishing وريد الزفاير Reed Elsevier ومعظم مراكز الشرطة في المملكة المتحدة.
ولطالما كان الدكتور لينش من عداد الاشخاص البارزين, فقد تمكن من الحصول على مقعد في كلية Christ , s College في كمبردج و درس العلوم الطبيعية وحاز درجة دكتوراه في الهندسة الكهربائية, وفي عام 1991 حاز درجة دكتوراه في معالجة الاشارة التكيفية غير الخطية ليتابع بعدها عملاً حول التعرف على النماذج, وفي عام 1996 كان اصغر المتخرجين سنا يتلقى ميدالية الاستحقاق من معهد مهندسي الكهرباء.
ويعيش الدكتور لينش وحيداً في منطقة منعزلة في شرقي انكلترا وحين لايشغل باله بافكاره المستقبلية العظيمة فهو يهوى الاستمتاع بهوايته الا وهي السكك الحديدية للقطارات البخارية التي بنى احداها في حديقة منزله ومن هواياته الاخرى العزف الموسيقي .
وإن خروج دكتور لينش المميز من الظلام الاكاديمي النسبي ليبرز كرائد في تحديد اتجاه جديد في تكنولوجيا المعلومات يسلط الضوء على المسلك المستقل الذي سلكه في التسعينات الكثير من الاشخاص البارعين في مجال الالكترونيات في المملكة المتحدة, ويبدو انه مامن منهج محدد يتبعه هؤلاء الرواد ذوو المزاج الخاص في طريقهم نحو التقدم.
كما ان طريقة ادارة اعماله تتميز كذلك بخصائص طريقة التفكير الجديدة القابلة للتغيير, فهو يعتمد تعزيز الموهبة الشخصية وتأمين ·نظرة كلية للشركة ويختبر كل عامل وكل وجه من اوجه العمل ويقول ·انه يتوق الى تعزيز ثقافة مقاوليّة داخل الشركة والى تأمين تمويل الافكار التجارية المهمة وتامين الاشراف على المواهب الجديدة والىإطلاق العنان للمبدعين وذوي الافكار الغريبة , كما انه يختار لاغراض عملية بعض الغرباء عن شركته، ·اشخاصاً ياتون بوجهة نظر جديدة لمواجهة التحديات الصعبة .
يعتقد الدكتور لينش أن التكنولوجيا التي تصنعها شركته تتمتع بجميع المعطيات التي تخولها ان تصبح في المستقبل مكوناً اساسياً لجميع المنتجات في مجال البرمجيات, ويقول انه بعد عدة سنوات من الان ستعجز الشركات عن بيع اي من البرمجيات مالم تتمتع بالقدرة على التعرف تلقائياً على النصوص وعلى معالجتها ويؤكد على ان شركته ·تصنع المجارف للمنقبين في زحمة التنقيب على شبكة الانترنت.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved