أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th March,2000العدد:10043الطبعةالاولـيالثلاثاء 22 ,ذو الحجة 1420

القرية الالكترونية

وجهة نظر
خالد عبد الرحمن البكر*
التقنيات البرمجية في الوسائط المتعددة·الجزء الأول
لست في هذا المقال بصدد طرح كل فوائد الكمبيوتر وما يوفره في وقتنا الحالي من إمكانيات هائلة وخدمة للمجتمعات العالمية سواءً كان في المجال المدني او العسكري فالحديث في هذا الموضوع يطول ولكن ما أود طرحه عبر هذه السطور ان اخصص المقال عن موضوع (التقنيات البرمجية في الوسائط المتعددة Multimedia) الذي يعد من المواضيع التي ينتابها شيء من الغموض لدى الكثيرين وذلك لعدة أسباب رئيسية من أهمها : ان عدد مستخدمي تلك التقنيات محصور في فئة معينة من المستخدمين وهم المتخصصون وان تلك التقنيات تتطلب جهاز كمبيوتر خاص في مكوناته الماديةHardware ومكوناته البرمجية software . كما ان التعرف على التقنيات البرمجية وإتقانها يحتاج لتطبيق عملي يصحبه الاهتمام والتركيز والصبر والمقدرة على تتبع مراحل الإنتاجية والإخراج وطريقة الاحتراف فيها هي الرغبة الجادة ومن واقع التجربة الشخصية في هذا الموضوع سأطرح بعض أهم ملامح هذه التقنيات بهدف بناء الفكرة الكاملة لكل مستخدم ليتعرف ويستفيد من إمكانيات الكمبيوتر. فمن وجهة نظري يمكن تقسيم التقنيات البرمجية في الوسائط المتعددة الى ثلاثة أقسام رئيسية هي : تقنية الفيديو وتقنية الصور وتقنية الأصوات وما اقصده بمسمى (تقنية): هو المعالجة البرمجية لشيء محدد بإنشائه وتعديله وحتى إنجازه وإخراجه بشكل نهائي مثل عملية المعالجة البرمجية من تحرير ملفات الصور والملفات الصوتية . ومما سبق نعرف ما يلعبه الكمبيوتر من دور أساسي في الإنتاج للوسائط المتعددة فمنذ ظهوره وبدءاً بمرحلة استخدامه كوسيلة لحفظ المعلومات ووصولاً الى استخدامه في عالم الوسائط المتعددة فذلك بلاشك الميزة التي جعلت من اقتناء الكمبيوتر اكثر متعة ورغبة لتعلمه عند الجميع والتقنيات الثلاث تطورت في الأجهزة الشخصية بتطور المكونات المادية مثل ظهور تقنية MMX وهي تعليمات تقوم على أساس تسريع التعامل مع الوسائط المتعددة بحيث يتم إضافتها في معالج الكمبيوتر Processor وكانت شركة انتل الأمريكية INTEL المشهورة مخترع تلك التقنية وطبقت على معالج Pentium الذي يعمل بسرعة 166MHz ومازالت متوفرة في المعالجات الجديدة ومع صراع المنافسة قامت شركة AMD المصنعة للمعالجات بطرح تقنيتها المقتبسة من تلك التقنية مع إضافة خصائص جديدة مسرعة وأطلقت على تلك التقنية مسمى 3D NOW . ورجوعاً لموضوعنا فسأركز في هذا الجزء عن تقنية الفيديو البرمجية وهي ألاهم فهي تعد اصعب التقنيات البرمجية ويمكن تعريفها بانها عملية مزج الصور المتحركة والأصوات المدمجة مع إجراء مراحل التركيب والتنسيق البرمجي عليها لتخرج في النهاية كملف فيديو متكامل . ويمكن تقسيم تقنية الفيديو الى قسمين: القسم الأول : وهو عبارة عن إنشاء ملف فيديو يتضمن آلاف الصور الثابتة ثم تبدأ مرحلة التحرير والتعديل فيها وتركيب الصوت معالجة اختيارية . وفكرة إنشاء هذا القسم تتم من نسج خيال المنتج ولا يمت الى الواقع بأي صلة . فما يحدث ان المصمم يضع وبفكرة معينة شخصية يتم رسمها وإنشاؤها بواسطة أحد برامج تحرير الصور الشهيرة مثل PHOTO SHOP او برنامج Corel Draw او أي برنامج آخر ثم تتم عملية التعامل مع برنامج آخر مخصص لإضافة حالة الحركة للصورة ودمج الصوت الخارجي بما يتناسب مع الشخصية الخيالية . وكمثال على ذلك في فترة من الفترات انتشر ملف فيديو عبر شبكة الإنترنت قام أحد الهواة ومن نسج خياله بتكوين شخصية طفل يؤدي حركات غريبة يستحيل ان تكون واقعية وقد ساعدت بنشر ذلك الملف إحدى الجهات الإعلامية المعروفة عالمياً في الإنترنت . وكمثال آخر عندما أنجز مهندس يعمل في إحدى شركات تصنيع السيارات اليابانية عملاً رائعاً واستعان بالكمبيوتر ليصمم سيارة جديدة وبشكليها الخارجي والداخلي مدعومة بصور ثلاثية الأبعاد ثم أضفى عليها حالة الحركة الخيالية وبعد دراسة مكثفة لذلك المنتج . بدأ المصنع بتطبيق إنتاج ثمرة تقنية الفيديو وتمت عملية تصنيع السيارة وتم تسويقها عالميا ويعتبر ذلك افضل نجاح حققه المهندس المذكور ونفس الشيء ينطبق على عمل اشهر المهندسين المعماريين حينما يقوم برسم شكل هندسي وإعطاء حالة الصور والحركة الثلاثية لتلك المجسمات المعمارية . والقسم الثاني : وهو اصعب مرحلة في تقنية الفيديو ففكرة هذا القسم تقوم على دمج الكائن الخيالي والكائن الواقعي في ملف فيديو وهو أمر في غاية التعقيد اذ تستغرق تلك العملية مدة إنتاج طويلة تصل لعدة شهور في اقصر أوقاتها مثل : الإخراج السينمائي اذ يستعين اشهر المخرجين السينمائيين في هوليوود بتقنية الكمبيوتر (الفيديو) لإنتاج أقوى الأفلام الخيالية والتي تجلب عوائد مادية كبيرة حين إنجازها وعرضها ومن ذلك فيلم Jurassic Park الذي استطاع مصمم ذلك الفيلم بالاستعانة بالكمبيوتر وتقنية الفيديو من تخيل شكل الديناصور المنقرض ورسمه بجسده الخارجي بالكمبيوتر ثم إعطائه خطوات الحركة مع استعارة إحدى الأصوات المخيفة لتمثل ذلك الجسد وهكذا حتى وضع اللمسات الأخيرة للمنتج . الجدير ذكره ان اصعب المراحل واكثرها تعقيدا هي مرحلة الإخراج النهائي بدمج تلك المخلوقات الخيالية مع الكائن الواقعي (الطبيعة والكائن البشري وهما أبطال الفيلم) وهكذا نفس الشيء متبع مع أفلام أخرى مثل فيلم The Mask وفيلم Jumanji كما ذكرنا فان التقنيات تحقق عوائد مادية عالية مما دفع بالكثير اليها . وقد ورد خبر سابق ضمن إحدى المصادر الإعلامية بان أحد المخرجين السينمائيين دفع ما يقارب 35 مليون دولار أمريكي لشركة تقنية معلوماتية كمقابل تكلفة دمج المؤثرات الخيالية التي أرادها ضمن فيلم سينمائي وليس اشارتي لما سبق من باب الدعاية لتلك المنتجات بل للوصول الى توضيح الصورة أمام المستخدم ولنعرف ما يشكله الكمبيوتر من دور بارز في عالم إنتاج الوسائط المتعددة . وفي الختام أشير الى ان معالجة ملف فيديو بمدة لم تتجاوز الدقيقة استغرقت مني عدة أيام على كمبيوتري الشخصي المحتوي على معالج ATHLON-600 MHz وفي الجزء اللاحق سأذكر متطلبات هذه التقنية من حيث مواصفات الكمبيوتر المناسبة وأنواع ملفات الفيديو وما يتعلق بها واستكمال الحديث عن بقية التقنيات .
* وزارة الخارجية
albkr2000@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved